وجدت دراسة جديدة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن مرضى "كوفيد-19" الذين نقلوا إلى المستشفى، كانوا أكثر عرضة للوفاة بخمس مرات من المصابين بالإنفلونزا.
وكشفت الدراسة أن مرضى "كوفيد-19" كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بـ 17 مضاعفة صحية إضافية خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي والجلطات الدموية، مقارنة بمرضى الإنفلونزا.
ومع ذلك، نظرا لأن الدراسة حللت فقط حالات المرضى المقيمين في المستشفى، فلا يمكنها مقارنة معدلات الوفيات الإجمالية بين المرضين بشكل مباشر.
ومنذ اكتشاف فيروس كورونا الجديد أوائل يناير، قارنه الناس بالإنفلونزا. وتظهر الأدلة المتزايدة أن "كوفيد-19" أكثر حدة من الإنفلونزا.
وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الثلاثاء (20 أكتوبر) في مجلة Morbidity and Mortality Weekly Report، قارن الباحثون المضاعفات الناتجة عن "كوفيد-19" والإنفلونزا باستخدام بيانات من مستشفيات إدارة صحة المحاربين القدامى على مستوى البلاد.
وقام المعدون بتحليل المعلومات من نحو 4000 مريض - بمتوسط عمر 70 سنة - نُقلوا إلى المستشفى بإصابة "كوفيد-19" من 1 مارس حتى 31 مايو 2020، وأكثر من 5400 مريض - متوسط العمر 69 - نُقلوا إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا من 1 أكتوبر 2018 حتى 1 فبراير 2020.
وبشكل عام، توفي 21٪ من مرضى "كوفيد-19" أثناء دخولهم المستشفى، مقارنة بـ 4٪ فقط من مرضى الإنفلونزا - وهو فارق يزيد عن خمسة أضعاف. وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى مرضى "كوفيد-19" أكثر من ضعف خطر دخولهم إلى وحدة العناية المركزة (ICU)، وكانت مدة إقامتهم تقارب ثلاثة أضعاف. ولكن هذه الأرقام تأخذ في الاعتبار فقط أولئك الذين نُقلوا إلى المستشفى.
ولكن الدلائل تشير إلى أن جزءا أكبر من المصابين بـ "كوفيد-19"، سيحتاجون إلى دخول المستشفى أكثر من أولئك الذين يصابون بالإنفلونزا، لذا فإن "كوفيد-19" أكثر خطورة بخمسة أضعاف من الإنفلونزا بين السكان بشكل عام.
ووفقا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، نُقل نحو 1٪ من الأشخاص الذين أصيبوا بالإنفلونزا إلى المستشفى خلال موسم 2019-2020.
وفي المقابل، قد يحتاج ما يصل إلى 20٪ من مرضى "كوفيد-19" إلى دخول المستشفى، تبعا للتقديرات الأولية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
وكان مرضى "كوفيد-19" أيضا أكثر عرضة للإصابة بعشرات المضاعفات. وعلى سبيل المثال، مقارنة بمرضى الإنفلونزا، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) بنحو 19 مرة، وهي حالة رئوية خطيرة تسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم. وكذلك أكثر عرضة للإصابة بالتهاب عضلة القلب، وتجلط الأوردة العميقة (جلطة دموية عادة في الساقين)، والانصمام الرئوي (جلطة دموية في الرئتين) ونزيف داخل الجمجمة، من مرضى الإنفلونزا.
ووجدت الدراسة أيضا أن مجموعات الأقليات، بما في ذلك المرضى من ذوي البشرة السمراء وذوي الأصول الإسبانية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المضاعفات، مثل المضاعفات التنفسية والعصبية والكلى، مقارنة بالمرضى البيض، حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار عمر المرضى والحالات الصحية الأساسية.
وأضاف التقرير أن النتيجة تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تظهر أن الأقليات تضررت بشدة من فيروس كورونا، وذلك لاحتمال تطبيق "عدم المساواة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والهيكلية".
وبشكل عام، توضح النتائج "زيادة خطر حدوث مضاعفات بين مرضى "كوفيد-19"، مقارنة مع المصابين بالإنفلونزا"، كما كتب الباحثون.