أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات للجيش الإسرائيلي، في الأسابيع الأخيرة، تقضي بالاستعداد لاحتمال هجوم أميركي في إيران، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين اليوم، الأربعاء.
وأضاف الموقع أن تعليمات الحكومة الإسرائيلية لم تأت بسبب معلومات أو تقديرات باحتمال شن هجوم أميركي في إيران، وإنما بسبب الفترة الحساسة في الأسابيع المتبقية لتغير الإدارة في واشنطن.
وتابع الموقع أن وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، تحدث مرتين، خلال الأسبوعين الأخيرين، مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، كريستوفير ميلر، بعد إقالة ترامب لوزير الدفاع، مارك إسبر. وحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن هذه المحادثات تناولت الموضوع الإيراني، الوضع في سورية ومذكرة التفاهمات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن إذا شنت إدارة ترامب هجوما في إيران، فإنه يتوقع أن تحصل إسرائيل على إنذار مسبق. لكن بسبب انعدام اليقين البالغ، صدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتأكد في الوقت الراهن من أن منظومات عسكرية في حالة جهوزية.
وأشار الموقع إلى أن التخوف في إسرائيل في حال هجوم أميركي في إيران، أن ترد الأخيرة بمهاجمة أهداف إسرائيلية بشكل مباشر، بواسطة ميليشيات موالية لإيران في سورية أو حزب الله.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت، يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، أن ترامب سأل مستشاريه عما إذا كان لديه خيارات لاستهداف موقع نووي رئيسي في إيران خلال الأسابيع المقبلة، لكنه تراجع عن ذلك، بعد أن أثنوه عن فكرة تنفيذ ضربة عسكرية.
وبحسب 4 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين فإن ترامب ناقش الأمر مع مستشاريه خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، يوم الخميس قبل أسبوعين، وبعد يوم من إعلان المفتشين الدوليين رصد زيادة معتبرة في مخزون إيران النووي.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن ترامب أبدى اهتماما بإمكانية توجيه الضربة العسكرية إلى أكبر منشأة نووية إيرانية في نطنز خلال الأسابيع المقبلة.
وأضافت أن العديد من المستشارين، بينهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر، ورئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي، حذروا ترامب من أن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية قد يتصاعد بسهولة إلى صراع واسع النطاق في الأسابيع الأخيرة من رئاسته.
وبعد أن تحدث الوزير بومبيو والجنرال ميلي عن مخاطر التصعيد العسكري غادر المسؤولون الاجتماع وهم يعتقدون أن خيار الهجوم الصاروخي داخل إيران قد تم استبعاده، وفقا لمسؤولين في الإدارة مطلعين على ما دار في الاجتماع. لكن المصادر نفسها أضافت أن ترامب ربما لا يزال يدرس سبلا لمهاجمة مصالح إيران وحلفائها بما في ذلك المليشيات العراقية.
وبعد ذلك، قام بومبيو بجولة في أوروبا والشرق الأوسط، شملت إسرائيل والإمارات والسعودية. وقال مسؤولون رافقوا بومبيو إن "جميع الخيارات ما زالت على الطاولة بما يتعلق بإيران" بالنسبة لإدارة ترامب.
ويوم الأحد الماضي، زار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مدينة نيوم السعودية، حيث التقى مع ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، بحضور بومبيو. ورافق نتنياهو رئيس الموساد، يوسي كوهين، لكنه استبعد غانتس عن هذا اللقاء، وكذلك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي.