قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي في مستشفى "شيبا" اليوم، الأحد، مع بدء تجارب بشرية على لقاح مضاد لفيروس كورونا، إنه "بوسيلة كهذه أو تلك، وبلقاح جرى تطويره هنا أو خارج البلاد، سنحضر عددا كافيا من اللقاحات لمواطني إسرائيل، وعندها سنتمكن أخيرا من التحرر من الوباء. وأنا أرى الضوء في آخر النفق، وأرى اللقاحات في دولة إسرائيل".
واعتبر نتنياهو أن "إسرائيل كان إحدى أوائل الدول في العالم التي مارست الإغلاق. وعندما خرجنا منه، دخلت دول أخرى إلى إغلاق. وأوروبا كلها تقريبا دخلت إلى إغلاق كهذا أو ذاك. وهناك مراحل أخرى قررنا بشأنها في كابينيت كورونا".
في هذه الأثناء، ورغم قرار كابينيت كورونا بإعادة فتح الحوانيت خارج المجمعات التجارية يوم الأحد المقبل، أعلنت شبكة مجمعات "بيغ" بأنها أبلغت أصحاب المصالح التجارية في مجمعاتها في المناطق غير الحمراء بفتح حوانيتهم غدا، في خطوة بدت أنها تمردا ضد الحكومة.
وقال نتنياهو بهذا الخصوص إن "أعلم بوجود ضائقة، وثمة إمكانية أن نبكر مرحلة التسهيلات. وسنساعد تجار الشارع بأي طريقة على أن يخرجوا بأفضل صورة من الإغلاق".
وتحدث رئيس حزب "كاحول لافان" ووزير الأمن، بيني غانتس، في المؤتمر الصحافي. "إنني أقول لك يا رئيس الحكومة، إنه لا يمكننا الاكتفاء بالحفاظ على الأمن، ولا يمكننا الاكتفاء بالاهتمام بالصحة، وعلينا أن نهتم بالاقتصاد بوجود خطة (ميزانية) للعام 2021، والأفضل أن ننفذ ذلك مبكرا".
وأضاف غانتس، الذي يطالب بالمصادقة على ميزانية فيما يرفض نتنياهو ذلك، أن "أي يوم ضائع يضع هنا عبئا اقتصاديا ليس مبررا على مواطني إسرائيل، ومثلما نحافظ على الأمن معا ومثلما نحارب كورونا معا، بإمكاننا الاعتناء بالحفاظ على مجتمعنا الذي تفكك أمام أعيننا".
من جانبه، دعا وزير المالية، يسرائيل كاتس، إلى فتح الحوانيت خارج المجمعات التجارية بعد غد، الثلاثاء. وكتب في صفحته في "فيسبوك" أنه "حان الوقت لاتخاذ قرار بفتح حوانيت الشوارع يوم الثلاثاء القريب. والحاجة والمبرر متوفران وواضحان، كما أن انتشار الفيروس تراجع. وإصرار وزارة الصحة مبالغ فيه ولا أساس واقعي له ويقود إلى فوضى وانعدام مراقبة، ومن شأنه زيادة انتشار الفيروس. وينبغي رصد مراكز تناقل العدوى وإنفاذ القانون في أماكن أخرى".
ورد وزير الصحة، يولي إدلشتاين، على كاتس، بتغريدة في "تويتر"، قال فيها إن "من يطالب اليوم بفتح متسرع للمرافق الاقتصادية، بعد ارتفاع مُعامل تناقل العدوى، يقودنا إلى إغلاق آخر وكارثة اقتصادية واجتماعية وصحية. وأن أدرك ضائقة أصحاب الحوانيت. وواجبنا مساعدتهم وتزويدهم بشبكة أمان اقتصادي. وإلى جانب ذلك، ينبغي أن نتذكر أن فتحا سريعا الآن يعني إغلاق آخر لاحقا".
وقالت وزارة الأمن إن مرحلة تجارب لقاح مضاد لفيروس كورونا على البشر سيستمر لعدة أشهر، ويشمل ثلاث مراحل. وستجري في المرحلة الأولى فحوصات أمان لثمانين متطوعا أصحاء في سن 18 – 55 عاما في مستشفى "شيبا" و"هداسا"، واليوم بدأت التجربة على متطوعين اثنين وسيتم توسيعها لتشمل ثمانين شخصا وفقا لاستجابة المتطوعين للقاح.
ويستند اللقاح الذي جرى تطويره في معهد الأبحاث البيولوجية إلى فيروس موجود " VSV" وهُندست عليه مسامير (spikes) فيروس كورونا، التي تسمح للقاح بالتواصل مع خلايا في الجسم. ويوفر هذا اللقاح حماية من خلال وجبة تطعيم واحدة.
وفي المرحلة الثانية، يتوقع أن تبدأ خلال الشهر المقبل، ستجري تجارب أوسع تشمل 960 متطوعا أصحاء تزيد أعمارهم عن 18 عاما. وستبحث المرحلة الثالثة نجاعة اللقاح، بمشاركة 30 ألف متطوع، وستبدأ في شهر نيسان/أبريل أو أيار/مايو المقبلين، وذلك في حال نجاح المرحلتين السابقتين. وستجري هذه المرحلة في إسرائيل وخارجها. وفي حال نجاح هذه التجارب فإنه سيتم تطعيم جميع السكان به.
