توفي في العاصمة البريطانية لندن، وزير الحربية المصري الأسبق شمس الدين بدران، إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، المتهم بتنفيذ أعمال تعذيب وحشية بحق مناهضي النظام آنذاك.
وأشارت وسائل إعلام مصرية إلى أن بدران توفي في لندن بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 91 عاما، وسيصار إلى نقل جثمانه إلى القاهرة بعد انتهاء الإجراءات.
وحمل بدران لقب "أسطورة التعذيب"، بعد اتهامه بارتكاب جرائم تعذيب بحق معتقلي جماعة الإخوان، في السجون المصرية، خاصة السجن الحربي، خلال حكم عبد الناصر.
وعلى الرغم من قربه من عبد الناصر، والمناصب التي تولاها، إلا أن بدران نفسه أحيل للمحاكمة العسكرية، بعد نكسة عام 1967، واعتبر المسؤول المباشر عنها.
وروى العديد من قيادات الإخوان، تعذيبهم بالكلاب والكرابيج والكهرباء ووسائل تعذيب أخرى على يد “بدران”.
الشيخ كشك كشف أهوال التعذيب
وسبق أن ذكر الشيخ المصري الراحل عبدالحميد كشك، في خطبه بعض طرق التعذيب على يد شم بدران وحمزة البسيوني بالسجن الحربي أيام عبدالناصر وقال: “جهنم قد تكون الراحة فيها أكثر عن ما حدث”، واصفًا السجن الحربي، وطره، وغيرها من السجون المصرية بأنها “قطع من جهنم”.
وأوضح “كشك” بأنهم يستخدمون الصدمات الكهربائية، ويطفئون أعقاب السجائر في أجساد المساجين.
وروى أنه في أحد المرات، قُبض على أحد من المنتمين للتيار الإسلامي، وجاء أمام السجان، فسأله عن شيء ما، فأجابه بأنه صائم، فخلع السجان ملابسه، وتبول في فم السجين.
وقال في أحد خطبه: “لا أنسى عندما كان يؤتى بالنساء في السجن الحربي، عاريات كما ولدتهن أمهاتهن، ثم تُطفئ أعقاب السجائر في فروجهن”. مضيفًا: “أليس فرعون هذا أشد من فرعون موسى”.
شهادة القرضاوي
الشيخ يوسف القرضاوي، كتب في أحد مقالاته بعنوان “إلى السجن الحربي”، إن التعذيب في السجن الحربي جمع “طرائق القديمة للتعذيب، والطرائق الحديثة، المستوردة من النازية والفاشية والشيوعية التي تفننت في أساليب تعذيب البشر وإذلالهم”.
وأشار القرضاوي إلى أن التعذيب يحاولون به “التأثير على أفكارهم وسلوكهم عن طريق ما يسمونه (غسيل المخ). وهو ما ذكره صلاح نصر مدير المخابرات المصرية ورجل عبد الناصر في كتابه عن (الحرب النفسية). وهو ما اجتهدوا أن يطبقوا نظرياته على الإخوان في هذا الأتون الكبير الملتهب المسمَّى (السجن الحربي) “.
وأضاف “القرضاوي”: “من أدوات التعذيب التي استخدمها زبانية السجن الحربي: الكلاب المتوحشة. يسلطونها على المعتقل، لتنهش من لحمه، وقد دربوها على ذلك، حتى أصبحت مسخرة لهم في مهمتهم”.
ويروي “القرضاوي”: “عندما دخلت باب السجن الحربي كان جنود السجن يرقبوننا على أحر من الجمر. ليستقبلونا بالتحية اللازمة لأمثالنا: بالكرابيج تلهب ظهورنا، وبالشتائم تخرق أسماعنا، وبالمشاهد الرديئة تؤذي أبصارنا.