إسرائيل تلمح بأنّ عبد الناصر كان على مسافة طلقةٍ من عملاء الموساد!!

السبت 24 أكتوبر 2020 03:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تلمح بأنّ عبد الناصر كان على مسافة طلقةٍ من عملاء الموساد!!



القدس المحتلة / سما /

في كتاب “رجل المُهّمات- قصة مايك هراري”، وهو أحد عملاء الموساد الأكثر شهرةً في تاريخ الجهاز، كشف المؤلّف أهارون كلاين، عن أنّ زوجته، بنينا (PNINA)، التي ماتت هذا الأسبوع عن تسعين عامًا، كانت على علمٍ بكلّ العمليّات التي نفّذها زوجها.


وقالت صحيفة (هآرتس) العبريّة التي نشرت نبأ وفاة زوجة “أسطورة الموساد” (!)، قالت إنّه عندما كان يتغيّب كانت بنينا تحّل مكانه، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه على الرغم من كونها “بيضاء”، كانت تُسافِر لأثيوبيا، وتلتقي هناك مع أشخاصٍ مُقرّبين من الإمبراطور هيلا سيلاسي، (1892-1974) وتُوصِل رسائل من رئيس الوزراء دافيد بن غوريون إلى حاكم الدولة الإفريقيّة.


وتابعت (هآرتس)، التي أجرت مُراجعةً لكتاب كلاين، تابعت قائلةً إنّ (بنينا) كانت بطلة الرسائل المُشفرّة، وعملت في الخفاء مع زوجها مايك، الذي كان القائد الـ”أسطوريّ” لوحدة الاغتيالات في الموساد، مُوضِحةً إنّ مايك، الذي مات عام 2014، كان يُشجّع زوجته لمُساعدته، علمًا أنّها كانت رسميًا مُوظفةً في جامعة تل أبيب، كما ورد في الكتاب.


أمّا المُحلل للشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، رونين بيرغمان، فقد تطرّق في تقريرٍ له لمايك هراري، الذي أصبح، على حدّ تعبيره، أسطورةً في تاريخ “قيسارية”، وهي شعبة العمليات الخاصّة في الموساد.


وتابع المُحلِّل أنّ هراري أظهر قدرةً على المسّ بشخصيّةٍ شرق-أوسطيّةٍ رفيعة المُستوى جدًا في أيلول (سبتمبر) 1970، ولم تأذن رئيسة الوزراء آنذاك غولدا مئير، بتنفيذ الاغتيال لكنّ هراري برهن على أنّه ممكنًا، وقد بلغ رجاله إلى مسافة طلقة عن ذلك الشخص الذي لو كانت إصابته لكانت غيرّت تاريخ الشرق الأوسط، على حدّ قول المُحلل. يُشار إلى أنّ الرئيس المصريّ، الراحِل جمال عبد الناصر، توّفي في الـ28 من شهر أيلول (سبتمبر)، عام 1970، فهلْ التلميح الإسرائيليّ يُراد من خلاله الإيهام بأنّ (الموساد) كان قادِرًا على قتله، طبعًا إذا كان هو المقصود!.


وخُلاصة حياة هراري، من وجهة نظر تل أبيب: اشتهر بين الإسرائيليين بلقبيْن اثنيْن، الأوّل هو بطل الموساد بسبب مساهماته وأعماله الجليلة في الجهاز، والثاني هو جيمس بوند الإسرائيليّ، بسبب كثرة الأفلام والكتب والروايات التي تناولت قصّة حياته والعمليات التي نفذّها خلال عمله بالموساد حتى اعتزاله عام 1980. أمّا بالنسبة للفلسطينيين والعرب بصفةٍ عامةٍ، فاشتهر بينهم بلقب “سفّاح الموساد” بسبب كثرة الجرائم والاغتيالات التي ارتكبها بحقّ السياسيين والفدائيين الفلسطينيين والعرب.


جديرٌ بالذكر أنّ جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد) الإسرائيليّ هو بقرةً مُقدّسةً، ومقّص الرقيب يعمل على مدار الساعة لمنع نشر معلوماتٍ قد تضُّر بالأمن القوميّ، كما تمنع الرقابة نشر عدد النساء اللواتي يعملن في هذا الجهاز، علمًا أنّ اثنتين منهم وصلتا تقريبًا إلى رأس الهرم: أليزا ماغين-هليفي، تبوأت منصب نائبة رئيس الموساد، لتُسجِّل سابِقةً لكونها امرأةً، فيما تبوأت سيما شاين، منصب رئيسة وحدة الأبحاث في الجهاز، وخرجت للتقاعد وتعمل اليوم باحثةً في مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ.


وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) قد نشرت اعترافات السيدات المتورّطات في أكثر العمليات خطورةً وأهميةً داخل الموساد، حيث أوضحت العميلة (إيفرات)، أنّ الأمر مقتصر فقط على المغازلة، ومهما كان الأمر فإنّ الموساد لا يسمح بأكثر من ذلك، مؤكّدةً أنّ حياتها ستنتهي إذا تمّ كشف أمرها، ولكنها لا تبالي بذلك من أجل أمن إسرائيل، أما العميلة أيالا، فقالت عن تأثير هذا الأمر على عائلتها إنّها تترك زوجها وأطفالها الثلاثة نائمين في أسّرتهم مع دموع في عينيها وغصّة في حلقها.


من ناحيته أكّد تامير باردو، قائد الموساد السابِق، الذي وصف الجهاز بأنّه عصابة قتل مُنظّمٍ، أكّد أن النساء عميلات استثنائيات، مشيدًا بقدراتهن وقمعهن للذات من أجل تحقيق الأهداف، موضحًا أنّ قدرات النساء تعلو على قدرات الرجال في فهم الإقليم وقراءة المواقف والوعي المكانيّ، على حدّ تعبيره.


يُشار إلى أنّ الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، كانت من أشهر عملاء الموساد، وعملت لصالحه في أوروبا، وبين الأعوام 1980-1984 لاحقت مع رفاقها قادة منظمة التحرير في معظم دول القارّة العجوز، وكانت تقارير خاصّة ربطت اسم ليفني بالعمل كجاسوسة من الدرجة الأولى في فرنسا أوائل الثمانينات، إذْ توزّع عملها ما بين جمع معلومات عن نشطاء عرب في أوروبا إلى العمل كمدبرةٍ منزليّةٍ في باريس، وخلال تلك الفترة نشط عملاء الموساد لإحباط مخططات العراق لبناء مفاعل نوويٍّ، ففي حزيران (يونيو) من العام 1980 وُجِد عالم نوويّ يعمل بالبرنامج النوويّ العراقيّ مقتولاً في غرفته بالفندق وتمّ تحميل  الموساد المسؤوليّة، ووُجِهَت أصابع الاتهام للوزيرة الخارجيّة السابِقة، ليفني، التي تُجيد اللغة الفرنسيّة بطلاقةٍ، إلّا أنّ المتحدث باسمها رفض التطرّق إلى قضية تورطها في العملية المذكورة، واكتفى بالقول إنّها لا تُفصِح عن المُهّمات التي قامت فيها خلال خدمتها في الموساد، على حدّ تعبيره.