هآرتس - بقلم: جدعون ليفي "هناك من عليهم أن يخجلوا من أفعالهم، وآخرون عليهم الخجل من أفعال دولتهم. ولكن في إسرائيل تم اكتشاف سلالة جديدة من الخجل: الخجل من معرفة من هم أصدقاؤها. محبو إسرائيل 2020 هم أشخاص مستبدون أو جاهلون، هذا ما بقي لنا. أمس تم في “كان 11” بث فيلم عن الجاهلين. الفيلم، الذي هو لمخرجة الأفلام الوثائقية الممتازة مايا زنشتاين والحاصلة على جائزة آمي، “حتى نهاية العالم”، يتناول الظلاميين والجاهلين من محبي إسرائيل، والمسيحيين الإفنغلستيين في أمريكا. كيس الفوشار كان يجب استبداله أمس بكيس للتقيؤ.
إذا كان هؤلاء محبي إسرائيل، فهي ليست بحاجة إلى أعداء. وإذا كان هذا هو التحالف الذي من شأنه أن يدعمها، فحينها من الأفضل أن تبقى بدون دعم. ملايين المؤمنين المتعصبين، الساذجين والظلاميين، الذين يقادون مثل القطيع على أيدي رهبان مخادعين وظلاميين بدرجة لا تقل عن ذلك، لا يستطيعون تبشير أي دولة بالخير. إن حقيقة انتظار حرب يأجوج ومأجوج التي سيباد فيها اليهود أو يعتنقوا المسيحية، تضيف بعداً هزلياً لقصة الغرام المشوهة هذه، قصة عن غرام وظلمة كبيرة. وانضمام أبناء جنسهم اليهود – المستوطنون ومنظمات التسول اليهودية – يزيد الصورة خطورة. شاهدوا هذا الفيلم وسترون. قولوا لنا من هم أصدقاؤنا، حينئذ سنعرف من نحن.
إن قبولك كل هذا الاشمئزاز عندما يتم إلقاؤه بصورة مركزة في وجهك، فهذه تجربة قاسية وتثير الاشمئزاز. يكفي أن تفكر بالطريق التي مرت فيها إسرائيل منذ المتطوعين الإسكندنافيين الأبرياء الذين جاءوا إلى هنا بسبب تقديرهم لفكرة الكيبوتس، وحتى المتطوعين الإفنغلستيين الذين يأتون لمساعدة سارقي الأراضي العنيفين من أجل فلاحة أراضيهم المسروقة في المستوطنات، ويكفي التفكير فيما حدث منذ أن كنا نضع قطعة نقود معدنية في الصندوق الأزرق – ربما أيضاً هي مساهمة مشكوك فيها، لكن كان فيها براءة – حتى الأطفال الفقراء الأمريكيين المطلوب منهم التبرع لدولة غنية وقوية ولها جيش احتلال مسلح جداً وقوي ووحشي… سنتات لشراء غواصة تاسعة؟ ربع دولار لتزويد طائرة رئيس الحكومة؟
معلم الأطفال الذين غسلت أدمغتهم، القس بويد بنكهام الرابع، شرح لهم بأن “إسرائيل واليهود أفضل منا، وعليكم قبول ذلك”. أمعاؤنا تنقلب من التفكير بما سيخرج من هؤلاء الأطفال. ” كان يسوع محقاً عندما قال إن الخلاص سيأتي من اليهود”، يواصل القس. وحاخامات المستوطنات الظلاميون يظهرون فجأة في ضوء التنوير الخاطئ.
هذه الحركة الجماهيرية التي تزدهر في عهد ترامب انقض عليها المستوطنون كمن وجدوا غنيمة كبيرة، بصورة متهكمة خاصة بهم وحدهم، لحلب كل ما يمكن حلبه. وقد انضم إليهم أصحاب الشخير المنتظم في عروض الأدلسونيين والسبانيين و”صندوق للصداقة”، الذي يبتز الأموال من هؤلاء المسيحيين، الذين لم يكونوا قد سمعوا يوماً ما عن وجود شعب فلسطيني يعيش في أرضه المقدسة، أو عن نظام الأبرتهايد السائد فيها.
يحولون الصدقات إلى “الناجين من العمليات الإرهابية”. ابنة الـ 77 سنة، بكت أمام العدسات بعد أن حصلت على وجبة طعام. لقد انتهى الناجون من الكارثة، ولدينا الآن ناجون من الإرهاب لكي نثير المشاعر. المسيحيون الأخيار انضموا أيضاً إلى “أصدقاء الجيش الإسرائيلي”، وهو جسم آخر مثير للسخرية. لماذا يحتاج الجيش الإسرائيل إلى عروض للشخير، مع جنود ومعاقين يعرضون نماذجهم فوق المنصة أمام العيون اللامعة لحاييم سبان وشلدون أدلسون، مخلصي إسرائيل في أمريكا.
كم هو مثير للاشمئزاز أن ترى ياعيل اكشتاين، ابنة الحاخام المتوفى يحيئيل اكشتاين، مؤسس “صندوق الصداقة”، قد تحولت إلى واعظة وكأنها مسيحية من أجل الشخير. لماذا يجب التبرع لإسرائيل؟ فضائقتها أو نهجها لا يبرران ذلك. كم هو مثير للاشمئزاز أن تسمع مستوطنة وهي تتعالى على ضيوفها من أمريكا وتقول إن “اليهود نجوم الفيلم. إذا سمحنا لهم (المسيحيين) أن يكونوا ممثلين ثانويين فعندها سيكون لهم على الأقل دور في الفيلم”. كم هو مثير للاشمئزاز أن ترى بنيامين نتنياهو وهو يقول للواعظ اللاسامي جون هايبي “ليس لنا صديق أفضل منك في العالم”، هل هذا يثير الاشمئزاز؟ في الواقع، قال نتنياهو الحقيقة هذه المرة.