لم تخل الانتخابات الأميركية هذا العام من كل أنواع الجدل، ومنها الجدل الإعلامي الذي أحدثته ولاية أريزونا جنوب غربي الولايات المتحدة.
وأثارت الولاية الأميركية الجدل بسبب خلاف غير متوقع بين محطتي الأنباء، "فوكس نيوز" و"سي إن إن"، اللتان اختلفتا بحساب الأصوات في الولاية.
ففوكس نيوز التي تميل للجمهوريين أعلنت فوز جو بايدن المرشح الديمقراطي، بينما رفضت "سي إن إن" التي تميل للديمقراطيين أن تعتبر بايدن فائزا، مما يمثل ظاهرة غريبة خلال الانتخابات.
وبالنظر لنتيجة بايدن على منصات المحطتين، فإن النتيجة تختلف، حيث تضعه "فوكس" بالرقم 264 صوتا انتخابيا، بينما تضعه "سي إن إن" بـ253، مما يعني أنها لم تحتسب أريزونا "محسومة" حتى الآن.
ومع فرز 86 بالمئة من الأصوات في الولاية التي تمثل 11 صوتا انتخابيا، يتقدم بايدن بنسبة 50.5 بالمئة، مقابل 48.1 بالمئة لترامب.
وأثار قرار "فوكس نيوز" بحسم ولاية أريزونا لبايدن سخط حملة ترامب الانتخابية، التي طالبت بعدم "شطب" الولاية الآن والانتظار حتى ينتهي الفرز.
وقال ممثل عن حملة ترامب من أريزونا: "وسائل الإعلام الزائفة سمت هذه الولاية ديمقراطية في وقت مبكر، هذا ليس خطأ، هم متحيزون عن قصد، والنتائج ستتغير لمصلحتنا"
وأضاف: "سنثبت للشعب الأميركي أن أريزونا صوتت لترامب. ندرس الآن ما الإجراء الذي سنتخذه في الولاية".
وبرر مدير مكتب القرارات في فوكس، آرنون ميشكن قرار المحطة قائلا: "نحن واثقون تماما من قرارنا. لقد اتخذناه بعد نصف ساعة من النقاش داخل غرفة الأخبار. كان من الواضح أن بايدن مستمر في الصدارة بأريزونا، وأنه على الأغلب سيحسم سباق الولاية".
"هناك أصوات لا تزال لم تحسب في أريزونا، أغلبها ستأتي من مقاطعة ماريكوبا التي يتمتع فيها بايدن بموقف قوي جدا.
وقد يمثل "لغز أريزونا" موقفا صعبا لشبكات الأخبار الأميركية في حال حسم بايدن ولاية نيفادا، التي ستوصله للصوت الانتخابي رقم 270، إذا ما تم احتساب أريزونا، حينها سيتم اتخاذ قرار سريع باحتساب أريزونا محسومة وإعلان بايدن رئيسا، أو الانتظار حتى إعلان أريزونا رسميا.
ويعتبر الموقف الحالي غريبا سيما وأن قناة "فوكس نيوز" التي فضلها ترامب على غيرها في الولايات المتحدة، هي التي أعلنت حسم أريزونا لبايدن.
ويبقى السباق الانتخابي مشتعلا مع انتظار حسم الولايات المتأرجحة الأخيرة مثل جورجيا ونيفادا وكارولاينا الشمالية.