شيعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في محافظة طولكرم، اليوم الأحد، جثمان عضو اللجنة المركزية الأسبق لحركة "فتح" المناضل الكبير حكم بلعاوي، إلى مثواه الأخير، في مسقط رأسه بلعا شرق المحافظة.
وشارك في تشييع جثمان الراحل بعد وصوله من محافظة رام الله والبيرة، في موكب عسكري وجماهيري ورسمي مهيب، إلى مقبرة بلعا، مرورا بمنزله وشوارع البلدة، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، وعضوا اللجنة المركزية للحركة توفيق الطيراوي، وعباس زكي، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ومحافظ طولكرم عصام أبو بكر، ورئيس ديوان الموظفين موسى أبو زيد، ووكيل وزارة الداخلية يوسف حرب، وأمين سر "فتح" إقليم طولكرم إياد الجراد، وأعضاء الإقليم، ومدراء وممثلو المؤسسات الرسمية والشعبية والفعاليات الوطنية في بلعا وطولكرم وجماهير المحافظة.
وأكد الطيراوي، في كلمته، إننا نحن على العهد والوعد، عهد الشهداء والشهداء القادة أبا عمار وأبا إياد وأبا جهاد واليوم أبا مروان، وكل الشهداء حتى تتحرر فلسطين ونقيم دولتنا الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وقال: "نقول لأبا مروان بأن بَلِّغ الشهداء أننا لن نُزيل هذا العلم وسيبقى خفاقا عاليا مرفرفا في كل ثرى فلسطين، ورغم رغم كل الظروف والصعاب نحن صامدون في وطننا الذي ليس لنا إلا هو، الذي ولدنا ونحيا فيه وسنموت فيه إلى أن تتحرر هذه الأرض".
وأضاف بالأمس ودعنا صائب عريقات واليوم أبا مروان، وكلنا مشاريع شهادة من أجل هذا الوطن، ونحن فداء للوطن.
بدوره، قال منسق فصائل العمل الوطني في طولكرم فيصل سلامة، في هذا اليوم والمحطة التاريخية نودع قائدا تاريخيا ثوريا، ورمزا وطنيا بامتياز عرفته كل ساحات الوطن، في الشتات والمنفى سفيرا لفلسطين وخير سفير للوطن والشعب والقضية الفلسطينية المقدسة صاحب القلب والبيت المفتوح، عرفناه أخا بسيطا متواضعا، معلما، ونقول له من هذه المدرسة والحركة الوطنية فتح وفصائل العمل الوطني سائرون على درب ووصايا القادة والشهداء والعمل الثوري والعطاء الوطني حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
ونقل شقيق الراحل رأفت بلعاوي، تحيات وتعازي الرئيس محمود عباس لأهل بلعا باسمه وباسم القيادة الفلسطينية، مقدما الشكر له، والشكر لكل من قدم إلى بلعا للمشاركة في وداع الراحل.
ووصف بلعاوي شقيقه الراحل بأنه كان معلما له، علمه أن الإنسان الفلسطيني مهما كان اتجاهه هو مقدس لدى الثورة الفلسطينية ويجب أن ينال حقوقه كاملة والرعاية والوجه الجميل، وقال:" هو قائدي ومعلمي وقدوتي وأخي الكبير عملت معه أكثر من 30 عاما، وتطبعت من طباعه في العمل الجاد والممنهج والمخلص، وأن أكون قدوة لمن بعدي، وأني أرى الدولة الفلسطينية في عيونكم وتحقيق حلمنا في الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف".
وألقى طارق اعمير كلمة أهل بلعا، أكد فيها أن مشاركة جماهير شعبنا وقيادته في وداع هذا الرجل العظيم إنما يعبر عن أصالة وقيم هذا الشعب، قيمة الوفاء لكل من قدم وضحى، هو ليس فقيد بلعا فقط إنما فقيد الشعب الفلسطيني والوطن الفلسطيني، هذا المناضل هو إنسان أولا وثائر ومناضل وأديب ومؤرخ ومؤلف ورجل أمن ورجل سياسة عرفناه مناضلا ووزيرا وإنسانا.
وقال: "لقد حملت اسم بلعا لأنك أكبر من العشيرة والقرية والمدينة أنت ابن وطن عظيم، ابن كل عائلة وعشائر بلعا حمل اسمها وطار بها على كل دول العالم، نحن نفتقدك اليوم ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون، أنتم السابقون ونحن اللاحقون، وعهدا لله وعهدا للرئيس محمود عباس الذي كان أول من نعى الفقيد ولرئيس الوزراء أن تبقى بلعا رافدا من روافد نهر العطاء حتى تتحقق الحرية"، مقدما الشكر باسم كل أبناء بلعا بجميع فئاتها لكل من شارك في وداع المناضل حكم بلعاوي، مما كان له الأثر والمواساة في تخفيف ألم الفراق.
وقال محافظ طولكرم عصام أبو بكر إن هذا الرجل المناضل الذي نبت من هذه البلدة المناضلة بلعا، تتلمذ فيها ومن ثم تتلمذ وتعلم من شعب فلسطين، وعلم، وهو أيضا من تنقل وعبر كل محطات الثورة الفلسطينية وبكل مراحلها وتدرج بكل المواقع مقاتلا ومناضلا، لنا الفخر بهذا الرجل نفتخر به في المحافظة وبكل فلسطين.
وأضاف أن المناضل بلعاوي أدى الرسالة وحاول وكل رفاقه شق الطريق لعزة الشعب الفلسطيني وقدم الكثير على طريق الخلاص الوطني، ونحن على ثقة بأن الأجيال التي تعلمت على يد هذه القيادة أنها ماضية نحو النصر والخلاص وكنس الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.