شهدت الفترة الأخيرة خلال الشهرين الماضيين، أسلوباً جديداً من الاعتقال استخدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي، في اعتقال كوادر ونشطاء وأسرى محررين من عدة تنظيمات، كان آخرها اليوم الثلاثاء، باعتقال نحو 40 أسيراً محرراً بينهم سيدات وكذلك قيادات وكوادر في حركة حماس بالخليل، أفرج عن نصفهم بعد اعتقال استمر لساعات.
وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، "خلال الأشهر الماضية، شهدنا عمليات اعتقال من عدة محافظات ومن مختلف التنظيمات، حيث تتم تلك الاعتقالات فجرا، ويبقى المعتقل عدة ساعات ويتم الإفراج عنه، وربما الهدف من ذلك إرسال رسالة لهم ببث الرعب واستنزاف معنويات الناس، وقد يكون أن بعض المعتقلين يرسل لهم استدعاءات ولا يستجيبون لها".
وأوضح فارس، أن "الاحتلال بدلا من الاستدعاءات يقوم بتلك الاعتقالات، وبعد احتجازهم لساعات طويلة، يتم التحقيق معهم لمدة نصف ساعة فقط، ثم يطلق سراحهم، ويدعي الاحتلال ادعاءات كاذبة أنه تم الاتصال بهم او استدعائهم للمقابلة".
وأكد فارس أنه من المبكر أن نسمي ما يقوم به الاحتلال من اعتقال لساعات بأنها سياسة جديدة، لأنها مورست في نطاق ضيق، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا إجراء بعينه أو خطة، بل إنه أحيانا قد ينم عن حقد وكراهية، وأحيانا تصرفات من ضباط جدد يضعون الأسرى على لائحة لديهم، ويستدعونهم أحيانا لفتح نقاش سياسي، أو قد يكون ذلك ضمن محاولات التشويش على إجراءات المصالحة.
وشدد رئيس نادي الأسير إلى أن قضية الاعتقالات بأنواعها المختلفة تهدف إلى استنزاف طاقة الشعب الفلسطيني سواء بالشكل الفردي أو الجماعي، أو ضمن خطة إستراتيجية لإنهاك الشعب الفلسطيني.
من جانبه، عقب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، على تلك الاعتقالات القصيرة لساعات، وقال: "قوات الاحتلال كثفت في الآونة الأخيرة من شكل هذا الاعتقال، وهو ما يعطي انطباعا أن قوات الاحتلال حاضرة وموجودة في كافة المحافظات لفرض تواجدهم والسيطرة على الأرض، أو لإرهاب أبناء شعبنا".
وأشار أبو بكر إلى أن هذا الأسلوب الجديد ظهر مع وجود أسلوب آخر جديد، باللجوء إلى أسلوب الإعدامات، كما جرى مع الشقيقين أحمد ومحمد جدعون في مخيم جنين قبل أيام، حينما سمعوا أصوات جنود الاحتلال على الباب، وحينما اقتربوا لفتح الباب قامت قوات الاحتلال بتفجيره ما أدى لإصابة أولئك الشقيقين، وهذا احتلال نتوقع منه أي شيء.