احتجّ المئات في الهند، اليوم، الجمعة، للمطالبة بعزل حكومة إحدى الولايات إثر تعاملها مع اغتصاب جماعي لشابة (19 شابة) من الطبقة الفقيرة، ووفاتها في وقت لاحق في المستشفى.
وخلال تجمعهم في منطقة مرصد "جنتار منتار" قرب مبنى البرلمان في نيودلهي، حمل المتظاهرون لافتات ورددوا "اشنقوا المغتصبين" و"يغتصبنا الشياطين أولا، ثم النظام".
وقال المتظاهرون، الذين انضمّت إليهم نجمة "بوليوود" سوارا بهاسكار، إنّ حكومة ولاية أوتار براديش، التي يقودها حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، لم تسمح لأي شخص بمقابلة أسرة الضحية، حيث قامت الشرطة بفرض طوق أمني على قريتهم.
واتهم المحتجون السلطات بمحاولة التكتم على الجريمة، بعد أن قالت الشرطة إنها ألقت القبض على أربعة من المشتبه بهم، وجميعهم من الطبقة العليا.
وفي هذا الصدد، قال المسؤول الرفيع في الحكومة الهنديّة، أوانيش كومار أواستي، إن حكومة الولاية أوقفت خمسة من ضباط الشرطة عن العمل بسبب الإهمال المزعوم في تعاملهم مع التحقيق في القضية.
وأضاف أن ضباط الشرطة والمتهمين الأربعة في القضية وأسرة الضحية سيخضعون أيضا لاختبارات كشف الكذب في إطار التحقيق.
وبثت قنوات إخبارية تلفزيونية هندية، الجمعة، مشاهد لمنع أعداد كبيرة من رجال الشرطة الصحفيين من دخول القرية، وقال شرطي خارج القرية إن وسائل الإعلام سيسمح لها بالدخول بعد انتهاء التحقيق.
قالت بهاسكار إن الحرق السريع لجثة الضحية دون موافقة الأسرة يظهر قسوة حكومة الولاية، وطالبت بإقالة أكبر مسؤول منتخب في الولاية، يوغي أديانات.
وأحرقت جثة الضحية في وقت مبكر من الأربعاء، وزعمت الأسرة أن الشرطة لم تسمح لهم بأداء طقوس وداعها.
وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الأسرة وهي تبكي، فيما أصرّت الشرطة على حرق الجثة دون السماح لهم بأخذها للمنزل.
وقالت زعيمة حزب المؤتمر، أكبر أحزاب المعارضة، بريانكا غاندي، والتي منعتها الشرطة من زيارة الأسرة، الخميس، مع شقيقها راهول غاندي، خلال صلاة جماعية في أحد معابد نيودلهي يوم الجمعة، إن إغلاق القرية هو بمثابة ظلم الأسرة ويظهر أن الدولة ليست آمنة بالنسبة للنساء.
ويتعرض الداليت أو المنبوذون وهي طبقة في قاع مجتمع الهندوس، لآلاف الهجمات كل عام، وبحسب المنظمات الحقوقية، فإن نساء الداليت على وجه الخصوص يتعرضن لتمييز طبقي وعنف جنسي.
وسلطت الأضواء على جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي في الهند عام 2012 إثر واقعة اغتصاب جماعي وقتل تعرضت لها طالبة (23 عاما) في حافلة في نيودلهي.
وأشعلت الجريمة فتيل احتجاجات حاشدة، وشجعت النواب على إصدار أوامر بتشكيل محاكم سريعة مخصصة لقضايا الاغتصاب وتشديد العقوبات على المدانين في تلك الجرائم.