هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران من أن الولايات المتحدة سترد بشكل "أقوى ألف مرة" على أي اعتداء يستهدف بلاده، بعد تقارير إعلامية عن خطط إيرانية لاغتيال سفيرة أميركية انتقاماً لمقتل الجنرال قاسم سليماني، في موقف استتبعه تحذير الجمهورية الإسلامية واشنطن من ارتكاب أي "خطأ استراتيجي".
وذكر موقع "بوليتيكو" الإخباري الأميركي نقلا عن مسؤولَيْن أميركيَّين لم يكشف عن هويتيهما قولهما إنّ أجهزة الاستخبارات تعتقد أنّ الحكومة الإيرانية تخطّط لاغتيال سفيرة الولايات المتّحدة في جنوب إفريقيا لانا ماركس القريبة من ترامب قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وأورد الموقع إن هذه الخطّة اكتشفتها واشنطن في الربيع وأصبحت معالمها أوضح في الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أنّ طهران خطّطت لاغتيال ماركس انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد مطلع العام.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "حسب تقارير صحافية، قد تكون إيران تخطط لاغتيال أو هجوم آخر ضد الولايات المتحدة ردا على قتل الزعيم الإرهابي سليماني".
وأضاف "أيّ هجوم من جانب إيران، أيّاً يكن شكله، ضدّ الولايات المتّحدة سيجابه بردّ على إيران سيكون أقوى بألف مرّة".
وفي مؤتمر صحافي الثلاثاء، أمل المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي ألا يرتكب المسؤولون الأميركيون "خطأ استراتيجيا جديدا. وبالتأكيد في حال (ارتكبوا) أي خطأ استراتيجي، سيشهدون الرد الإيراني الحاسم".
وأوضح "قرأت ما قاله ترامب، وأنا آسف لأن رئيس بلد يدعي انه يدير العالم (...) يدلي بتعليقات متسرعة، تغذيها أجندة (خاصة)، ومريبة استنادا الى أساس هش الى هذا الحد"، في إشارة لتقرير موقع "بوليتيكو".
وتشهد العلاقات بين واشنطن وطهران توترا منذ انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979، وقُطِعت بالكامل بينهما بعد عام من ذلك.
وتزايدت حدة التوتر مع قرار ترامب الانسحاب بشكل أحادي في أيار/مايو 2018، من الاتفاق الموقع بين طهران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني في 2015.
وبلغ التوتر ذروته في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 مع مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية في بغداد. وردت طهران بعد أيام بقصف صاروخي طال قاعدة عين الأسد في غرب العراق حيث يتواجد جنود أميركيون.
كما سجل توتر بالغ في حزيران/يونيو 2019، بعد إعلان إيران اسقاط طائرة أميركية مسيرة، مؤكدة انها انتهكت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته واشنطن بشدة. وبعد يومين، أعلن ترامب أنه الغى في اللحظة الأخيرة ضربات على إيران لتفادي سقوط خسائر بشرية فادحة.
وتدفع واشنطن في اتجاه تمديد حظر مفروض على تسليم إيران أسلحة ينتهي في تشرين الأول/أكتوبر وإعادة فرض عقوبات دولية على طهران.
ووضع ربيعي التهديد الأميركي في إطار معركة ترامب للفوز بولاية رئاسية ثانية على حساب منافسه الديموقراطي جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال "ربما يتم قول أمور كهذه بسبب الانتخابات. نصيحتنا هي الامتناع عن المغامرة، عمليات القتل، والتسبب بعدم استقرار (...) في المنطقة بغرض الحصول على مقعد رئاسي".
وقبل تغريدة ترامب، رفض وزير خارجيته مايك بومبيو التعليق على التهديد الذي تواجهه السفيرة ماركس.
لكنه قال لشبكة "فوكس نيوز" الإثنين "جمهورية إيران الإسلامية هي الدولة الأولى الداعمة للإرهاب في العالم (...) وانخرطت في جهود اغتيال في جميع أنحاء العالم".
وأضاف أن الإيرانيين "اغتالوا أشخاصا في أوروبا وفي أجزاء أخرى من العالم (...) ونحن نأخذ هذه المزاعم على محمل الجد"، محذرا طهران من "أن هذا النوع من النشاطات - مهاجمة أي أميركي في أي مكان وفي أي وقت، سواء كان دبلوماسيا أميركيا أو سفيرا أو عسكريا - غير مقبول إطلاقا". وقال "سنفعل كلّ ما بوسعنا لحماية كلّ مسؤول في وزارة الخارجية".
وكانت طهران نفت الإثنين بشكل قاطع ما ورد في "بوليتيكو"، ووصفته على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها سعيد خطيب زاده، ب"المغرض".
ودعا المتحدث المسؤولين الأميركيين إلى "الكف عن تكرار الأساليب البالية لخلق جو معاد لإيران على الساحة الدولية"، معتبرا أن واشنطن تصرّ على توجيه "الاتهامات والأكاذيب" ضد بلاده في إطار "الدعاية" للانتخابات الرئاسية.
وذكّر خطيب زاده بـ"العشرات من عمليات الاغتيال والتدخلات العسكرية والاستخباراتية، والخروج من العديد من المعاهدات الدولية، والاغتيال الجبان للفريق قاسم سليماني القائد الشامخ في ميادين مكافحة الارهاب".
وشدد على ان بلاده "لن تغفر ولن تنسى هذا العمل الإرهابي"، في إشارة الى اغتيال الجنرال سليماني.
وكانت البحرية الإيرانية ذكرت الأسبوع الماضي أنها طردت طائرة أميركية حلقت بالقرب من منطقة تجري فيها تدريبات عسكرية قريبة من مضيق هرمز.
وقال الجيش الإيراني إن رادارات القوات الإيرانية رصدت ثلاث طائرات أميركية بعد دخولها منطقة تحديد الدفاع الجوي في البلاد.