ردت محكمة الاحتلال "المركزية" في القدس الاستئناف المقدم من عائلة دويك بإخلائها من منازلها، لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية، بحجة ملكية اليهود للأرض المقامة عليها البناية.
وكانت المحكمة ردت الاستئناف المقدم منتصف الشهر الجاري باسم عائلتي عودة وشويكي، على قرارات إخلائهما من منزليهما، ليصبح خطر الإخلاء والتهجير يتهدد هذه العائلات الثلاث التي تسكن حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة ولجنة حي بطن الهوى، في بيان مشترك، مساء اليوم الثلاثاء، أن المحكمة "المركزية" ردت الاستئناف المقدم باسم عائلة دويك، كون البناية التي تقطنها تقع ضمن مخطط "عطيرت كوهنيم" للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من بطن الهوى ببلدة سلوان، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.
وتدّعي جمعية "عطيرت كوهنيم" أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت ملكية اليهود لأرض بطن الهوى، ومنذ أيلول عام 2015، توالى تسليم البلاغات القضائية للعائلات في الحي.
واستند رد الاستئناف المقدم من العائلات الثلاثة على "قانون الترتيبات القانونية والإدارية" الذي سنّته "الكنيست" عام 1970، والذي ينص على أن اليهود الذين امتلكوا ممتلكات في القدس الشرقية وخسروها عام 1948 يمكنهم استعادتها من الوصي العام الإسرائيلي.
وتعيش عائلة دويك في عقارها في حي بطن الهوى بعد شراء جد العائلة للأرض عام 1963، ويتألف العقار من 5 طوابق، وتعيش فيه 5 عائلات يبلغ عدد أفرادها 25 فردا.
وبدأت ملاحقة عائلة دويك من قبل بلدية الاحتلال عام 2008، حينما أصدرت قرارا يقضي بهدم طابقين من العقار بحجة البناء دون ترخيص، وبعد سنوات في المحاكم، رفضت المحكمة العليا قرار البلدية، لتفاجأ العائلة بعد ذلك ببلاغ قضائي من جمعية "عطيرت كوهنيم" يطالبها بالأرض المقام عليها العقار.
وأصدرت "محكمة الصلح" قرارا بإخلاء عائلة دويك من عقارها نهاية شهر كانون الثاني الماضي، لتقدم العائلة استئنافها للمحكمة "المركزية"، التي ردت بدورها الاستئناف وأقرت قرار "محكمة الصلح".
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة ولجنة حي بطن الهوى أن قرار إخلاء عقار بناية عودة وشويكي، هو ساري المفعول، بعد رفض المحكمة العليا تجميد قرار الإخلاء الصادر عن المحكمة "المركزية".
وأوضح قتيبة عودة أن البناية مكونة من طابقين، الأول لعائلة عودة والثاني لعائلة شويكي، لافتا أن العائلتين ستواصلان صراعهما في المحاكم لحماية العقار من الإخلاء.
وتعاني عائلة عودة من ملاحقات مؤسسات الاحتلال المختلفة، حيث أوضح عودة :"عقارنا في حي بطن الهوى يتهدده الإخلاء لصالح المستوطنين بعد سنوات في محاكم الاحتلال، أما عقارنا في حي البستان فيتهدده الهدم "وتم تجميد القرار لمدة 3 أشهر"، وعقارنا الثالث في حي عين اللوزة سيتم عقد جلسة في المحكمة للنظر فيه نهاية الشهر المقبل."
وقال عودة: "ما يجري معنا كعائلة هو مثال لما يجري مع العائلات في القدس عامة وسلوان خاصة، من معاناة ناتجة عن ملاحقات الاحتلال في أبسط الحقوق، الحق في السكن".
بدوره، قال رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي، وفقا للبيان، إن قرارات الإخلاء الصادرة عن محاكم الاحتلال تتصاعد خلال الآونة الأخيرة، ما يعكس الدعم الحكومي للجمعيات الاستيطانية.
وأضاف الرجبي أن "أهالي حي بطن الهوى يواجهون خطر الإخلاء والتشريد من منازلهم في كل لحظة، فمنهم من أصدرت محاكم الاحتلال قرارات الإخلاء له، ومنهم من تسلم البلاغات القضائية ويخوض صراعه في المحاكم، ومنهم من أخلي بالفعل من عقاره."