موسم الهجرة و شيءٌ من الخوف ،،، محمد سالم

الخميس 29 أكتوبر 2020 11:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
موسم الهجرة و شيءٌ من الخوف ،،، محمد سالم



قال  بحس المسئول الأمين: الحقيقة أن الأمر أسوأ كثيرًا مما تظن !!
موسم الهجرة إلى الشمال، هي رواية كتبها الطيب صالح. و شيءٌ من الخوف. قصة قصيرة للكاتب الكبير ثروت أباظة ، وفيلم تم  إنتاجه عام 1969، وفيه الكثير من الإسقاطات السياسية. ولا أدري لِمَ تهادى إلى خاطري الآن؟ فقبل موسم الهجرة للشمال .. اقصد التطبيع ؛ تحاول "إسرائيل" عن طريق التطبيع وعملائها تمكين احتلالها لفلسطين فقط ؟ ولكن العالم العربي كلها ؛ ليس لتقتل و تحاصر ولكن لتسيطر على اقتصاد هذه المنطقة ومستقبلها و أمنها و مصيرها... فكل الدول التي تطبع مع العدو الاسرائيلي ستدفع الثمن غاليا. اولها الاختراق ثانيها انفجار التناقضات الداخلية  والخراب الاقتصادي .

ومع شيءٌ من الخوف ، على مستقبل شعبنا وقضيته الشريفة العادلة .فلم يصمد شعب بهذا القدر من الصبر والجلد والاصرار والشجاعة ،  ليحافظ ما تبقي من ارضه ، تحت الحصار وجرائم الارهاب الصهيوني، تحت نيران القصف العنيف ، و بين المحرقة و اخري  مثلما صمد الشعب العربي الفلسطيني. وما قست الأقدار على نفسٍ، قدر حرمانها النظر البعيد، ورؤية ما خلف الأفق الممتد، واستشعار مواطن الخطر على مستقبل شعبنا وقضيته ؛ وافتكر انه لا يوجد عندهم شيء او توصيف لشبه الازمة / مؤامرة الانقسام،  يوجد فقط نتائج مخيبة لآمال أكثر المتشائمين ، وعلينا ألا نتفاءل كثيراً. مجرد كلام.. ومن الواضح أن بعض الوجوه القديمة من موالي الانقسام أصبحت عالة علي الشعب والقضية ، وعالية التكلفة  والناس لا يأكلون من كلام .. لا يصدقه أحد ؛  سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :اذا غضب الله على قوم رزقهم الجدل ومنعهم العمل.
فسبحانه وتعالى يهدي الجادين إلى سبل الرشاد.

وما استعصى على قومٍ منالٌ . إذا الإقدام كان لهم  ركابا، و ذا أردت أن تعرف مصير قضية  فانظر إلى هموم القائمين عليها.. فإذا رأيت همهم  القضية والوطن ومشاكله الكبرى ، فاعلم أن الأمور تسير إلى الخير مهما طال الطريق. وأما إذا رأيتهم لا هم لهم سوى تصفية الحسابات , والمصالح ومن يسعى لركوب شبه / حكم.
فاعلم أن الأمر في النهاية سيكون شرا مستطيرا.. ولأول مرة في التاريخ تصبح القضية الشريفة العادلة والعباد و البلاد بمن فيها ومن عليها تحت رحمة الآخرين؟! أمثال هؤلاء قوى سلبية معطلة، بل مدمرة لدعوات الاستقلال والوحدة الحقيقية والإصلاح، والتحول الديمقراطي. فقد تمكنوا من الانحدار بالقضية و بالبلاد إلى مستنقع من التراجع لم يرَ العالم له مثيلا من قبل. والكل مشغول في هذه التفاهات، في الوقت الذي ينبغي أن تنهض الأمة كلها لمواجهة تحديات وجودية حاسمة!

والأن  دع .. شئ من الخوف وفكِر في الأزمات المصيرية المفتعلة التي تواجه قضيتنا، ستجدها خطة.. ظاهرة للعيان، فهي ليست افتراضية أو مُحتملة أو مُستحيلة الحدوث، ومع ذلك يجري التعامل باستخفاف بالغ، وكأنها ليست موجودة أصلًا، ثم لا نلبث إلا قليلًا، حتى نُدركَ عمق الوحل الذي بدأنا نغوص فيه، والذي يقترب كثيرًا من أن يُغطي أذاننا، لأنه لا توجد لدينا هذه النسخة ، ممن يُعطون  فرصة  للتغير والعمل الشعبي بحرية ولو لمرةٍ واحدة، خارج القوالب الكلاسيكية الروتينية الجامدة، الأمر الذي ينتج عنه تضاعف الخسارة في متوالية بائسة لا تكاد تنتهي ؛ فهل القضايا الكبرى يتم التعامل معها بهذا الأسلوب الفقير والبائس؟ لا بأس نعيش مرحلة البؤس في كل شيء، ومن الطبيعي أن يكون المنتج على مستوى هذا البؤس، فما خبث لا يخرج إلا نكدا.