حذر الأطباء في الولايات المتحدة من أن "كوفيد-19" قد يتسبب في آثار جانبية غريبة بعد علاج رجل كان يتمتع بصحة جيدة في السابق يبلغ من العمر 37 عاما.
وادعى الأطباء المسعفون أن فيروس كورونا يمكن أن يتسبب في تضخم خصيتي الرجل، وتركه عقيما في نهاية المطاف.
وقال الأطباء من San Antonio Uniformed Services Health Education Consortium في تكساس، إن المريض ذهب إلى قسم الطوارئ مع تورم وانزعاج في كيس الصفن.
وكان يعاني من بعض أعراض فيروس كورونا الرئيسية، مثل السعال الجاف والتعب والحمى، لمدة 10 أيام قبل أن يذهب إلى المستشفى. وأخبر الأطباء أن ألمه في الخصية والذي تطور قبل نحو ثلاثة أيام.
وكانت نتائج اختبار المريض إيجابية لـ"كوفيد-19" قبل خمسة أيام من ظهور الأعراض الأولى.
وأشار الأطباء إلى أن "كوفيد-19" أضر بخلايا تكون المني، التي تحافظ على صحة الحيوانات المنوية.
ويعتقدون أن الفيروس استخدم مستقبلات ACE2 على خلايا لايديغ البينية، الموجودة في الخصيتين (في الفراغ المملوء بالنسيج الضام بين الأنانبيب المنوية)، لدخول جسمه. ومع ذلك، فإنهم يعترفون بأن مثل هذه الحالات نادرة جدا.
وعالجه الأطباء بالمسكنات والمضادات الحيوية وخرج بعد ليلة من المستشفى عندما خف الألم.
ونشر الأطباء تقرير الحالة الخاص بهم على أمل أن يساعد ذلك زملاءهم الآخرين "في التعرف على هذا المرض في وقت مبكر وتحديد العلاج المناسب والحجر الصحي ومتابعة الخصوبة".
وكانت هناك تقارير أخرى مماثلة عن آلام الخصية لدى مرضى "كوفيد-19" ولكن لا يوجد بحث رسمي حول الرابط بينهما حتى الآن.
وفي أبريل الماضي، ادعى الباحثون أن الخصيتين يمكن أن تأويا فيروس كورونا وتسمح للفيروس القاتل بالبقاء لفترة أطول لدى الرجال.
ويزعمون أن هذا يرجع إلى الطريقة التي يدخل بها "كوفيد-19" الجسم، من خلال الخلايا التي تعبر عن بروتين ACE2.
وتوجد هذه البروتينات في الرئتين والقلب والأمعاء وتوجد أيضا بكميات كبيرة في الخصيتين. بينما بالنسبة للنساء، توجد كميات صغيرة جدا منه في أنسجة المبيض.
وأشارت الدراسة التجريبية إلى أنه بينما استغرقت النساء أربعة أيام للتخلص من العدوى، فإن الرجال استغرقوا وقتا أطول بنسبة 50%، ما تطلب ستة أيام.
ونشرت هذه الدراسة في الموقع الطبي MedRxiv ولم تتم مراجعتها من قبل الأقران، بينما شكك الخبراء في نتائجها المبكرة.
وقال أستاذ علم الفيروسات إيان جونز من جامعة ريدينغ، إن الفيروس التاجي سيحتاج إلى الانتقال في مجرى الدم للوصول إلى الخصيتين، وهو ما قال إنه "ليس بشكل عام" ما يفعله الفيروس.
وأضاف: "الموقع الرئيسي لتكاثر الفيروس هو الجهاز التنفسي وللوصول إلى مواقع أخرى يجب أن ينتقل الفيروس في مجرى الدم".
وتابع: "الرجال بشكل عام يكون أداؤهم أسوأ من النساء في النتائج المناعية، وربما يكون ذلك نتيجة لكروموسوم إكس واحد فقط، وأعتقد أن هذا الاختلال هو الأرجح وراء الاختلافات الملحوظة. وهذا العمل لم يخضع لمراجعة الأقران".
وقال أستاذ علم الفيروسات الجزيئية بجامعة نوتنغهام، غوناثان بول، إن دراسة منفصلة لم تجد أي أثر لفيروس كورونا في السائل المنوي للمرضى، ما يشير إلى أنه ليس "خزانا مهما" لفيروس كورونا.
وأوضح: "في دراسة مختلفة، والتي لم تتم مراجعتها من قبل الزملاء، تم اختبار السائل المنوي لعدد صغير من الذكور بحثا عن وجود فيروس كورونا أثناء تعافيهم من المرض، وكانت هناك أيضا عينة من الخصيتين من مريض آخر مات للأسف، ولم تثبت أي من العينات وجود الفيروس، ما يشير إلى أن الجهاز التناسلي الذكري لم يكن مستودعا مهما للفيروس".