في مقابلة مع العميد درور شالوم، مدير البحث الاستخباراتي في الجيش الإسرائيلي، قال فيها إن إيران لا تمثل تهديدا وجوديا على إسرائيل.
وقال شالوم الذي سيتقاعد من منصبه في حديث مع مراسل صحيفة “التايمز” البريطانية أنشيل بيفر: “أنا لست من أولئك الذين يرددون عن إيران بطريقة يوم الهولوكوست وأوكد دائما أنها ليست تهديدا وجوديا على إسرائيل”.
وتتغاير لهجته مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القيامية عن الجمهورية الإسلامية. ولكنه مع ذلك يدعم استراتيجية الرئيس دونالد ترامب القائمة على ممارسة “أقصى ضغط على طهران”.
وفي أثناء فترته كمدير لدائرة البحث الموكلة بإعداد التقرير السنوي عن التهديدات التي تواجه إسرائيل، ومضى عليها خمسة أعوام كثف من عملية الجمع الاستخباراتي عن ملامح الحياة الثقافية والاجتماعية في إيران وهو متأكد من أن الإستراتيجية تقوم بقتل النظام الإيراني “بطريقة لينة”.
وأضاف: “كانت واضحة (داخل إيران) في إظهار أن هناك طبقة رقيقة من الديكتاتورية تغطي السخط داخل المجتمع الذي يريد ممارسة حياته والتعلم، ومع مرور الوقت فالضغط الاقتصادي سيطيح بالنظام”.
ووصف شالوم المرشدَ الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي بـ”العجوز والمريض مع أن الكلمة النهائية له” ولكن “داخل القيادة الإيرانية هناك جدل حول مواصلة تبذير المال على سوريا”.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الرئيس الإيراني حسن روحاني البراغماتي لا يزال خاسرا في ساحة النقاش و”من الواضح للشعب في إيران أن هذا يأتي على حساب الطعام للناس الفقراء في طهران”. وقال العميد شالوم: “السؤال هو عن اندلاع الموجة الثانية من الاحتجاجات. ولا أستطيع التكهن عنها وعن كيفية الإطاحة بالنظام مع أن ضعفه هي فرصة تار يخية”.
وأكد أن التفجيرات والحرائق والأعمال التخريبية التي شهدتها إيران خلال الصيف وأصابت منشآت حيوية مثل مفاعل ناطنز جاءت بسبب مشاكل فنية وضعف في الصيانة لكنه لم يقدم معلومات أوسع.
وعبر شالوم عن عدم ارتياحه من قرار الرئيس دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية النووية في أيار/ مايو 2018 وهو قرار كان يدعو إليه نتنياهو. ويرى أن الاتفاقية النووية كانت فرصة لإسرائيل لكي تركز على ملفات أخرى “شكرا للاتفاقية النووية استطعنا التركيز”، مضيفا أن إيران ليست متعجلة نحو تطوير السلاح النووي “زادوا من مخزون اليورانيوم ولكنهم لم يذهبوا أبعد من 20% تخصيب. من جانب آخر يواصلون أبحاثهم في أجهزة الطرد المركزي المتقدمة (للتخصيب)”.
وأكد أنه في حالة قرار إيران المضي في التخصيب فهي ليست بعيدة عن تطوير القنبلة النووية سوى ستة أشهر، ولكنها في الحقيقة بحاجة إلى عامين قبل أن تطور التكنولوجيا الضرورية لهذه الخطوة. ويقول إن أكبر قلق لإسرائيل في الوقت الحالي هي قدرة إيران على شن هجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة واستخدامها في المنطقة. وكان هذا سبب الغارات الإسرائيلية المتكررة على أهداف إيرانية في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية.
وقال شالوم إن إيران “حاولت عمل هذا من العراق ومنعناها وأتوقع محاولتها عمل نفس الشيء من اليمن”. والسؤال الأكبر فيما إن كانت إيران ستنشر أسلحتها الدقيقة قرب الحدود مع إسرائيل من لبنان. وكان هذا ما يخطط له الجنرال قاسم سليماني الذي أشرف على العمل حتى اغتياله في غارة أمريكية ببغداد في كانون الثاني/ يناير 2020.
ولكن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية وفي وضع حساس، وهو ما يجعل زعيم حزب الله، حسن نصر الله مترددا. ويقول شالوم: “كان سليماني ضحية غروره” و”لم يعد نصر الله كما كان، ويواجه انتقادات كثيرة في لبنان. وبسبب الفساد والتجارة بالمخدرات وغسل الأموال. وكانت التظاهرات في لبنان موجهة ضد حزب الله ويمكن أن تعود من جديد. وهو متعب. وجرّه سليماني لمشروع الصواريخ الدقيقة وهو ملتزم به على مضض”.
وكذلك هناك سؤال مطروح أمام المخابرات الإسرائيلية حول توجه نصر الله بشأن الحد من طموحاته لقيادة الجبهة ضد إسرائيل في المنطقة أو الحفاظ على سلطته السياسية في لبنان الممزق والهش.
وتقييم شالوم يعني زيادة فرص المواجهة مع حزب الله. ويقول: “تراجعت صورته”. ذلك أن شالوم قضى معظم حياته العملية يراقب صعود نصر الله و”هو يبحث عن مخرج ولكنه لم يرد (على الغارات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا والتي قتل فيها أفراد من حزب الله) هل يمكنه عمل هذا بدون تصعيد؟ وقد يرتكب خطأ فظيعا”.
يذكر أن درور يحتفظ بصورة صغيرة بالأسود والأبيض للقاء وحدة جمع المعلومات عام 1973 التي قالت إن إمكانية الحرب مع مصر “احتمال بسيط” لكن بعد 24 ساعة شنت مصر وسوريا هجوما على إسرائيل.
ولهذا يحتفظ بصورة عن ذلك اللقاء لتذكيره أن خطأ ما سيحدث. وبعد 47 عاما على فشل أسلافه، أصبحت مصر بلدا حليفا لإسرائيل، وسوريا بلدا محطما ووكيلا لإيران في المنطقة.