أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى ان الاحتلال صعد خلال السنوات الخمس الاخيرة من استهداف المقدسيين بالاعتقالات بهدف دفعهم الى الهجرة و إفراغ المدينة من اهلها الأصليين لصالح اليهود، وردعهم عن التصدي لمخططات الاحتلال بحق المدينة المقدسة .
وقال الباحث رياض الأشقر مدير المركز ان مجموع حالات الاعتقال في صفوف المقدسيين منذ بداية عام 2015 وحتى نهاية شهر يوليو الماضي وصلت الى ما يزيد عن 11 ألف حالة اعتقال منهم 3500 طفل، و 475 امرأة وفتاة .
وأوضح الأشقر أن سياسة الاعتقالات غدت ظاهرة يومية ملازمة للمقدسيين ، وأداة لممارسة الضغوطات عليهم واخضاعهم وارهابهم وفرض سياسة الأمر الواقع، بهدف خلق واقع معيشي واقتصادي وأمني قاسى، وغير مستقر لتهجير السكان ودفعهم الى ترك أرضهم ومقدساتهم طواعية لإيجاد حياة آمنة وكريمة بعيداً عن منغصات الاحتلال.
وأشار الأشقر الى ان الاحتلال لا يكتفي بـ الاعتقالات بحق المقدسيين بل يحاربهم بقرارات الابعاد والحبس المنزلي حيث أصدر خلال السنوات الخمسة الماضية وحتى النصف الأول من العام الجاري ما يزيد عن (2500) قرار إبعاد بحق المقدسيين سواء عن المسجد الأقصى، او القدس القديمة، وأصدر كذلك ما يزيد عن (1500) قرار بالحبس المنزلي.
وبين الأشقر أن الاحتلال يركز في استهداف المقدسيين على فئة الأطفال حيث أن ثلث حالات الاعتقال التي تستهدف المقدسيين هي لأطفال قاصرين، الذين يشكلون خط الدفاع الأول عن القدس ، اضافة الى فرض الغرامات المالية الباهظة بحقهم، ولا يتورع الاحتلال عن اعتقال أطفال في سن الخامسة والسادسة فقط .
وأضاف أن الاحتلال يستخدم الاعتقالات كأداة لاستهداف الوجود الرسمي الفلسطيني في مدينة القدس والمتمثل في السلطة الفلسطينية، حيث اعتقل الاحتلال محافظ القدس "عدنان غيث" ما يزيد عن 20 مرة منذ توليه منصبه، قبل عامين، وكذلك وزير القدس "فادي الهدمي" اعتقل العديد من المرات، بل اعتقل الشبان الذين قاموا بتعقيم شوارع القدس لحماية المواطنين من جائحة كورونا لأنهم يمثلون جهة رسمية.
وكذلك استهدف النواب المقدسيين حيث اعتقل النائب المقدسي "محمد ابوطير" العديد من المرات، والنائب "أحمد عطون" والنائب "ابراهيم ابوسالم" و والنائب "محمد طوطح" ووزير القدس السابق "خالد ابوعرفه، ولا زالوا مبعدين عن القدس بقرار رسمي منذ عام 2010 .
واستطرد ان الاحتلال ايضاً يستهدف الرموز الدينية لإرهابهم ومنعهم من التصدي لسياسات الاحتلال وخاصة اقتحام المسجد الاقصى المبارك، وعمليات التهويد المستمرة، وقد اعتقل الاحتلال العديد من الشخصيات الدينية أبرزها الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى العديد من المرات، والشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.