تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن البرق تسبب بإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه وسط إسرائيل، ليلة السبت – الأحد الماضي، وأن إطلاقها لم يكن متعمدا، حسبما ذكرت صحيفتا "هآرتس" و"معاريف" اليوم، الجمعة.
واستندت التقديرات الإسرائيلية حول ذلك إلى تحليلات استخباراتية قبل وبعد انطلاق القذائف الصاروخية، ومعاينة صور لمنطقة انطلاها من وسائل جمع معلومات مختلفة لدى الجيش الإسرائيلي، "وأظهرت وجود علاقة مباشرة بين توقيت إصابة البرق وبين انطلاق القذائف بفارق زمني من 13 دقيقة".
واعتبرت التحليلات العسكرية أيضا أن سببا آخر لانطلاق القذائف الصاروخية يتعلق بربط مهمل لكوابل كهربائية لتفعيل منصة الإطلاق، والرطوبة وظروف جوية سمحت بتفعيل الجهاز وانطلاق القذائف.
وقالت الصحيفتان إن ما زاد من قناعة الإسرائيليين بأن انطلاق القذائف الصاروخية نجم عن خطأ، هو أن حماس نقلت رسالة من خلال وسيط وقنوات سرية، بعد وقت قصير من انطلاق القذائف، قالت فيها الحديث يدور عن خلل سببه الأحوال الجوية.
وأشارت "معاريف" إلى أن الجيش الإسرائيلي امتنع طوال نهار عن أن إطلاق القذائف الصاروخية أطلِقت من منصة تابعة لحماس، رغم أن المعلومات التي جمعها خلال الليل دلّت على ذلك، وأعلن أن الإطلاق من هذه المنصة بعدما قال إنه ناجم عن حالة الطقس.
واعتبر المحلل العسكري في "معاريف"، طال ليف رام، أن انطلاق القذائف الصاروخية، سواء كان متعمدا أو بالخطأ، ليست مشكلة الجيش الإسرائيلي مقابل غزة. "فقبل أي شيء هناك ثقة الجمهور (الإسرائيلي). وعندما تكون هناك ثقة، بالإمكان تفسير أحداث غريبة أيضا، مثل ليالي البرق في غزة".
وأضاف أنه "عندما تكون ثقة الجمهور بأداء المستويين السياسي والعسكري في غزة متراجعة منذ فترة طويلة، فإن هذه تكاد تكون معركة خاسرة. وهذا ما يحدث بوجود فجوة كبيرة، منذ سنوات طويلة، بين التصريحات والتهديدات التي يطلقها المسؤولون في إسرائيل حول عمليات عسكرية ميدانية".
وأشار ليف رام إلى الوضع في غزة معقد جدا. "والتحديات أمام قائد المنطقة الجنوبية (في الجيش الإسرائيلي)، هيرتسي هليفي، وقائد فرقة غزة، نيمرود ألوني، كبيرة ومعقدة. والتهدئة في غزة هو الخيار المفضل لدى إسرائيل، ومواجهة عسكرية لا تخدم المصلحة المحلية، الأمر الذي من شأنه تفسير رد الفعل الإسرائيلي المنضبط جدا، هذا الأسبوع".
وأضاف أنه "بالنسبة لإسرائيل، احتلال القطاع أو التسبب بانهيار حكم حماس ليسا مطروحين، ولذلك فإن المسألة المطروحة على الطاولة الآن هي إذا كان بالإمكان التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد مقابل غزة، وقبل أو بعد مواجهة عسكرية. والاعتقاد في الجيش الإسرائيلي هو أنه ضرورة للوصول إلى عملية عسكرية في القطاع، إذا كان بالإمكان التوصل إلى هدوء طويل الأمد منذ الآن".
وبحسب ليف رام، فإن "المستويين العسكري والسياسي يستعدان للإمكانية المعقولة بأن الضغوط الداخلية في القطاع، تصاعد الأزمة الاقتصادية في ظل وباء كورونا وعدم اهتمام العالم العربي بما يحدث في غزة، قد تدفع حماس إلى تحويل الضغوط نحو إسرائيل".