هآرتس - بقلم: سيما شاين والداد شبيط "اغتيال رئيس مشروع السلاح النووي في إيران محسن فخري زادة، والنشاطات التي سبقته ونسبت إلى إسرائيل، مثل تخريب منشأة تجميع أجهزة الطرد المركزية المتطورة في نطنز، وتصفية الشخص رقم 2 في القاعدة في طهران، وهجوم السايبرر على ميناء بندر عباس، كلها تثبت قدرة استخباراتية وتنفيذية عالية.
وكل هذه، إلى جانب اتفاقيات التطبيع التي وقعت مؤخراً مع دول الخليج، تخلق شعوراً بأن تحالفاً قوياً من الدول المستعدة للوقوف مع إيران أمر آخذٌ في التبلور. ولكن حسب مقال نشره محلل النيويورك تايمز هذا الأسبوع توماس فريدمان، فإن الرئيس ترامب دفع نحو تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية، وإلى بيع السلاح المتطور كجزء من استراتيجية تسعى لكي تحوّل عبء المسؤولية عن أمنها و وعن مواجهة إيران إلى دول المنطقة. لهذا، امتنع ترامب أيضاً عن الرد عندما أطلقت إيران صواريخ كروز وطائرات بدون طيار إلى منشآت النفط لشركة أرامكو السعودية.
ولكن سلوك دول الخليج الواقعة بالقرب من إيران، يوجهه الخوف منها، ولهذا فقد سارعت إلى إدانة تصفية فخري زاده وإبعاد نفسها عن أي علاقة مع الحدث. حسب وجهة نظرها، فإن التهديد الإيراني تعزز في أعقاب اتفاقيات التطبيع التي تظهرها أكثر تماهياً مع إسرائيل. في هذا السياق، نشر بأن إيران حذرت الإمارات الخليجية مؤخراً بأن كل هجوم أمريكي ضدها سيؤدي إلى رد مباشر عليها. وفي حين أنها حذرة من إغضاب إيران، فإن دول الخليج تتمنى من جهة ما أن تخرج الكستناء من النار من أجلها، ولتوقعها أن ذلك يأتي من الولايات المتحدة، فإنها تأمل من إسرائيل أن تفعل ذلك. خلافاً للتفكير بأن لإسرائيل شركاء إقليميين في الصراع ضد إيران، فإن الواقع على الأرض من المتوقع أن يخيب أملها، فهي من شأنها أن تبقى وحدها وبدون استعداد من قبل الولايات المتحدة لاستخدام مواردها العسكرية لحماية إسرائيل عندما تريد مواجهة تهديدات توجه ضدها، حيث إن الرغبة الأمريكية بتقليص تدخلها العسكري ستظل عاليةً حتى في ظل إدارة بايدن.
في الخلفية، يجب العودة والتأكيد أنه رغم شعور ارتفاع الروح المعنوية بعد سلسلة العمليات الأخيرة، والتي قد تعزز التقدير بأن يد المعارضين لإيران هي العليا، لا يبدو أن هناك تغييرات في التوجهات الرئيسية التي تميز النشاط الإيراني في السنة الأخيرة. رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تفاقم بسبب فيروس كورونا، تواصل إيران مراكمة يورانيوم مخصب، وتخصيب اليورانيوم والدفع قدماً بتشغيل أجهزة طرد مركزية متطورة. كل هذه الخطوات معاً تقلص وقت الانطلاق نحو قنبلة نووية، إذا قررت إيران السير في هذا المسار. وهي أيضاً مصرّة على مواصلة ترسيخ هيمنتها على المنطقة، والخروج المتوقع للقوات الأمريكية في العراق سيساعدها في ذلك.
الاستنتاج الذي يمكن التوصل إليه- دون الدخول إلى تداعيات الوضع السياسي في إسرائيل على قدرة الاستعداد للجيش الإسرائيلي في لمواجهة التحديات التي تقف أمامه- هو أن إسرائيل، ورغم النجاحات العملياتية المنسوبة لها، يجب عليها مع دخول الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض، العثور “ويفضل بصورة سرية” على الطرق الصحيحة لضمان استمرار التعاون النوعي بين كلتا الدولتين. من المرجح أن سيكون في واشنطن استعداد للإصغاء إذا قدرت الإدارة الأمريكية أن إسرائيل تأتي إلى الحوار ” نقية الكفين” دون نية بالعمل من خلف ظهرها.