دراسة: الدواء الوهمي يقلل التوتر رغم معرفة الناس بذلك

الخميس 20 أغسطس 2020 12:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة: الدواء الوهمي يقلل التوتر رغم معرفة الناس بذلك



وكالات / سما /

كشف بحث جديد، عن قدرة الدواء الوهمي، على تقليل "الاضطراب العاطفي" حتى في الحالات التي تم إخبار الناس فيها مسبقاً أنهم يتناولون دواءً وهمياً ليس فعالاً.

وادعى الباحثون في تقرير نشرته مجلة sciencealert الأمريكية ، وترجمته "عربي21"، أن النتيجة قد تكون أول دليل من نوعه للعلاج الوهمي "غير المضلل" الذي يمنح تغيرات نفسية بيولوجية حقيقية وقابلة للقياس وليس فقط الفوائد التي تم الإبلاغ عنها ذاتياً أو نتائج سلوكية.

وتأثير الدواء الوهمي أو ما يعرف بـ "الغفل"، بالإنجليزية “placebo effect". يحدث عندما يتناول الشخص الدواء مقتنعا أن حالته ستتحسن، في حين لم يثبت في الواقع التأثير العلاجي لذلك الدواء على حالته.

وقال الموقع إن إحدى المشكلات التي واجهت العلماء هي الأخلاق: هل من الخطأ تضليل الناس وخداعهم للاعتقاد بأنهم يحصلون على دواء حقيقي بينما هم لا يحصلون على شيء فعلياً؟ هذا المأزق الأخلاقي أدى إلى مساع بحثية جديدة تستخدم مهدئات غير مضللة ومزيفة.

وعندما يجرب الباحثون تجارب تتضمن أدوية وهمية غير مضللة، يتم إبلاغ المشاركين بوضوح مسبقاً أنهم سيحصلون على دواء وهمي فقط، مع إخبارهم كيف يمكن للأدوية الوهمية أن يكون لها تأثير في ظروف معينة مع تقديم نتائج فسيولوجية مفيدة.

وهذه المعرفة - اعتقاد الناس بأن الأدوية الوهمية قد تعمل لصالحهم - كانت كافية لإطلاق تأثير الدواء الوهمي من تلقاء نفسه، دون انتهاك أي حدود أخلاقية.

ويقول الباحثون إن هذه الظاهرة الغريبة شيء قد نكون قادرين على استغلاله في العلاجات الصحية في العالم الحقيقي.

الباحث الرئيسي وعالم النفس داروين جيفارا من جامعة ولاية ميتشيغان وفريقه قاموا بتجارب اضطر فيها الناس إلى مشاهدة سلسلة من الصور المصممة لإثارة استجابة عاطفية سلبية.

وفي التجربة، تم إخبار نصف مجموعة عشوائية بأنهم سيحصلون على دواء وهمي (بخاخ أنف يتكون من محلول ملحي ولا يحتوي على أي مكونات نشطة). كما تم إبلاغهم بتأثير الدواء الوهمي وكيف يمكن أن يكون له تأثير حتى مع كونه كذلك.

إضافة إلى ذلك، قيل لهم إن بخاخ الأنف رغم أنه وهمي سيساعد في تقليل ردود الفعل العاطفية السلبية على الصور المعروضة المؤلمة.

وعلى النقيض من ذلك، لم يتم إخبار المشاركين في المجموعات الأخرى بأي شيء عن الدواء الوهمي أو تأثيره، وقيل لهم ببساطه إنه بخاخ ملحي يستخدم لتحسين وضوح القراءات الفسيولوجية في التجارب.

وقام الباحثون بتجربتين، أظهرت نتائج التجربة الأولى، أن المشاركين الذين تناولوا الدواء الوهمي أفادوا بأن لديهم مستويات أقل من التوتر العاطفي مقارنة بالمجموعة الضابطة.

أما في التجربة الثانية، التي تضمنت مخططا كهربيا للدماغ، بدا أن الدواء الوهمي غير المضلل يقدم دليلاً على انخفاض ملحوظ في العلامات الحيوية العصبية للاضطراب العاطفي، وقال الباحثون إن نتائج التجربة الثانية كانت جديرة بالملاحظة.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: "هذه النتيجة توفر دعماً أولياً بأن الأدوية الوهمية غير المضللة، على الأقل في مجال الاضطراب العاطفي، ليست مجرد نتاج لتحيز الاستجابة، ولكنها تمثل تأثيرات نفسية بيولوجية حقيقية".

وهناك الكثير من الأبحاث التي يتعين على علماء النفس القيام بها قبل تحويل هذه النتائج إلى علاجات عملية وآمنة ومثبتة يمكن تقديمها للمرضى.

وقال المؤلف المشارك جيسون موزر: "الأدوية الوهمية غير المضللة صنعت بحيث يمكن استخدامها في الحياة الروتينية، لذا بدلاً من وصف مجموعة من الأدوية، يمكن إعطاؤهم دواء وهمياً وإخبارهم أنه يمكن أن يساعدهم، وإذا اعتقدوا أنه يمكن أن يساعدهم بالفعل، فسيكون كذلك".