اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه "يوجد تحريض على قتل رئيس حكومة"، وذلك لدى إلقائه خطاب خلال جلسة خاصة عقدتها الهيئة العامة للكنيست اليوم، الخميس، لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين، عام 1995. بدوره اتهم رئيس المعارضة، يائير لبيد، بأن تحريضا كهذا ما زال مستمرا من جانب الأشخاص أنفسهم الذين حرضوا ضد رابين، في إشارة إلى نتنياهو.
وقال نتنياهو إنه "بعد مرور 25 عاما على قتل رابين، يوجد تحريض واضح على قتل رئيس حكومة وأفراد عائلته صباح مساء، ولا أحد تقريبا يقول كلمة".
وأضاف نتنياهو أن "على جميعنا استنكار الظواهر الهدامة بالتحريض على العنف والتحقير من أي جانب كان. وإطلاق الرصاص في ساحة المدينة لم تكن ولن تكون بديلا لحسم الشعب في صناديق الاقتراع. والديمقراطية مشروطة بأن لا تعرض وسائل الإعلام رأيا واحدا. وعندما يجرؤ أحد ما على التعبير عن رأي مختلف، ولو مختلف قليلا، يتم التنديد به. وهذه عظمة الشبكات الاجتماعية، فهي لا تخضع لإملاء الآراء من أعلى، ومن ثلة أشخاص من جانب مجموعة صغيرة منحازة دائما لاتجاه واحد. ولكن ينبغي الحفاظ على عدم تجاوز الخطوط الحمراء في الشبكات الاجتماعية أيضا".
وقي رده على سؤال طرحه عضو الكنيست يائير غولان، من حزب ميرتس، "من حرض على قتلك؟"، قال نتنياهو إنه قبيل مقتل رابين وفي إطار السجال حول اتفاقيات أوسلو "اختلفت معه وعارضته بشدة، وهذا موثق، وصفه بأنه ’خائن’، ولكن في ذلك الحين اعتقدت أن رابين وحكومته مخطئين باستعدادهم لتسليم مناطق للفلسطينيين، وأن أي عاقل يدرك أن هذه المناطق ستستخدم لمهاجمتنا. والخطأ كان بمفهوم أن السلام يُصنع مع الأعداء. وآمنت حينها وما زلت كذلك اليوم أيضا أن السلام يُصنع مع أعداء قرروا أن يتوقفوا عن أن يكونوا أعداء".
من جانبه، قال لبيد، في انتقاد مبطن لنتنياهو، إن "رابين آمن بأن على القائد أن يقول الحقيقة. وبأن يتحمل المسؤولية عندما يرتكبون أخطاء. وأن يكون كريما بإعطاء رصيد عندما تكون هناك نجاحات. وبالأساس أن يحدد الأهداف بدلا من الصمود من يوم إلى آخر. وأن يمتص الإخفاقات، وأن ينفذ أمورا لا يحبها أحد أيضا. وهذه القيادة التي تحلى بها رابين، وهي مفقودة اليوم. وقد عاد التحريض اليوم. التحريض نفسه من جانب الأشخاص أنفسهم. والحقيقة والكذب يحتلان مكانة متساوية. والعنف شرعي، والكراهية هي أداة سياسية، والقيادة فاشلة".
وفي وقت سابق اليوم، أجريت مراسم لذكرى اغتيال رابين في ديوان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الذي قال خلالها إن "الدولة تنشطر مثل البحر البحر الأحمر بين معسكرين، والكراهية محتدمة تحت أرجلنا. ولا يعقل أن ترفع لافتات تدعو إلى موت مواطنين. ولا يعقل أن يوجه العنف الكلامي الشديد تجاه أفراد الشرطة. ولا يعقل أن نشرعن هكذا إمكانية الاغتيال السياسي القادم، بالكلمات أو بالصمت، بنظرة أو بإشاحة النظر، بالأفعال أو بالعجز".
واعتبر رئيس حزب "كاحول لافان" ووزير الأمن، بيني غانتس، أن "رابين سيكون قلقا جدا مما نشهده في الدولة. ولا يمكن الاكتفاء بجلب سلام علينا، وينبغي تنفيذ ذلك. ولا حق لدينا بالوجود من دون قوة عسكرية عظمى. وهذا كله لا يساوي شيئا إذا لم يكن هناك سلاما بيننا. وينبغي الوصول إلى هناك. وبالإمكان الاعتذار عما حدث هنا طوال 25 عاما، لكن هذا ليس كافيا".