الى أين سيؤدي التطبيع مع إسرائيل!! م.علي أبو شهلا

الإثنين 02 نوفمبر 2020 08:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الى أين سيؤدي التطبيع مع إسرائيل!! م.علي أبو شهلا



غالبية الشعوب العربية والشعب الفلسطيني تلقوا صدمة وراء الاخرى في عهد الرئيس ترامب فمن اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن الى الاعتراف  بالقدس  عاصمة لإسرائيل الى الاعتراف بحق المستوطنين والحكومة الإسرائيلية بإقامة المستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية ومصادرتها وكل ما يتعلق بها وشق الطرق الاستيطانية إضافة الى مهاجمة المزارعين الفلسطينيين في أراضيهم والاستيلاء على منتوجاتها مثل الزيتون ...بل وحتى قطع وحرق أشجار الزيتون..

لا شك ان الشعب الفلسطيني بالذات ومعظم الشعوب التي قامت حكوماتها بالتطبيع مع إسرائيل والاعتراف بها قبل حل القضية الفلسطينية قد اعلنوا عن غضبهم وعدم موافقتهم ورضاهم عن ذلك...

ونحن نمر على تاريخ الثاني من نوفمبر من العام 1917م ذكرى وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا في حينه والذي وضع الأسس لإقامة دولة إسرائيل في نوفمبر من العام 1947 بقرار من الأمم المتحدة (181) والتي توسعت في العام  1948 لتشمل كل الأراضي المخصصة للدولة اليهودية حسب القرار إضافة الى الأراضي التي تم احتلالها من الأرض المخصصة للدولة العربية (فلسطين) 

ولنتيجة حرب العام 1948  زادت حصة الدولة اليهودية من 55% من مساحة فلسطين حسب قرار الأمم المتحدة الى 78% الى ان قامت إسرائيل باحتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المتمثلة في الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967م

في العام 1975 بدأت حكومة اسرلئيل الليبرالية المتمثلة بحزب العمل  بإقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية للضغط على الفلسطسنيين ومن ثم في قطاع غزة وقد وافق المجلس الوطني الذي عقد في الجزائر في العام 1988 على اعلان استقلال فلسطين على الاراضي المحتلة في العام 1967كرسالة لاسرائيل وللعالم بان منظمة التحرير الفلسطينية تعترف باسرائيل في حدود الرابع من حزيران في العام 1967  ولكن الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتعاقبة بعد ذلك قامت بعمليات ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية والغت اتفاقية أوسلو التي وقعت في العام 1994م نتيجة لذلك وخاصة بعد اغتيال اسحق رابين في العام 1995 وانحسار الأحزاب الليبرالية واليساريه في إسرائيل بالرغم من ان الفلسطينيين في اوسلو اعترفوا باسرائيل على حدود 1967 . 

 بعد ذلك قامت الحكومة اليمينية برئاسة اريئيل شارون بإزالة مستوطنات غزة في العام 2005م بناء على توصية من معهد جافي للدراسات الاستراتيجية في اسرائيل في العام 2004 ولكنه بالمقابل ضاعف من احتلال الاراضي في الضفة الغربية لاقامة المزيد من المستوطنات وطلب من الشباب الاسرائيلي احتلال كل تلال الضفة الغربية الخالية .

وقد قام بذلك ذلك تمهيدا لإقامة كيان في قطاع غزة يسمى "فلسطين الجديدة" وربما يتم منحة جزء من أراضي النقب او ارض من سيناء ،وتمهيدا لابتلاع كل أراضي الضفة الغربية وخلق امر واقع يمهد لتهجير سكان الضفة الغربية من خلال زرع المزيد من المستوطنات وإقامة الطرق الخاصة بهم !!!

لقد ساهمت اتفاقية أوسلو بذلك من خلال موافقة الجانب الفلسطيني على تقسيم الضفة الغربية الى مناطق C،B،A بحيث كانت المنطقة C تمثل حوالى 62% من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والتي كانت كل هذه المنطقة تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي والذي تطور ليصبح إدارة مدنية مسئولة عن كافة الخدمات لحوالي 600 الف من المستوطنين .

لا شك ان هذه المقدمة الطويلة كانت ضرورية قبل التعليق على عمليات التطبيع المتتالية  والتي كان اخرها مع دولة السودان بعد تقديمها لفروض الطاعة للحكومة الامريكية وتنفيذ كل ما تريده دولة إسرائيل!!

عند قيام دولة إسرائيل .. او حتى بإقامتها كدولة للشعب اليهودي منذ وعد بلفور كان هناك سبب اخر وهو إيجاد كيان في وسط العالم العربي الذي يتكلم سكانه لغة واحدة ويدين غالبيتهم بدين واحد ..واستمر هذا الحال حتى بدأ التطبيع الحالي مع بعض الدول العربية ..بشكل لم يكن كما تريده إسرائيل ..  من حيث تزويد هذه الدول بالأسلحة المتقدمة والتي ربما كانت ليست بنفس مستوى الأسلحة التي تقوم أمريكا بتزويدها لإسرائيل !!

الا ان السؤال المهم هو:

كما اننا الفلسطينيين لسنا ضد إقامة سلام والتطبيع مع إسرائيل كما جاء في مبادرة السلام العربية ولكننا نؤيد ذلك بعد إقامة سلام عادل بين الفلسطينيين وإسرائيل .

ولكن ما هو مصير اعتماد  امريكا والغرب على إسرائيل وحدها في منطقة الشرق الأوسط لتمرير السياسات الامريكية والغربية بعد ان اصبح هناك دول أخرى تقوم بنفس الغرض علنا لتسهيل عملية التنسيق معها  بعد ان كانت تقوم به قبل عملية التطبيع والسلام مع اسرائيل وخاصة  ضد ايران وبالذات في حال عدم إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي وصفت بعض الصحف الإسرائيلية العلاقة بينه وبين نتانياهو  بالإدمان!!

فهل انتخاب جوزيف بايدن الديمقراطي يخلص حكومة إسرائيل والحكومات الإسرائيلية القادمة من هذا الإدمان لتعود الى طريق السلام مع الفلسطينيين لأنه بدونهم لن يكون هناك سلام في المنطقة لعقود طويلة !!

Maliaa1946@gmail.com