قرار عدم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين : المستوى الامني أوصى بالموافقة ونتنياهو رفض وخدع حماس والوسطاء

الأحد 23 فبراير 2025 11:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قرار عدم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين : المستوى الامني أوصى بالموافقة ونتنياهو رفض وخدع حماس والوسطاء



القدس المحتلة / سما/

بينما أيد المستوى العسكري إطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل، تدخل رئيس الحكومة نتنياهو وزمرته المتطرفة في الاجتماع الذي امتد حتى منتصف الليلة الماضية وقرر وقف التنفيذ.

وفي كواليس الاجتماع الأمني والسياسي قالت القناة 12 الإسرائيلية، لم يجر أي نقاش حول هذا الموضوع حتى مساء أمس السبت، من أجل السماح بالإفراج عن الاسرى الستة أحياء. لكن وفي الليلة الماضية، وبعد وصول الستة إلى اسرائيل تقرر وقف إطلاق سراح الإسرى الفلسطينيين.

وردت حركة حماس على القرار الإسرائيلي: ادعاء إقامة مراسم "مهينة" كاذب ويهدف للتهرب من التزام إسرائيل بالاتفاق.

وكشفت القناة العبرية أنه وعلى المستوى السياسي والأمني تقرر عدم اتخاذ أي خطوة إلا بعد استكمال العملية النهائية لإعادة الاسرى أحياء.

وقالت القناة ان ما قام نتنياهو بكل بساطة هو عملية خداع للوسطاء وحركة حماس وتوجيه طعنة للجهود الامريكية لحسابات سياسية داخلية خوفا من اسقاط حكومته.

وقالت مصادر حكومية في تل ابيب للقناة إنه لم يجر أي نقاش، الجمعة، ولم يكن هناك نقاش بين رئيس الوزراء ووزير الجيش بشأن ما اسموه انتهاكات حماس. وكان الهدف الرئيسي هو إعادة الاسرى أحياء، ولم تكن إسرائيل مهتمة باتخاذ أي إجراء من شأنه الإضرار بفرص نجاح العملية.

لكن وبعد إطلاق سراح الاسرى الستة، اجتمع كبار القادة السياسيين لمناقشة الأمر مع نتنياهو، إلى جانب كبار المسؤولين العسكريين، بمن فيهم رئيس الشاباك، ورئيس الموساد، ورئيس الأركان الجديد إيال زامير، ورئيس الأركان المنتهية ولايته هرتسي هاليفي. وخلال النقاش، اقترح مسؤولون أمنيون كبار استمرار إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، في ظل احتمال تنفيذ جولة أخرى من الإفراج عن أربعة اسرى اموات من المتوقع أن تتم يوم الخميس المقبل.

لكن توصية المستوى العسكري كانت استخدام أدوات ضغط أخرى على حماس لمواصلة التحركات الدبلوماسية. واقترحوا وقف المساعدات الإنسانية أو منع دخول الكرافانات إلى غزة، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لحماس.

حوالي الساعة العاشرة مساء، عندما تم تحميل الإسرى الفلسطينيين في الحافلات وكانوا في طريقهم للإفراج عنهم، عقد نقاش آخر شارك فيه المستوى السياسي فقط. خلال المناقشة، غيّر رئيس الوزراء موقفه وقرر تأجيل الإفراج.

وأعلن نتنياهو رسميا بعد ذلك أنه "في ضوء انتهاكات حماس المتكررة - بما في ذلك الاحتفالات التي تسيء إلى كرامة أسرانا، فقد تقرر تأجيل إطلاق سراح الإسرى المخطط له أمس حتى يتم ضمان إطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين التاليين، ومن دون مظاهر احتفالية.

وتشير مصادر سياسية في اسرائيل إلى أن قرار تأجيل الإفراج قد لا يكون نهائياً، إذ أن العمليات على الأرض قد تغير الوضع. وقالوا إن "هناك أداة ضغط كبيرة تم إنشاؤها على إسرائيل للإفراج عن الاسرى، وكذلك على حماس لمواصلة ديناميكية الإفراج".

وتشير التقديرات إلى أن الضغوط التي يمارسها الوسطاء والجهات الدولية قد تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى قريبا، في حين أن النفوذ الذي تسعى إسرائيل إلى ممارسته قد يشكل أيضا أساسا لاتفاقيات إضافية في المحادثات الجارية.

وتمثل عودة الإسرائيليين الستة بداية المرحلة النهائية من المرحلة الأولى من الصفقة. في الوقت نفسه، يواصل فريق التفاوض مناقشات محمومة، خلف الكواليس، حول الخطوط العريضة للمرحلة الثانية.

وتبقى في غزة 63 اسيرا إسرائيليا، 24 منهم على قيد الحياة.

وتمارس الطبقة السياسية في اسرائيل ضغوطا كبيرة على الولايات المتحدة والوسطاء لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة ومواصلة إطلاق سراح الاسرى . وتسعى إسرائيل للحصول على موافقة سريعة على عدة جولات إطلاق سراح إضافية - في ظل توقع عودة 4 جثث الأسبوع المقبل

ورغم الشكوك التي تسود المؤسسة العسكرية في اسرائيل، فإن التقييم يشير إلى أن حماس لديها مصلحة في استمرار العملية ــ تمديد وقف إطلاق النار، وإدخال الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 

وأشارت حماس عدة مرات إلى رغبتها في إجراء مناقشات جادة بشأن المرحلة التالية من الصفقة.

وقال القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية زاهر جبارين للجزيرة "أبلغنا الوسطاء والعالم أننا جاهزون للمرحلة الثانية من الاتفاق". "لقد اقترحنا منذ البداية أن تتم الصفقة دفعة واحدة. ونحن نتفاوض على اتفاق منذ 15 شهراً، والنقطة الرئيسية فيه هي وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة. وإذا كانت إسرائيل تريد إتمام عملية التبادل دفعة واحدة، فنحن مستعدون. ونحن نقول لإسرائيل إن شعبنا سيواصل مقاومته في الضفة الغربية وفي أماكن أخرى".

من جهتها، تقول القناة العبرية أن إسرائيل ملتزمة بالاتفاق، حتى في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، حيث دخلت 60 ألف كرفان إلى القطاع. وتبدي حماس اهتماما كبيرا بهذه الإمدادات، لأغراض إعادة إعمار المنطقة.

وعلى المستوى الدبلوماسي، تجري إسرائيل في الوقت نفسه محادثات حول "اليوم التالي" وتواصل الجهود لإطلاق سراح الاسرى، على الرغم من وجود إجماع دولي على أن حماس لن تسيطر على قطاع غزة.

السؤال الآن هو ماذا سيحدث حتى يوم الخميس المقبل، حتى آخر خطوة من المرحلة الأولى. تضيف صحيفة يديعوت احرنوت "ظاهريا، هذا من شأنه أن يعرض تنفيذ الاتفاق للخطر، لكن إسرائيل تقدر أن ديناميكية الضغط التي ستنشأ من جانب الوسطاء لتنفيذ الاتفاق، إلى جانب الضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى، سوف تنشأ أيضا، وبالتالي فإن الكلمة الأخيرة لم تُقل بعد.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتشدد فيها نتنياهو في موقفه، لكن التقييم هو أن الأزمة سيتم حلها. وبالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أيضاً أن يؤدي التأخير الإسرائيلي في نهاية المطاف إلى انفجار يؤدي إلى العودة إلى القتال.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع "نحن على تواصل مع الوسطاء وهناك مؤشرات إيجابية للإفراج عن الأسرى، وأكدنا للوسطاء استعدادنا للتفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق، ونحن مستعدون لتسليم الأسرى فورا إذا توقفت الحرب بشكل كامل وانسحبت إسرائيل بشكل كامل وبدأت عملية إعادة إعمار غزة".

كان من المفترض أن تفرج إسرائيل، أمس السبت عن 620 أسيراً فلسطينياً، بينهم 71 محكوماً بالسجن المؤبد، و60 محكوماً بالسجن لفترات طويلة.
وكان من المفترض أن يشمل الإفراج أيضاً 47 أسيراً أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة شاليط، إلى جانب 445 أسيراً من قطاع غزة اعتقلوا عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.