ازمة كورونا في اسرائيل: نتنياهو مع “أفلامه القصيرة” وغانتس خارج المشهد.. وبينيت مؤشر صاعد

الخميس 08 أكتوبر 2020 03:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
ازمة كورونا في اسرائيل: نتنياهو مع “أفلامه القصيرة” وغانتس خارج المشهد.. وبينيت مؤشر صاعد



القدس المحتلة /سما/

امتنع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال الأسبوعين الأخيرين، عن التطرق إلى اتفاقيتي التحالف وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين، بعد أن تباهى قبلها بشهر بهاتين الاتفاقيتين، كما امتنع عن التطرق إلى محاكمته وانتقاد أجهزة إنفاذ القانون. ويعود ذلك، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، إلى تراجع كبير في شعبيته، واضطراره إلى تغيير تصريحاته الإعلامية.

فقد أظهرت استطلاعات التي نشرت في الأسبوع الأخيرة، تراجعا كبيرا في قوة حزب الليكود مقابل ارتفاع قوة تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت. وحسب استطلاع نشرته القناة 12 التلفزيونية، أول من أمس، فإنه لو جرت انتخابات الكنيست الآن، لحصل الليكود على 26 مقعدا في الكنيست، وتحالف "يمينا" على 23 مقعدا. وكانت هذه النتائج قبل أشهر قليلة تشير إلى فوز الليكود بأكثر من ثلاثين مقعدا، بينما قوة "يمينا" تراوح العشرة مقاعد.

لكن نتنياهو يتعرض لانتقادات شديدة، ومن داخل حزبه أيضا، بسبب إدارته لأزمة كورونا، التي تبعتها أزمة اقتصادية وبوجود قرابة مليون عاطل عن العمل. ووفقا للصحيفة، فإن قياديين في الليكود يعبرون في اجتماعات داخلية عن ثقتهم بقوة حزبهم وإعادة شعبية "يمينا" إلى حجمها الطبيعي، لكنهم يعترفون أيضا بأن الليكود تضرر كثيرا بسبب الإدارة الفاشلة للأزمة.

ومن أجل تحسين صورته، نشر نتنياهو، في الأسبوعين الأخيرين، مقاطع فيديو وأجرى إحاطات صحية "بوتيرة تتميز بها معركة انتخابية"، حسب الصحيفة، وركز فيها على أزمة كورونا، وبضمن ذلك إجرائه فحصا مصورا لكورونا، وعقد اجتماع مع رؤساء سلطات محلية عبر تطبيق "زوم"، أمس، وتحدث خلاله عن إشراكهم في التحقيقات الوبائية.

وأفادت الصحيفة بأنه من أجل صرف الأنظار عن فشل نتنياهو في إدارة أزمة كورونا، يحاول مستشاروه إقناعه بإقالة وزيرة حماية البيئة، غيلا غمليئيل، التي خرقت تعليمات كورونا بشكل فظ واتهمت بالكذب لدى استجوابها من قبل محققي وزارة الصحة. ولم يقرر نتنياهو نهائيا في هذا الموضوع وينتظر معلومات أخرى حول شكل تضليل غمليئيل للمحققين الوبائيين.

ويرى مستشارو نتنياهو أن حزب الليكود تضرر بشكل كبير من جراء أداء نتنياهو في إدارة أزمة كورونا، وأن إمكانية فوزه في انتخابات قادمة للكنيست، يتوقع أن تجري في النصف الأول من العام المقبل، مرهونة بإعادة ثقة ناخبي الليكود الذين نزحوا نحو بينيت، إلى نتنياهو.

من الجهة الأخرى، يعتبر قادة حزب "كاحول لافان" أن نتنياهو لن يجرؤ على التوجه إلى انتخابات في الوضع الحالي، وفي الوقت نفسه يسعون إلى المبادرة إلى مواجهات مع نتنياهو بهدف صد انتقادات على خلفية تحالفهم معه.

ويحاول "كاحول لافان"، الذي يتراجع في الاستطلاعات، إبراز خلافاتهم مع نتنياهو حول قضايا، مثل تعيين مدعي عام، معارضة إعلان حالة طوارئ وفرض قيود على المظاهرات، وذلك في موازاة الخلاف حول المصادقة على ميزانية للعامين الحالي والمقبل، خلافا لموقف نتنياهو.

وفي هذه الأثناء، يتواصل تبادل الاتهامات والتهجمات بين الحزبين. وقال حزب الليكود ردا على المطالبة بالمصادقة على الميزانية، إن "رئيس الحكومة لا يتأثر من محاول كاحول لافان المخزية لإنقاذ أنفسهم من الانهيار في الاستطلاعات. ومعيب أن كاحول لافان تهدد بانتخابات في ذروة أزمة كورونا بسبب استطلاع كاذب واحد" في إشارة لاستطلاع القناة 12.

من جانبه، رد "كاحول لافان" بأن تهجم نتنياهو ضدهم "يعبر عن ذعر عميق ومقلق جدا حيال قدرة الصمود تحت ضغوط الاستطلاعات وفشله هو والمقربين منه بأن يشكلوا قدوة بالحفاظ على صحة الجمهور".

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن جميع أحزاب الائتلاف ليست معنية بانتخابات، إلا أن الوضع في المؤسسة السياسية كأنه تم تبكير الانتخابات إلى آذار/مارس المقبل بات أمرا منتهيا. ومن شأن فوز الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بجولة ثانية، الشهر المقبل، أن يحفز نتنياهو على التوجه لانتخابات للكنيست، ومساعدته على صرف أنظار الرأي العام في إسرائيل إلى مواضيع مريحة له. لكن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، وسيطرت أغلبية ديمقراطية على مجلس الشيوخ، يمكن أن يؤدي إلى هزة سياسية، يصعب توقع تبعاتها السياسية في إسرائيل.