هآرتس - بقلم: عوزي برعام "المعارك التي يديرها أتباع نتنياهو هي معارك شوارع. مثل كل منظمة سيئة السمعة، ثمة تراتبية واضحة: زعيم، والقليل من الموظفين، والكثير من الجنود. الجنود متطوعون، ومرتزقة يسفكون الدماء في الشبكات الاجتماعية، لديهم مخزون من الرسائل الشريرة والخطيرة. القادة أحياماً يحرضون الجنود على مراسلين، مثل أمنون ابراموفيتش، ورفيف دروكر، وبن كسبيت. هؤلاء الثلاثة لديهم ندوب من المعارك ويثبتون بأنهم صامدون".
الحراب الصغيرة والمسنونة مخصصة للمدعية العامة في ملفات نتنياهو، ليئات بن آري، وللمستشار القانوني المخلص للمعسكر القومي، افيحاي مندلبليت، ولرئيسة المحكمة العليا إستر حيوت. وبصورة عامة، للمؤسسات التي اعتادت عليها أفواه الجنود كلعنة – مكتب المدعي العام وجهاز القضاء.
إن عيون الجنرال الذي يشرف على هذه المعارك موجهة للدفاع عن نفسه وعن الجهود المخصصة للتهرب من المحاكم. ولضمان ذلك، يهتم بتحويل معارك الشوارع إلى حريق كبير واستباقي. وليس غريباً أن زعامته -بهذه المعطيات- اتضحت في فترة كورونا بكل ضعفها.
الإغلاق الحالي ليس سوى هدنة، ربما أخيرة، قبل الحرب الشاملة التي أعلن عنها نتنياهو على المواطنين ومؤسسات الدولة التي أخذت تفرغ من المحتوى ومن الصلاحيات، وعلى حراس العتبة وعلى كل من يتوقع أن يسد الطريق أمام هربه من المحاكمة.
لا يوجد تشابه بين معسكر بيبي والمعسكر الذي أمامه. هؤلاء يحتجون ويتظاهرون أمام منزله، كما هو مناسب في الديمقراطية. في حين أن رده – حتى لو كان نقل عبر أبواقه – صيغ بلغة من يسممون الآبار من أيام اللاسامية التي كانت منتشرة في أوروبا (من ينقلون الأمراض والمنحرفون جنسياً). هذا هو ملخص رؤيته: التشهير بالمعارِض حتى تتعب قواه. أما مشاهد المتظاهرين، أفضل أبناء إسرائيل، وهم يحاربون من أجل العدالة التي يتم خرقها، ويقفون ضد الكذب الذي يُحتفَل به على رؤوس الأشهاد، فلا تؤثر فيه.
لا يوجد قادة لمعارضي نتنياهو أو مرتزقة، بل صرخة تأتي ألم داخلي. في الطرف الثاني، ثمة أشخاص مثل عضو الكنيست شلومو كرعي، الذي قال في جلسة مركز الليكود بأنه سيقف على رأس سائقي جرافات “دي 9” التي ستصعد على وزارة العدل إذا أوصى المستشار القانوني للحكومة بأنه غير مؤهل. رئيس حكومة لا يدين، ورئيس كنيست يصمت، وحزب كامل وقف صامتاً.
يعرف نتنياهو أن الإغلاق قد يؤجل اتخاذ القرارات الحاسمة، لكنه لا يستطيع منعها مستقبلاً. وعلى أي حال، توجهه هو نحو معركة كبرى ضد سلطة القانون. وأدرك أن المعركة الشخصية على براءته لن تهز الثقة، لذلك أراد توسيعها وتعميقها. لا يظهر أنه يستعد للمحاكمة باستثناء محاولات تأجيل متواصلة. وينوي شيئاً آخر، أكبر، كما يبدو هستيرياً أكثر. ربما يجدر النظر إلى ما وراء البحار، إلى أصدقائه الجيدين في هنغاريا وبولندا الذين أظهروا قوة الذراع أمام جهاز القضاء ووسائل الإعلام.
يجب الذهاب إلى الخلف قليلاً والنظر إلى الصورة الكاملة: بدأت معارك الشوارع في تطوير الإحساس بأن نتنياهو وقع ضحية ظلم، على صورة تقديم لوائح اتهام ضده؛ بعد ذلك صعّد المحرضون درجة ووصفوا كبار رجال النيابة العامة وجهاز القضاء بأنهم أشخاص غير شرعيين؛ ووباء كورونا يقف عائقاً أمام المرحلة الثالثة: هجوم مباشر ومدمر على جهاز القانون والقضاء. الإغلاق ليس سوى هدنة مؤقتة. وقريباً ستكون هناك حرب عالمية.