طوّر باحثون في معمل علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي التابع لمعهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" (MIT CSAIL) خوارزمية ذكاء اصطناعي جديدة يمكنها أن تفك تلقائيا تشفير لغة مفقودة لم تعد مفهومة، دون معرفة علاقتها باللغات الأخرى.
وطوّر الباحثون الخوارزمية استجابة للاختفاء السريع للغات البشرية، إذ إن معظم اللغات التي كانت موجودة يوما ما لم يعد يُتحدث بها، ومن المتوقع أن يتلاشى نصف اللغات المتبقية في 100 عام القادمة.
ويمكن للنظام الجديد، وفقا لموقع "ذا نيكست ويب" (thenextweb) المساعدة في استعادتها. والأهم من ذلك، يمكن أن يحافظ على فهمنا لثقافات وحكمة المتحدثين بها.
تعمل الخوارزمية من خلال تسخير المبادئ الأساسية من علم اللغة التاريخي، مثل الطرق المتوقعة التي تستخدم بها اللغات بدائل الصوت. وقدم الباحثون مثالا لكلمة بها حرف "p" في اللغة الأم من المحتمل أن تتغير إلى "b" في سلالتها، ولكن ربما ليس إلى "k" بسبب الاختلاف في النطق.
ثم يتم تحويل هذه الأنواع من الأنماط إلى محددات حسابية، ويسمح هذا للنموذج بتجزئة الكلمات من لغة قديمة، وتعيينها إلى لغة ذات صلة.
ويمكن للخوارزمية أيضا تحديد العائلات اللغوية المختلفة. على سبيل المثال، اقترحت طريقتهم أن اللغة الأيبيرية لا علاقة لها بالباسك (الباسك مجموعة عرقية من جنوب أوروبا تميزهم لغة الباسك)، مما يدعم الدراسات الأكاديمية الحديثة.
وقادت المشروع الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ريجينا برزيلاي، التي فازت الشهر الماضي بجائزة مليون دولار من أكبر جمعية للذكاء الاصطناعي في العالم لعملها الرائد على تطوير الأدوية والكشف عن سرطان الثدي.
وتريد الباحثة الآن توسيع نطاق العمل لتحديد المعنى الدلالي للكلمات حتى لو كنا لا نعرف كيف نقرؤها.
وقالت برزيلاي في بيان "على سبيل المثال، قد نحدد جميع الإشارات إلى الأشخاص أو المواقع في الوثيقة والتي يمكن بعد ذلك إجراء مزيد من التحقيق فيها في ضوء الأدلة التاريخية المعروفة".
وأضافت أن "تلك الطرق في التعرف على الكيانات تستخدم بشكل شائع في العديد من تطبيقات معالجة النصوص اليوم وهي دقيقة للغاية، ولكن السؤال البحثي الرئيسي هو ما إذا كانت المهمة مجدية من دون أي بيانات تدريبية خاصة باللغة القديمة".