تعمل مجموعة من الخبراء الضالعين في المشهد السياسي الإسرائيلي، والمتخصصين في الاستشارات الإستراتيجية، على تشكيل حزب "وسطي" جديد بقيادة رئيسي الأركان السابقين في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، وموشيه (بوغي) يعالون رئيس حزب "تيلم"، بحسب ما كشف الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، اليوم الخميس.
وذكر التقرير أن آيزنكوت ويعالون شركاء في هذه الجهود. ولفحص جدوى هذه الإمكانية، أجرى خبير الاستطلاعات، كميل فوكس، لمجموعة الخبراء هذه، استطلاعات في ثلاث مراحل زمنية مختلفة - آب/ أغسطس وتشرين الأول/ أكتوبر الماضيين وفي الأيام الأخيرة - لفحص بدائل حكومية "كاسرة للتوازن" القائم في المشهد السياسي الإسرائيلي، مع التركيز على جذب الأصوات من كتلة اليمين. كما تم فحص خيارات مختلفة لقيادة ممكنة للحزب الجديد.
وخلصت النتائج إلى أن الخيارات الأفضل لقيادة محتملة قادرة على كسر حالة التوازن السياسي بين اليمين واليسار الصهيونيين الأمر الذي منع حسم الانتخابات في ثلاث مناسبات مختلفة وأفرز حكومة وحدة متأرجحة و"غير فعّالة"، تتكون من رئيسين سابقين لأركان الجيش الإسرائيلي، وتتمثل بآيزنكوت ويعالون.
وأشار الموقع إلى أن النتائج عرضت على الاثنين. وفي حال حل الكنيست الـ23 الحالي، كما يؤكد مصدر مشارك في هذه المبادرة، "يمكن تقدير أن هذا سيكون إطار العمل السياسي" لآيزنكوت ويعالون، الذي كان قد اتحد مع قائمة "كاحول لافان" بقيادة بيني غانتس، قبل أن يقرر الأخير المشاركة بحكومة نتنياهو، في حين حافظ يعالون على شراكته المؤقتة مع رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد.
ولفت المصدر إلى أن الاستطلاعات أجريت لعينات من الوسط اليهودي فقط، وشملت ثلاثة سيناريوهات، الأول فحص إمكانية تشكيل حزب يتقدمه يعالون وآيزنكوت ويضم رئيس لجنة كورونا البرلمانية، عضو الكنيست عن الليكود، يفعات ساسا - بيطون، وعضو الكنيست السابقة عن حزب "كولانو" ميراف بن آري، وقادة الاحتجاجات ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى جانب أسماء أخرى رفض المصدر الإفصاح عنها، وليس من الواضح ما إذا كانوا شركاء في هذه المساعي.
ووفقا للاستطلاع الأخير الذي أجري لصالح القائمين على المبادرة، أظهرت النتائج أن قائمة كهذه ستضعف كتلة اليمين من 65 مقعدا إلى 62 مقعدا، وستحصل على 16 مقعدا، كما أنها ستضعف قائمة يائير لبيد لتحصل على 11 مقعدا عوضا عن 18، فيما ستضعف تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا" بقيادة نفتالي بينيت، لتحصر على 19 مقعدا بدلا من 22.
كما أن قائمة "كاحول لافان" برئاسة غانتس، ستتراجع من 9 مقاعد إلى 6، فيما سيتراجع حزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان من 8 مقاعد إلى 6، ويتراجع "ميرتس" – نظريا- مقعدا واحدا ليحصل على 7 مقاعد من أصل 8 حصل عليها في الاستطلاعات الأخيرة، فيما ارتفع تمثيل الليكود بمقد واحد – 30 عوضا عن 29؛ فيما عبّر 30% من المترددين عن إمكانية تأييدهم لهذه القائمة (يتم احتساب توزيع المقاعد على أساس إجابات المستطلعة آراؤهم الذين يعرفون لمن سيصوتون).
وبناء على الاستطلاعات، تمت صياغة مذكرة ختامية بعنوان: "تأسيس حزب وسط جديد - الجوانب الإستراتيجية والعملية"، جاء فيها أنه "لقد فحصنا ونفحص أسماء مختلفة، ومن بين الأسماء التي تم فحصها، حصل يعالون وآيزنكوت على أقرب فرصة ( من اليسار - واليمين) من بين جميع الأسماء الأخرى (من بينها رئيس بلدية تل أبيب رون حولدائي ورئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك – لا يملكون القدرة على دفع الناخب للانتقال من اليمين إلى اليسار أو العكس)".
وأشارت المذكرة إلى أنه "حتى دون الإعلان عن إطار عمل سياسي مشترك والإعلان عن القائمة، فإن يعالون وآيزنكوت لديهما القدرة على نقل المقاعد من معسكر إلى آخر"، وأضافت أن "القائمة قادرة على إضعاف ‘يمينا‘ وتحتل المرتبة الثانية خارج كتلة اليمين... إمكانية الانتقال (بين المعسكرات) الذي توفره كبيرة وذات جدوى انتخابية عالية".
وأشارت الوثيقة إلى أنه "هناك أسماء أخرى مهمة لأشخاص لديهم وجهات نظر ومواقف مركزية، ومستعدون للتعاون في تجميع قائمة كسر التوازن في ظل القيادة المقترحة". كما ذُكر أنه في استطلاع أُجري كجزء من التوجه النظري لتشكيل الحزب، تم تقديم أسماء إضافية إلى جانب يعالون وآيزنكوت ويفعات ساسا - بيطون.
وفي تعليقه على ما أورده الموقع، قال يعالون: "هدفي هو ضمان تغيير الحكومة، وأعتقد أنه من الممكن فعل ذلك عبر تشكيل حكومة طوارئ في الكنيست الحالية بدون نتنياهو. ولكن، إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب صياغة بديل سياسي وسطي يمكن أن يجذب أصواتا لكسر التوازن القائم".
وأضاف أنه "سأفعل ما هو ضروري للمساعدة في قيادة ثورة على السلطة القائمة"، وحول موقف آيزنكوت، الذي رفض التعليق على كل ما ورد، قال يعالون: "أعتقد أنه سيتخذ قراراته في الوقت المناسب. إنه رجل جدير (بخوض المعترك السياسي)، وفي سلم أولوياته خدمة الدولة، وهو قادر على تعزيز رصيد أي إطار سياسي يشارك فيه. كما أنه شريك مهم ومركزي في ثورة ممكنة على الحكومة القائمة".