ثلاثة رواد يصلون إلى محطة الفضاء الدولية بسرعة قياسية

الخميس 15 أكتوبر 2020 01:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
ثلاثة رواد يصلون إلى محطة الفضاء الدولية بسرعة قياسية



وكالات / سما /

التحمت مركبة "سويوز" روسية الصنع تقل رائدة فضاء أميركية ورائدين روسيين، الخميس بمحطة الفضاء الدولية وفق الخطة المرسومة أصلا، بعد ثلاث ساعات فقط من انطلاقها، محطمة رقما قياسيا جديدا في السرعة.

هذه المركبة "سويوز أم أس-17" التي انطلقت عند الساعة 05,45 ت غ من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان وعلى متنها رائدة الفضاء الأميركية كاثلين روبينز والروسيان سيرغي ريكوف وسيرغي كود-سفيرتشكوف، التحمت بالمحطة المدارية عند الساعة 08,48 ت غ.

وذكرت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" في بيان أصدرته بعيد الالتحام بالمحطة المدارية الواقعة على بعد 408 كيلومترات فوق الأرض، أن الرحلة سجلت "رقما قياسيا جديدا (...) إذ بلغت الفترة الإجمالية الفاصلة بين انطلاق مركبة سويوز والتحامها 3 ساعات و3 دقائق".

وكتب رئيس الوكالة الروسية ديمتري روغوزين عبر تويتر للإشادة بهذا الرقم القياسي "ثلاث ساعات وثلاث دقائق". وقد وصلت المركبة مع الرواد الثلاثة قبل أربع دقائق من الموعد المحدد.

وكانت الرحلات الأسرع إلى محطة الفضاء تستغرق حوالى ست ساعات. وتحقق هذا الأداء الجديد بفضل نظام إرشاد يتيح بلوغ محطة الفضاء الدولية بدورتين في المدار فقط بعدما كان يتطلب ذلك ثلاث دورات.

وجرى اختبار هذا النظام في نيسان/أبريل 2019 مع مركبة "بروغرس" المستخدمة لتموين محطة الفضاء الدولية بالمعدات.

وقد انضم رواد الفضاء الثلاثة إلى زملائهم الموجودين حاليا في المحطة كريس كاسيدي (ناسا) وأناتولي يانيتشين وإيفان فاغنر (روسكوسموس) والذين من المقرر أن يعودوا إلى الأرض في 22 تشرين الأول/أكتوبر.

وقد اتُّخذت تدابير خاصة فرضتها جائحة كوفيد-19، بينها فرض حجر صحي مشدد على رواد الفضاء الثلاثة لتفادي خطر نقل عدوى فيروس كورونا المستجد إلى المحطة.

وقالت كاثلين روبينز خلال مؤتمر صحافي قبل الانطلاق "خضعنا لحجر مشدد للغاية، استمر منذ آذار/مارس تقريبا في حالتي". وأشارت إلى أن رواد الفضاء المشاركين في الرحلة خضعوا لفحوص كورونا باستمرار.

هذه الرحلة عبر صاروخ روسي إلى محطة الفضاء الدولية هي الأولى منذ الإطلاق الناجح لصاروخ أميركي من صنع "سبايس إكس" في 30 أيار/مايو من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، والذي أنهى احتكارا روسيا استمر تسع سنوات للرحلات المأهولة نحو المحطة.

ومن المقرر تسيير رحلة "سبايس إكس" المقبلة إلى محطة الفضاء الدولية في تشرين الثاني/نوفمبر، وسيكون على متنها ثلاثة أميركيين وياباني.

وبعد سلسلة إخفاقات في السنوات الأخيرة وفضائح فساد متكررة، يواجه قطاع الفضاء الروسي تحديات كبيرة لتحسين صورته وتجاوز التبعات الكبيرة لكسر الاحتكار.

فقد كانت "روسكوسموس" تتقاضى حوالى 80 مليون دولار عن كل مقعد إلى محطة الفضاء الدولية، كما أن القطاع الفضائي في روسيا يعاني نقصا صارخا في الابتكار كانت تخفيه عمليات الإطلاق هذه.

وتشكل محطة الفضاء الدولية أحد أوجه التعاون القليلة المتبقية بين الروس والغربيين، وقد ركز الرواد الثلاثة قبل الانطلاق في المهمة الأربعاء على قدرة الرحلات الفضائية في جمع بلدان متخاصمة سياسيا، من أجل هدف مشترك.

وقالت كاثلين روبينز "أنا محظوظة جدا بالتأكيد لأني سأكون على المحطة"، متفادية التطرق إلى "سبايس إكس".

وهذه المهمة الفضائية الثانية لروبينز التي تحتفل الأربعاء بعيد ميلادها الثاني والأربعين. هذه العالمة المتخصصة أساسا في علم الأحياء المجهرية، عملت خصوصا على البحوث المرتبطة بفيروس إيبولا قبل اختيارها لتصبح رائدة فضاء.

أما سيرغي ريجيكوف فهو طيار عسكري في الأساس ويملك الخبرة الأكبر بين الرواد الثلاثة. فهو أمضى 173 يوما في الفضاء، في مقابل 115 لكاثلين روبينز، فيما سيرغي كود-سفيرتشكوف (37 عاما) يقوم برحلته الفضائية الأولى.

ورغم هذا التعاون، أعلن رئيس "روسكوسموس" ديمتري روغوزين هذا الأسبوع أن روسيا لن تشارك في المحطة المستقبلية في مدار القمر التي تعتزم الولايات المتحدة تجميعها اعتبارا من 2023.