قرر مجلس الوزراء، في جلسته الأسبوعية، مساء اليوم الاثنين، اعتماد عدد من المشاريع لوزارة التربية والتعليم متعلقة بتوسيع وصيانة المدارس.
كما قرر المجلس المصادقة على الوثائق القياسية لعمليات شراء الخدمات، واعتماد أذونات الشراء لعدد من غير حاملي الهوية الفلسطينية، وتمديد العمل بمشروع التعداد الزراعي للعام 2022، واعتماد الإطار العام للاستراتيجية الوطنية للتشغيل.
وصادق المجلس على البروتوكول الصحي المتعلق بمعالجة مرضى "كورونا" في المستشفيات الخاصة، وأحال عددا من التشريعات للوزراء لدراستها.
واستمع المجلس إلى تقرير حول الحالة الوبائية والجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتقليص مساحة انتشار الوباء، بالإعلان عن تطبيق خاص لتتبع المصابين، والبروتوكول المتعلق بالمستشفيات الخاصة، واستلام وزارة الصحة أربعين جهازا لضخ الأوكسجين بتبرع من الجمعية الفلسطينية الأميركية، منها 10 أجهزة سيتم إرسالها إلى مستشفيات القطاع.
كما استمع المجلس إلى تقرير حول الوضع المالي في ضوء استمرار احتجاز إسرائيل لأموال المقاصة وتراجع الإيرادات المحلية وسعي الوزارة للحصول على قرض من البنوك المحلية للوفاء بالتزاماتها المالية.
كذلك، استمع لتقرير حول سير العملية التعليمية، ودرس المطالب التي تقدم بها الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين حيث أعرب المجلس عن تقديره للاتحاد والجهود التي يبذلها الكادر التعليمي في سبيل ضمان سير العملية التعليمية، حتى لا يكون أبناؤنا الطلبة ضحية للفيروس، وفق ما أشار رئيس الوزراء في كلمته خلال اجتماع المجلس.
وأعرب المجلس عن تقديره للكادر الصحي والأمني في أداء واجبهم الوطني رغم التحديات غير المسبوقة التي تفرضها الحالة الوبائية والأوضاع الاقتصادية، حيث استجاب لطلب وزيري التربية والتعليم والصحة بتبكير صرف الرواتب يوم الأحد المقبل بدءا بهذه الفئة من الموظفين على أن يتبعها صرف رواتب جميع الموظفين تباعا، وإذا سمحت الظروف النقدية في تعديل نسبة الحد الأدنى فستقوم وزارة المالية بذلك.
واستمع مجلس الوزراء، كذلك، إلى تقرير حول الجهود الدبلوماسية المبذولة لاستجابة مجلس الأمن الدولي للرسالة التي بعث بها الرئيس محمود عباس للامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط مطلع العام المقبل.
كما استمع إلى تقرير حول آليات سفر المغادرين والقادمين عبر معبر الكرامة، حيث اكتملت الترتيبات لتأمين التحاق 500 طالب بالجامعات الأردنية اعتبارا من يوم بعد غد الأربعاء، بينما ستنطلق غدا آخر رحلة للطلبة الدارسين في الجامعات المصرية، يتبعها رحلات إلى الرياض واسطنبول والولايات المتحدة اعتبارا من يوم الجمعة وحتى الرابع من الشهر المقبل.
واستمع المجلس إلى تقرير حول مشاركة وزارة شؤون المرأة بمنظمة المرأة للتعاون الإسلامي والتي اتخذت من القاهرة مقرا لها وتم إطلاقها الأسبوع الماضي بمشاركة فلسطين ومصر والامارات والسعودية والكويت، كذلك استمع إلى تقرير حول مشاريع الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية والأوضاع في المحافظات الجنوبية والمرجعيات القانونية التي تظلل التشغيل في فلسطين حيث تم تطوير وإنشاء 2777 مشروعا صغيرا ومتناهي الصغر، ما وفر 4261 فرصة عمل، إضافة لتدريب وبناء قدرات 501 عامل لتعزيز المهارات الميدانية، إضافة لإطلاق مشاريع لدعم المنشآت الأكثر تضررا خلال جائحة "كورونا"، وكذلك حول برنامج "مشروعك" الذي بدء العمل به عام 2016 والذي يقدم القروض بفائدة متناقصة 3 بالمئة، وبرنامج صمود واحد بمبلغ 4 ملايين دولار من مؤسسة فاتن وصمود اثنان بمبلغ 700 ألف دولار من صندوق الإنماء واللذين تم انشاؤهما منذ شهر حزيران الماضي، وسيتم تخصيص جزء كبير منه للأغوار، إضافة لتعزيز خلق فرص عمل في قطاع غزة بالعمل على تعزيز الجمعيات التعاونية، وكذلك مشاريع الشباب في الضفة والقطاع ومدينة القدس المحتلة.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية أعرب، في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي عقدت اليوم عبر تقنية الاتصال عن بعد، عن أمله في أن تسهم جلسة النقاش المفتوحة التي عقدت في مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، استجابة للطلب المقدم من سيادة الرئيس محمود عباس للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالبدء بخطوات عملية وجادة لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، لإنجاز حل الدولتين وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لتصويب البوصلة التي حاولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرفها بعيدا عن الشرعية الدولية.
وأضاف: "نتطلع بالمزيد من الأمل لهذه الخطوة التي من شأنها، تصويب البوصلة التي حاولت إدارة الرئيس ترامب حرفها بعيداً عن مبادئ الشرعية الدولية".
ورحب رئيس الوزراء بتصريحات وزير الخارجية السعودي على ما قاله إن القيادة الفلسطينية وفيّة لقضيتها داعيا إلى الشروع بمسار سياسي واضح المعالم.
كما أعرب رئيس الوزراء عن ألمه من التحاق دولة السودان الشقيق بركب التطبيع مع إسرائيل، معتبرا التطبيع العربي بمثابة إنها (سقطة القرن) التي لم نكن نريد لأشقائنا الوقوع فيها، مؤكداً أن الموقف الفلسطيني مبني على أن مرجعية العلاقات العربية مع إسرائيل هي مبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية المتعاقبة.
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني وحده ولا أحد سواه من يمتلك الحق بالحديث باسمه وتقرير مصيره، وهو وحده ولا أحد غيره من يمتلك مفتاح السلام في المنطقة".
وأضاف :"مع كل دولة تلتحق بركب التطبيع ينهار حجر جديد في جدار الإسناد العربي المتداعي، ويتم حشو مخزن السلاح الإسرائيلي بذخيرة جديدة تقتل أبناء شعبنا وتصادر حقوقهم المشروعة، فطيران إسرائيل في سماء فلسطين نحو العرب لا يلغي وجودنا على هذه الأرض. واصفا توقيع إسرائيل اتفاقات التطبيع مع بعض الدول العربية كمن يذهب لصيد السمك في البحر الميت.
وبشأن الخطوات التي تتخذها الحكومة لتتبع فيروس كورونا وتقليص مساحة انتشاره، أعلن رئيس الوزراء إطلاق تطبيق ذكي "أمانكم"، للمساعدة في رصد الفيروس، سيساعد الجهات المختصة في تتبع مخالطي المصابين في فلسطين، وهو تطبيق مجاني وموجود على متجر"Google Play".
وقال: "إن المعركة مع الفيروس باتت على أبواب بيوتنا هذا الشتاء، وهذا يتطلب منا درجة عالية من الالتزام الصارم بتدابير الوقاية بالتباعد الجسدي، وارتداء الكمامات، داعيا إلى اعتبار تلك التدابير بمثابة "فرض عين على كل واحد منا لحماية أنفسنا وحماية أحبتنا ومجتمعنا من الإصابة بالفيروس، الذي يسجل أرقاماً قياسية وغير مسبوقة في أعداد المصابين والمتوفين في العالم".
وأضاف: "اضطررنا خلال الأسابيع الماضية لإغلاق بعض المناطق في المحافظات التي ارتفعت فيها معدلات الإصابة، ولا نريد العودة للإغلاق الشامل، وحافظنا على عودة أبنائنا إلى مقاعد الدراسة وفق برنامج هجين يزاوج بين التعليم الوجاهي والتعليم عن بُعد، ذلك لأننا لا نريد أن يكون أبناؤنا ضحيةً للفيروس".
وأكد رئيس الوزراء أن "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ اليوم الأول كانت صحيحة وأتت بنتائج جيدة، وحافظنا من خلالها على الكثير من الأرواح، لكن الأهم الالتزام بالكمامة والتباعد بعدم التجمع والجمهرة، خاصة في المناطق المغلقة".
وأدان رئيس الوزراء اعتداءات المستوطنين على المواطنين بترهيب المزارعين والاعتداء على قاطفي الزيتون، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل على ترسيخ مخططات طرق جديدة، منها طريق التفافي حوارة لخدمة المستعمرين في منطقة نابلس، ومخططات طريق 938 وطريق 926 في محافظة القدس، مع إعطاء غطاء قانوني لطريق 385 الموصل إلى مستعمرة جيلو مع جنوب بيت لحم، وذلك التفافاً على طريق الولجة.
وأضاف: إن هذه الطرق مبنية على أراضٍ خاصةٍ يملكها المواطنون الفلسطينيون. هذا الطريق سيُحكم الطوق الاستيطاني والاستعماري حول قرية الولجة كاملة، التي خسرت أكثر من ألف دونم من أراضٍ صودرت بالقوة من أصحابها، والطريق الآخر الذي أُودع للمصادقة هو طريق التفافي الرام وقلنديا، بما يشمل نفقاً يُخصص للفلسطينيين.
وأشار إلى أن هذا الطريق الالتفافي استكمال لتمزيق الجغرافيا والأرض الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني الاستعماري.
ولفت إلى "ازدياد عنف المستعمرين في موسم الزيتون ضد الإنسان الفلسطيني وشجرته الرمز "الزيتون"، التي تغيظ المحتلين، لأن جذورها ضاربة في التاريخ الذي لم يكونوا فيه".
ودعا اشتية إلى "صمود أهلنا على أراضيهم وزراعتها، والعناية بها وحمايتها من المستعمرين"، مطالباً المجتمع الدولي وأوروبا بالتصدي لممارسات إسرائيل الاستعمارية.
وطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير ماهر الأخرس الذي دخل يومه الـ91 في إضرابه ومقاومته بأمعائه الخاوية عتمة السجن وقهر السجان.
وأدان قتل قوات الاحتلال الفتى عامر صنوبر (18 عاماً) من قرية يتما جنوب نابلس يوم أمس بالاعتداء عليه بالضرب بأعقاب البنادق حتى الموت، وإصابة صديقه بجروح، وقال: إن هذه الجريمة ستضاف إلى ملف الجرائم المرفوعة إلى المحكمة الجنائية الدولية، مقدماً العزاء لعائلة الشهيد.
كما تقدم رئيس الوزراء بالعزاء إلى عائلة أبو شنب لوفاة الدكتور حازم أبو شنب، السفير السابق، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح".
وهنأ اشتية شعبنا والأمتين العربية والإسلامية بحلول عيد المولد النبوي الشريف، أعاده الله وقد تحررت مقدساتنا وأُقيمت دولتنا بعاصمتها القدس.
كما هنأ المرأة الفلسطينية لمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، وقال: "لكُنّ السلام وعليكُنّ السلام، فارسات القدس، ماجدات غزة، حارسات الزيتون في الضفة، الصامدات الصابرات في الشتات والمنافي، أنتنّ جميعاً القطبة الأجمل في ثوب العز الفلسطيني، في أيديكنّ العطاء وفي إصراركنّ سر البقاء".