المجلس التشريعي يحذر من كارثة إنسانية كبرى تهدد حياة سكان قطاع غزة المحاصر

الإثنين 30 نوفمبر 2020 03:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
المجلس التشريعي يحذر من كارثة إنسانية كبرى تهدد حياة سكان قطاع غزة المحاصر



غزة /سما/

دعا د. أحمــد بـحـــر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، لتوحيد الموقف الفلسطيني وبناء استراتيجية فلسطينية موحدة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، بما يشكل الأساس المتين والأرضية الصلبة لحماية شعبنا والقضية الفلسطينية من المخاطر الجسيمة التي تهددها.

جاء ذلك خلال مشاركة د. بحر خلال في المؤتمر البرلماني الدولي الالكتروني الذي ينظمه البرلمان الإندونيسي بالتعاون مع رابطة برلمانيون لأجل القدس، وبمشاركة برلمانات دول آسيا، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بعنوان: "القضية الفلسطينية وسبل دعمها في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية".

وأوضح د. بحر أن هذا المؤتمر الدولي يأتي في مرحلة حرجة تمر بها القضية الفلسطينية وتحديات كبرى أمام سياسات الاحتلال الصهيوني الإجرامية بتهويد القدس وابتلاع الأرض بالاستيطان واستهداف الحق والوجود الفلسطيني على أرضه.

وبين أن مدينة القدس تتعرض اليوم لأبشع مؤامرة عرفها التاريخ من قبل الاحتلال الصهيوني من حيث تهويدها وتغيير معالمها، وهدم بيوتها، وطرد سكانها، وجرف مقابر الصحابة الكرام، وحفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى بهدف بناء الهيكل المزعوم، واستباحة قطعان المستوطنين باحاته يومياً، فضلاً عن غول الاستيطان الذي يتفشى كالوباء في أرجاء المدينة المقدسة.

وأشار إلى أن الاحتلال يهدف من خلال سن القوانين العنصرية، لإنهاء الوجود الفلسطيني في القدس وطمس الهوية العربية والاسلامية والمسيحية، في انتهاك خطير لكل القرارات والمواثيق الدولية، مما يجعل المجتمع الدولي يتحمل مسئولية الصمت على هذه الاجراءات والجرائم الصهيونية المتواصلة.

ونوه إلى أنه نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني من بينهم نساء وأطفال ومرضى، بالإضافة إلى (8) نواب مُنتخبين، يعانون الظلم والقهر والمعاناة في سجون الاحتلال الصهيوني، ويتعرضون إلى أبشع أنواع الأذى والاعتداء البدني والنفسي والإهمال الطبي المتعمد الذي أدى إلى استشهاد الكثير منهم داخل السجون وكان آخرهم الأسير الشهيد كمال أبو وعر.

لافتاً إلى أن ذلك يأتي في تكريس للسياسة القمعية وحرمان الأسرى الحد الأدنى من حقوقهم الإنسانية، دون أي التزام بالعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية وخرقا واضحاً لاتفاقية جنيف الرابعة.

وأكد أن قضية اللاجئين لأكثر من 7 مليون لاجئ فلسطيني مشرد، تتعرض إلى محاولات مستميتة لإجهاضها وتفريغها من مضمونها عبر تكريس مشاريع خبيثة لتوطين اللاجئين خارج فلسطين وحرمانهم من حقهم المشروع في العودة إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها تحت نار القتل والتدمير وسفك الدماء عام 1948، وتتبلور هذه المشاريع في إطار صفقة القرن، حيث يشارك بها قوى دولية وإقليمية.

وحذر من كارثة إنسانية كبرى تهدد حياة سكان القطاع المحاصر منذ أكثر من أربعة عشر عاما، جراء تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا واستمرار الوضع الصحي الانساني المتدهور في القطاع، داعياً أحرار العالم إلى التحرك العاجل مع كافة الجهات الدولية المختصة للتدخل من أجل إنقاذ الوضع الصحي في قطاع غزة والضغط على الاحتلال لإدخال الاحتياجات الصحية للقطاع لمواجهة جائحة كورونا.

وأوضح أن قطاع غزة يعاني في الوقت الراهن من تردي الأوضاع الصحية في ظل أزمة خانقة جراء نقص المقومات الدوائية والتجهيزات الطبية ومستلزمات الوقاية والفحوصات المخبرية وأجهزة التنفس الصناعي، اللازمة لمكافحة فيروس كورونا، مما ينذر بخطر شديد جراء تفشي هذه الجائحة.

وشدد د. بحر أن العودة للتنسيق الأمني مع الاحتلال من قبل السلطة في رام الله يشكل ضرراً كبيراً على القضية الفلسطينية وعقبة كبيرة أمام وحدة الموقف، مطالباً بضرورة بناء جبهة عربية إسلامية موحدة، للتصدي لمخططات تصفية القضية الفلسطينية وخصوصاً صفقة القرن والتطبيع مع الاحتلال، وتقديم كل أشكال الدعم لشعبنا الفلسطيني وتعزيز صموده.

ودعا كافة المنظمات الحقوقية والدولية وأحرار العالم إلى تشكيل رأي عالمي ضاغط لإنصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه، وتجريم الاحتلال على انتهاكاته الصارخة للقانون الانساني والدولي في مختلف المحافل الدولية.

وقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة: "إن المهام والمسؤوليات الملقاة على البرلمانيين كبيرة، فالكل يتطلع إلى دور برلماني دولي أكثر قوة وقدرة وفعالية في مواجهة الأخطار والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية".

وطالب د. بحر البرلمانيون للعمل من خلال برلماناتهم الموقرة بالضغط على حكوماتهم من أجل تحشيد الدعم المطلوب للقضية الفلسطينية، واتخاذ مواقف قوية وشجاعة للتصدي لصفقة القرن وجريمة التطبيع ومواجهة إجراءات ومخططات الاحتلال الصهيوني وتعزيز مقاطعته، والعمل بكل الوسائل والأساليب على عزل ومحاصرة الاحتلال في كل المحافل الدولية.

وفي ختام كلمته أكد بحر أن المجلس التشريعي على ثقة بأن مثل هذه الجهود البرلمانية المبذولة، ومن بينها هذا المؤتمر وما سينتج عنه من مخرجات، سيكون له الأثر الايجابي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وإجهاض مخططات تصفية الفلسطينية، وتكريس حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وإعادة تفعيل مكانة القضية الفلسطينية على مستوى العالمي، وصولا إلى يوم التحرير المنشود للأرض والمقدسات.