تعتبر الروبوتات وسيلة رائعة للقيام بمهام الاستكشاف وكذلك أعمال البحث والانقاذ في البيئات البحرية، ولكنها لابد وأن تعود إلى قواعدها بشكل دوري من أجل إعادة شحنها وتفريغ البيانات التي قامت بتجميعها، وربما يتسبب ذلك في مشكلة إذا كان الروبوت يستكشف أماكن بعيدة في أعماق البحار والمحيطات ويتعذر عودته بشكل منتظم إلى قواعده لإعادة التزود بالطاقة وتفريغ البيانات.
ولعلاج هذه المشكلة، ابتكر فريق من الباحثين بجامعة بوردو بالولايات المتحدة منصات متحركة لخدمة الروبوتات، مما يسمح بإطالة فترة المهمة التي يقوم بها الروبوت تحت الماء دون الحاجة للعودة إلى قاعدته الأصلية.
وأكد فريق الدراسة أن هذه المنصات الجديدة تسمح للروبوتات التي تعمل في الفضاء وعلى أسطح أقمار الكواكب المختلفة مثل المشترى وزحل بأداء مهامها لفترات أطول دون الحاجة للعودة إلى قواعدها الأصلية، مما يتيح لها بالتالي فرصة لجمع كمية أكبر من المعلومات والبيانات المطلوبة.
ونقل الموقع الإلكتروني "ساينس ديلي" المتخصص في التكنولوجيا عن الباحثة نينا محموديان المتخصصة في مجال الهندسة الميكانيكية بالجامعة قولها إن "التركيز الاساسي في الدراسة ينصب على الروبوتات التي تقوم بمهام في بيئات حافلة بالتحديات"، مضيفة أنه "لا توجد بيئات حافلة بالتحديات أكثر من أعماق البحار".
وتوضح محموديان أن "الروبوتات التي تقوم بمهام تحت الماء لابد وأن تعود إلى السطح وتبعث بإشارة لاسلكية من أجل تحديد موقعها وتسهيل عملية التقاطها، وعندئذ يتوجه فريق المهمة لالتقاط الروبوت وتفريغ البيانات التي جمعها وشحنه من جديد قبل إرساله مرة أخرى إلى الأعماق". ولكن الحل الذي توصلت إليه الباحثة هو استخدام المنصات المتحركة التي يستطيع الروبوت العودة إليها والالتحام معها بشكل آلي دون تدخل من العنصر البشري.
وأكدت محموديان أنها ابتكرت بالفعل معادلات خوارزمية تتيح عملية التنسيق بين الروبوتات والمنصات المتحركة من أجل تفعيل منظومة تضم أكثر من روبوت وأكثر من منصة متحركة، بحيث تستطيع الروبوتات التناوب على استخدام المنصات بشكل ذاتي ودون أي تدخل بشري، مما يتيح إمكانية توسيع نطاق البحث والاستكشاف في مناطق معينة.