أصل الحكاية ،،، محمد سالم

السبت 24 أكتوبر 2020 04:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
أصل الحكاية ،،، محمد سالم



الحق هو أبرز اسماء الجلالة لله سبحانه وتعالي ؛ فهو الحق مطلقًا والصدق مطلقًا والعدل مطلقًا؛ فالحق هو أبو الفضائل؛ لذلك وصف الحق تعالى به ذاته الكاملة؛ فهو حق لا يصدر عنه إلا حق ولا يحكم إلا بحق، لكن كل معاني الحق وما يترتب عليها من قيم وما تلحقها من فضائل، قد غاب عن مجتمعاتنا حتى صرنا نمارس الكذب على الذات، وعلى الآخرين وعلى الدنيا كلها. في العلن نكذب، في  الوحدة نكذب،  في الوضع الفلسطيني الذي  لا يُحتَمل ، وأننا نحن كما نحن على قواعدنا ثابتون دون تغيير، وأننا لن نناقش ولن نحاول حتى مجرد إعادة النظر في قضايا مهمة ومحسومة لديهم. . والبعض يستخدم معرفته بنا لتكريس الأوضاع القائمة، وإعطائها شرعية استمرارها كما هي، بموافقتنا و رضانا؛ او بصندوق الانتخابات وأنه يريد الحصول على ماكياج من نفس الصندوق ، وهكذا تكون ريمة قد رجعت لعادتها القديمة! . أما نحن كشعب فلسنا في الموضوع أصلًا، نحن الفريسة ليس أكثر. مع مزيد من العسر والتأخر في قدوم التغيير المرتقب إصلاحًا وتهذيبًا وتحديثًا،

لاحظت أن المشترك الواضح في كل ردود الفعل قيامها على خلفية من المثل الشعبي المصري ( أسمع كلامك أصدقك، أشوف أعمالك أستعجب!) مع حضور هذا المثل وتكراره في معظم ردود الفعل؛ فالمشترك توافق على سؤال لا جواب عنه على الأقل هذه الأيام وربما تجيب عليه الأيام القادمة، السؤال: هل يتحول هذا الكلام إلى فعل على أرض الواقع؟ وعلى سبيل إثبات الجدية وحسن النيات؟ ام جاء يردد طلب الجميع بتفعيل الكلام.

بدا لي صديقي متفائلًا , مشيرًا إلى أن جميع الفصائل تشجع التفاهمات ولن تكون عائقًا أمام وحدة الموقف الوطني. فإني مطمئن أن السعي لتهدئة المشاعر وتصفية الخواطر على قضايانا الوطنية سيكون حثيثًا فعلًا، وهو ما سيرضي الشعب  والحكومات غزة / ضفة , ويبقي الجميع في سمن على عسل. بدا لي متفائلًا بهذا الخطاب وتمنيت أن يكون تفاؤله محل نظر من القدر، وألا يكون المخبوء في رحم الأيام موجبًا للتشاؤم، لأني شخصيٍّا مصاب بالأسف على حلمنا بالوحدة الحقيقية وبدولة مستقلة، وأتوجس خيفة وأظن أن التوجه الأمريكي الجديد – القديم -  جاء قبل مجيء المنقسمون , بعد لبنان واليمن بعد تجارب الصومال والأفغان والعراق، وهو الانعتاق من منطقتنا بأقل قدر من الخسائر مع ضمان المصالح الصهيونية و الأمريكية، وليكرِّس الموقف الجديد وينفِّذه؛ بدون استقلال او إحقاق الحقوق.

ولكن بمذابح يذبح فيها بعضنا بعضًا، وهو ما تكرر في الديمقراطية الفلسطينية والديمقراطية السودانية، والديمقراطية الأفغانية والعراقية … إلخ وهو ما يبدو لي أنه يحدث الآن، لتركنا في فوضانا الخلاقة حتى تصفي النار بعضها بعضًا دون تدخل، فتكون بلادنا حلقة مصارعة حرة كبيرة يقتل بعضنا وتقتل دولة الصهاينة الجميع وقتما تشاء، حتى تصفو النار عن رماد خامد غير ضار، أو أن يخرج البعض من هذه المحرقة إنقاذًا للبقية الباقية. والتلاحم تحت راية الوطن الواحد. وهو ما يعني أننا سنعاني أكثر من أجل الوصول إلى الحلم الوطني الذي يتسرب من بين أيدينا , بفعل المنقسمون ,واحتمال استمرار الخط ذاته من بعدهم.  فماذا بقي من مصداقية لدى القوم حتى داخل دوائر المؤيدين لهم؟!