أكد مسؤول رفيع في الشرطة الإسرائيلية أن المحققين توصلوا إلى "أدلة حساسة" تعزز مزاعم الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا، التي تقدمت بشكوى قبل حوالي عشرة أيام حول تعرضها لاغتصاب جماعي أثناء إجازة قضتها في فندق بمدينة إيلات (أم الرشراش)، بحسب ما جاء في القناة 12 الإسرائيلية.
وكُشف يوم الخميس الماضي، لأول مرة عن القضية، وورد حينها أن 30 شابا إسرائيليا، تناوبوا على اغتصاب الفتاة البالغة من العمر 16 عاما، في غرفة بأحد فنادق مدينة إيلات يوم الأربعاء 12 آب/ أغسطس الجاري.
وكانت الفتاة قد تقدمت بشكوى يوم الجمعة 14 آب/ أغسطس الجاري، إلى الشرطة عن تعرضها للاغتصاب الجماعي؛ ودفع العدد الكبير من المشتبه بهم، الشرطة إلى تشكيل طاقم تحقيق خاص بهذه القضية.
وأثار نشر تفاصيل واقعة الاغتصاب الجماعي، ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والاجتماعية ومنظمات حقوق الإنسان. ومن المتوقع أن تصل الاحتجاجات ضد العنف الجنسي التي انطلقت في أعقاب الكشف عن القضية، إلى ذروتها مساء اليوم، الأحد؛ حيث تنظم التظاهرات في عشرات المفترقات والشوارع الرئيسية في البلاد.
الجريمة تواصلت لساعات
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول في الشرطة أن الشبهات تشير إلى أن جريمة الاغتصاب استمرت لفترة طويلة، وأن لدى الشرطة مواد حساسة لا يرغبون في الكشف عنها في هذه المرحلة من التحقيق.
وشدد المصدر على أن الشرطة توصلت إلى نتيجة واضحة مفادها أن جريمة الاغتصاب تواصلت لفترة طويلة، وقال "هذا اغتصاب مروّع استمر لساعات".
"عدد المعتدين يصل إلى رقم من خانتين"
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم، موظفة رفيعة في الفندق بتهمة تشويش التحقيقات وعدم منع ارتكاب جريمة، بعد أن كانت الشرطة قد استدعتها في وقت سابق اليوم للتحقيق، حيث احتفظت بحقها في الصمت، وفضلت عدم التعاون مع المحققين.
كما استدعت الشرطة سبعة فتيان في السابعة عشرة من أعمارهم للتحقيق، للاشتباه بتورطهم في الجريمة. وسيتم عرض المشتبهين في وقت لاحق، اليوم، على المحكمة للنظر في تمديد اعتقالهم.
وكانت الشرطة قد اعتقلت فتيين يبلغان من العمر 17 عاما، بالإضافة إلى شابين بالغين كانا قد اعتقلا خلال الأسبوع الماضي، ومددت المحكمة اعتقالهما، علما بأن أحدهما المشتبه به المركزي وهو شاب يبلغ من العمر 27 عاما من مدينة الخضيرة.
ونقلت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤول في الشرطة أن عدد المشتبه بهم "يصل إلى رقم من خانتين"، علما بأن عدد المعتقلين حتى هذه اللحظة وصل إلى 11 مشتبها به.
مصداقية عالية لرواية الفتاة
وأكد مسؤولان في الشرطة تحدث أحدهما لـ"كان 11" والآخر إلى القناة 12، أنه مع التقدم في التحقيقات تترسخ لدى المحققين رواية الضحية التي باتت تحظى بمصداقية عالية.
وشدد أحدهما على أنه "مع مرور الأيام وجمع المزيد من الأدلة، فإن هذه الأدلة تدعم بشكل لا لبس فيه رواية الفتاة التي تحظى بدرجة عالية من المصداقية".
وأوضح أن "هذه القضية برمتها تستند إلى شهادة الضحية، وهذه الشهادة مدعومة بالأدلة التي جمعناها حتى الآن والنتائج التي توصلنا إليها وأمور أخرى".
ولفت المسؤول إلى أن الشرطة تستخدم "جميع الوسائل في التحقيقات، بما في ذلك الوحدات الإلكترونية والوحدات الرقمية".
وذكرت التقارير التي نقلت الأخبار الأولية عن واقعة الاغتصاب أنه في مرحل ما "بدأوا (المشتبه بهم) بشرب الكحول، وبعد مدة، ذهبت الفتاة إلى إحدى الغرف لاستخدام المرحاض، وفي نفس تلك الغرفة تم اغتصابها من عشرات الفتيان والرجال الذين تناوبوا على الاعتداء عليها".
وأشارت إلى أن أحد المعتقلين عمره 27 عاما، من سكان شمالي البلاد، كان تبادل الرسائل مع الفتاة. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه "في إحدى الرسائل، قال هذا الشخص إن لديه شريط فيديو لعملية الاغتصاب".