التكهنات السياسية في استراتيجية التطبيع..رنا العفيف

السبت 31 أكتوبر 2020 11:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
التكهنات السياسية في استراتيجية التطبيع..رنا العفيف



هرولت بعض الأنظمة العربية إلى أروقة التطبيع مع الكيان الغاصب معتقدة بأنها ستفتح لهم أبواب الانفراج السياسي والاقتصادي والعسكري بل وفك جميع طلاسم المعتقدات الاستراتيجية على الساحة الدولية عموما والجبهة الإقليمية خصوصا وملفات دولية سرية أُخرى، إلا أنني أرى عكس ذلك لأن قراءتي للأحداث اليوم تقول، بأن كل من هرع الى التطبيع مع إسرائيل بحجة الازدراء الاقتصادي فهو قام بتوثيق تاريخي للاغتصاب الكلي والذي تم بجهود استخباراتية عالمية بإدارة اسرائيل طبعا كمن جدد وثيقة كامب ديفيد وأوسلو ولكن بطريقة مختلفة لتتوسع دائرة النزاعات الإقليمية والجدلية على الساحة السياسية و لتستمر إبادة الشعوب وتهجيرهم دون إدانات دولية محكمة الإغلاق بصمت عربي ما من أحد قادر على اجتثاث ما تبقى من القضية دون منازع.

فتوارت مراحل السياسية بقفزة نوعية واحدة تلوى الأخرى إلى أن وصلنا الى المنحدر الأخلاقي السياسي بالمفهوم الاستراتيجي العام لتستمر حملات التطبيع دون أن يدركوا معنى (التطبيع) بالمعنى الحرفي للكلمة والتي أساسا تضرب بأكثر من اتجاه وتعني الكثير.
أي أن كل من سارع لقرع باب الاحتلال سجل نقطة سوداء تاريخية ولطخت أيديهم بدماء الأبرياء التي ذهب ادراج الرياح بفعلتهم النكراء ليكونوا على موعد جديد مع الاحتلال _الاغتصاب _الابادة _الاجرام _,الإرهاب _الاستيطان _الغزوات بكل انواعها واشكالها العسكرية الميدانية السياسية الديموغرافية والأيديولوجية  وحتى الجغرافية .
وطبعا هنا اتحدث بالعمق السياسي الثلاثي الابعاد بكافة زواياه الذي يدك العمق الدولي  بما أننا نرى خلايا  المجتمعات الدولية تسعى لتثبيت جذور النبتة السرطانية، لتكون إسرائيل على أهبة الاستعداد للمرحلة القادمة لالتهام ما تبقى من قضية الأمة العربية بما فيها القضية الفلسطينية بطريقة شرعية دون تعقيدات سياسية أمنية وبهذا تكون قد حققت مزاعم مصالحها بالشرق الأوسط بينما هؤلاء الذين طبعوا سيأتي يوم أسود عليهم كعبيد عند أسياد التطبيع ليزيد الذل والخنوع ذلين وعارين.
لأن إسرائيل دون أن نعترف بها قامت بارتكاب مئات الآلاف من المجازر فكيف إذا اعترفوا بها ماذا ستفعل ؟!
إسرائيل وهيمنة الشر الأمريكي لا يسعان للسلام بل للاحتلال والاستيطان والاستبداد وإلا لكنا رأينا حسن نواياهم تتظافر بدءا من الشأن الداخلي لهم وصولا إلى الحصار الاقتصادي الذي عصف بالكثير من الدول العربية التي تضررت بسبب جائحة كورونا دون أن تمد يد العون مكتفية بفرض العقوبات أحادية الجانب فأين حسن النوايا يا ترى ؟؟
لو بالفعل إسرائيل تريد السلام كانت تصرفت بطريقة دبلوماسية أكثر مع الدول التي اتفقت معها دون صفقات عسكرية ودون مقابل  حتى .
لذا هناك خلل وميض مجاز به وليس عليه بالمفهوم السياسي الاستراتيجي  التطبيعي ضرب اصقاع عقول المطبلين بالتطبيع والذي  يحمل معه جعبة من شظايا النوايا القذرة ليأخذ منعطف سياسي خطير قد يدمر شعوب أكثر من ذي قبل بما أن هناك اتفاقيات مبرمة يدور بها بنيامين نتنياهو مع السودان والخرطوم منها بالسر ومنها بالعلن.
وهنا بيت القصيد لنقول بأن كل ما حصل من ابادات وتهجير وسطو سياسي كانوا على علم به وبإرادتهم لطالما طبعوا دون حياء مع الكيان الغاصب ومن هنا كنا نتسائل في كل جريمة مجتمعية دولية لماذا ؟؟ هذا الصمت العربي..! لأن هناك أطراف مخفية وقطبة سياسية غير متوقعة تسعى إلى. زعزعة أمن واستقرار المنطقة الاستراتيجية والإقليمية لضرب بوصلة الأمة العربية _لتصبح الأمة عبرية والله اعلم.
كاتبة سورية