عشرة أسابيع لترتيب البيت..غسان زقطان

الإثنين 09 نوفمبر 2020 10:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عشرة أسابيع لترتيب البيت..غسان زقطان



سبعون يوما تفصلنا عن العشرين من كانون الثاني 2021، اليوم الذي سيتسلم فيه الرئيس الأميركي المنتخب «جوزيف بايدن» ونائبته «كامالا هاريس» مقاليد الأمور في البيت الأبيض.
ستتغير أشياء كثيرة، لا شك في ذلك، وسيتابع الناس، غالبا بسعادة، الخروج المزري لفريق رونالد ترامب من البيت الأبيض في واشنطن.
وربما عملية المطاردة التي تنتظره خارج أسوار الحديقة، مطاردة جنائية وتصفية حسابات سياسية، لن يطول الوقت قبل انطلاقها.
ستصل الكثير من الوعود خلال هذه الفترة، إشارات تشي بأن الحصار سيتفكك، وأن الحواجز التي نصبتها إدارة «ترامب» خلال السنوات الأربع الأخيرة سيجري تخفيفها، ولكنها ستعتمد، الإشارات والوعود، قبل كل شيء على المشهد الفلسطيني نفسه.
ليست فترة طويلة لترتيب الأمور، الانقسام ما زال قائما ويتعمق عبر سلوكيات وإجراءات يومية، والخطاب المراوح والبلاغة الفائضة في التعبير عن المشروع الوطني، ما زال هو السائد رغم أن فترة الحصار ومآلات الموقف السياسي أثبتت تعثره وضعف قراءته للواقع الداخلي ولتحولات المحيط.
وسيحاول، هذا الخطاب، أن يستند على إنجاز الناخب الأميركي في الولايات المتحدة ليعزز حضوره في رام الله وغزة، الحضور القائم على الانتظار ورعاية الركود.
ما فعله الفلسطينيون خلال سنوات إدارة «ترامب» وزوج ابنته وديفيد فريدمان المستوطن الذي يعمل سفيرا لتلك الإدارة في إسرائيل، و»بومبيو» الذي وصفه «توماس فريدمان» بأنه الأكثر حمقا في الديبلوماسية الأميركية، هو الصمود، ومواجهة الحصار الأميركي الإسرائيلي والانهيار العربي، بصلابة ووعي وطني، هذا ما أنجزه الشعب في الضفة وغزة ومناطق الـ48، بينما اكتفت النخبة السياسية بالامتناع عن الحركة والتخفي وراء موقف المقاطعة ورفض «صفقة القرن» والضغوط التي رافقتها.
الصمود الذي عكس صلابة الإرادة الشعبية شكل بنية تحتية متماسكة لتحركات المستوى السياسي وتعزيز موقفه وبناء آليات تجسر الثغرات التي تعددت في العقد الأخير مع الشارع والعالم، وهو ما لم تلتقطه النخبة السياسية، وواصلت تبديد الوقت ونفخ بالونات الحوار الوطني وإنهاء الانقسام في عملية الهاء غريبة لم تتوقف.
عشرة أسابيع أو أقل ليست وقتا يمكن تبديده بالانتظار، ثمة مهمات لم يعد بالإمكان القفز عنها او التحايل عليها، عبر سلوك ممرات جانبية او التخفي وراء بالونات ملونة.
عشرة أسابيع لإنهاء الانقسام وتوحيد التمثيل الفلسطيني في مواجهة مطالب سـتكون جاهزة بانتظارنا.
عشرة أسابيع لتحديد تواريخ واضحة لإجراء الانتخابات، رئاسية وتشريعية، ومنح الناس، الذين صمدوا بقوة ووعي، ووفروا للمستوى السياسي فرصة البقاء، منحهم، أخيرا، الحد الأدنى من حقهم في اختيار ممثليهم وقيادتهم.