إسرائيل تضغط على بغداد.. مسؤولون عراقيون: “أزمة الرواتب مُفتعلة هدفها إجبارنا على التطبيع”

الأحد 15 نوفمبر 2020 04:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تضغط على بغداد.. مسؤولون عراقيون: “أزمة الرواتب مُفتعلة هدفها إجبارنا على التطبيع”



بغداد/وكالات/سما

بعد أيام من تطبيع الإمارات مع إسرائيل أعلنت الخارجية الإسرائيلية عن لسان متحدثها حسن كعيبة في 22 أغسطس/آب 2020، عن فتح سفارة افتراضية لبلاده في العراق الذي يعاني وفق تعبيره  من التدخلات الخارجية، معرباً عن أمله انضمام العراق لاتفاقيات التطبيع.

لم يمر وقد طويل حتى عقد ممثلو القوى السياسية اجتماعاً لمناقشة فتح سفارة اسرائيلية إلا أنهم لم يتخذوا موقفاً تجاه ذلك.

إلى ذلك ومع اشتداد أزمة صرف رواتب الموظفين بالعراق واللجوء إلى الاقتراض لتأمينها، أشارت أصابع الاتهام إلى أن الأزمة ربما تكون مفتعلة تمهيداً للحاق العراق بباقي الدول التي طبعت العلاقات مع إسرائيل.

عقد عدد من ممثلي القوى السياسية ممثلة بحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الراحل جلال طالباني، الجبهة العراقية برئاسة أسامة النجيفي، دولة القانون برئاسة نوري المالكي، تيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، اجتماعاً سرياً في أربيل بحضور عدد من الشخصيات السياسية والمستشارين في إقليم كردستان لبحث تداعيات الأزمة المالية.

ناقش الاجتماع أيضاً تغيير رئيس مجلس النواب والانتخابات المبكرة، إلا أن الاجتماع تطرق إلى مناقشة فتح السفارة الاسرائيلية وتطبيع الإمارات واستعداد بعض الدول العربية للتطبيق كالسعودية والأردن، ورؤية العراق إلى توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل.

أفادت مصادر بأن "عدداً من المسؤولين في دولة الإمارات عقدوا اجتماعاً مغلقاً مع المسؤولين الكُرد وآخر مع السنة، حول إمكانية التطبيع وفتح قنصلية إسرائيلية في أربيل، إلا أن المسؤولين رفضوا ذلك دون موافقة الحكومة الاتحادية ببغداد، على الرغم من تأييدهم للتطبيع وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل".

أزمة مفتعلة.. 
يرى  عضو لجنة الاقتصاد بالبرلمان العراقي محمود الزجراوي، أن الأزمة المالية بالبلاد مفتعلة كوسيلة من وسائل الضغط الخارجي للتطبيع مع إسرائيل.

وقال الزجراوي  "حكومة مصطفى الكاظمي قدمت طلباً إلى مجلس النواب للحصول على موافقته من أجل اقتراض 41 تريليون دينار من المصارف الحكومية لغرض تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين".

وأضاف "لا أستبعد أن تكون الأزمة المالية بالعراق من تأخر صرف رواتب الموظفين واللجوء إلى الاقتراض وسيلة من وسائل الضغط الخارجي وتمهيد الطريق إلى إسرائيل لتوقيع اتفاقية السلام مع بغداد وإجبارها على التطبيع، فالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية والخليج تحاول تقديم يد المساعدة للعراق لإخراجه من أزمته المالية عبر التطبيع".

أكد تقرير لموقع إنسايد أرابيا الأمريكي، أن العراق يواجه ضغوطاً من المسؤولين في الولايات المتحدة للتطبيع باعتبارها حليفاً رئيسياً بالمنطقة، وبحسب التقرير الذي نشر على الموقع في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن "تطبيع العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل سيشمل قريباً المزيد من الدول في الشرق الأوسط، وستكون قمة تلك العلاقات إعلان السعودية التطبيع مع الكيان، لكن الجائزة الجيوسياسة الأكبر في المنطقة هي تحقيق الاختراق الدبلوماسي لأول مرة بين بغداد وتل أبيب".

وبين أن "ما تمر به المنطقة من أزمات مفتعلة ستدفع الحكومات العربية المتهاوية إلى رؤية أن التطبيع مع الكيان الصهيوني كدواء علاج المشاكل الاقتصادية الطويلة الأمد، وبالتالي كأداة لقمع الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة، أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الاعتراف الإقليمي الأوسع بإسرائيل يفتح لها إمكانيات استراتيجية طويلة المدى".

وتابع التقرير أن "العراق يحتاج إلى استثمارات وأموال لتعويض الانخفاض الحاد في عائدات النفط وتسكين الاضطرابات الاجتماعية التي يمر بها وبالتالي يمكن رشوته ليتبع خطى البحرين والإمارات، مما سيؤثر على مستقبل العلاقات الإيرانية العراقية ودفعها باتجاه واشنطن، والتي ستوجه مثل هذه العملية".

مستعدون للتطبيع! 
من جهته، أكد السياسي العراقي وعضو مجلس النواب السابق مثال الألوسي، أن المسؤولين في المنطقة الخضراء ببغداد مستعدون للتطبيع ويضيف ، "كل المسؤولين العراقيين يؤيدون الذهاب إلى العقل وإلغاء حالة الحرب مع إسرائيل في اجتماعاتهم السرية لكن لا يقدرون على التصريح بذلك علناً أمام وسائل الإعلام والرأي العام".

وأضاف "من يدعو للحرب مع إسرائيل يشبه  من يؤيد الحرب العراقية الإيرانية، نحن لا نريد أن نقاتل بالوكالة، يوجد بالعراق بحدود 500 ألف يهودي أغلبهم يحملون الجنسية الإسرائيلية".

وتابع الألوسي "لو كان القرار بيدي لوقعت اتفاقية السلام مع كل الدول أولها إسرائيل، هذا أن كل المسؤولين في المنطقة الخضراء يؤيدون الذهاب لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، أتمنى أن أرى العلم العراقي يرفرف في تل أبيب، وأن تدعو كل المدارس الإسلامية والطوائف للسلام".