إثر استمرار الخلاف بين حزبي الليكود و"كاحول لافان" حول إقرار الميزانية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيادي في الليكود قوله اليوم، الأربعاء، إن "هذا قد يكون يوم الأربعاء الأخير لدورة الكنيست الحالية"، في إشارة إلى احتمال عدم المصادقة على مشروع قانون تأجيل إقرار الميزانية بالقراءتين الثانية والثالثة حتى يوم الإثنين المقبل.
وحسب القيادي في الليكود، فإن وزيري الأمن، بيني غانتس، والخارجية غابي أشكنازي، "سحقوا بأقدامهم الاتفاق الائتلافي في موضوع السيادة (مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية) والجهاز القضائي ومسألة تعيين كبار الموظفين. ولا تجري مفاوضات مع كاحول لافان منذ الأحد الماضي".
وأضاف أن "هذه الحكومة لا تعمل. ولم تكن لدي توقعات كبيرة منذ البداية، لكني لم أعتقد أن الأمور بهذا الشكل. لا يمكن العمل". وتساءل "هل سنتجه يوم الإثنين إلى الانتخابات؟ سيكون هذا مروع. لكن يبدو لي أن الاستمرار بهذا الوضع مروع أكثر".
وفي موازاة ذلك، تجول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم، في سوق "محانيه يهودا" في القدس، وهو أحد معاقل ناخبي الليكود. وتوقفت قافلة نتنياهو لدقائق معدودة واشترى ساندويشا، فيما صرخ الجمهور في السوق "بيبي ملك إسرائيل" و"يحيا بيبي".
وحسب القيادي في الليكود، فإنه فيما يتعلق بمواجهة كورونا، "ومنذ بداية العمل المشترك للحكومة، هناك إفشال منهجي للأعمال التي يقودها رئيس الحكومة ووزير الصحة. منع مداولات، بث رسالة للجمهور بأنهم يعارضون كل شيء. ولا يفعل ذلك كاحول لافان وإنما أفراد في الليكود أيضا".
وتابع أنه "بدلا من الإدراك أنه ينبغي اتخاذ قرارات قاسية، يحاولون نيل إعجاب الجمهور ويقوضون الثقة... وهناك ظواهر قاسية في أدائهم في الكنيست أيضا، مثل التصويت على استئجار الأرحام، علاج المثليين وغير ذلك. وعندما لا يكون هناك تكتلا ائتلافيا، فإن كل شيئ ينهار. والاتهام موجه هنا لكلا الجانبين، وأذا أرادوا استمرار عمل الحكومة فعليهم تغيير سلوكهم".
وتطرق القيادي في الليكود إلى الميزانية. "قلنا إن الوضع الذي يتواجد فيه الاقتصاد، لن نتمكن من المصادقة على ميزانية لعامين. وقلنا إنه دعونا نصادق الآن على ميزانية (للعام الحالي) ولاحقا على ميزانية جديدة (للعام المقبل). ورفض كاحول لافان ذلك لأنهم يخشون أن يتجه نتنياهو إلى الانتخابات القادمة كرئيس للحكومة".
وانتهى اجتماع لجنة المالية في الكنيست، اليوم، الذي ناقش مشروع قانون تأجيل التصويت على الميزانية، دون اتفاق، ما يعني أنه لن يتم التصويت عليه اليوم، وذلك بعد أن صادقت الهيئة العامة للكنيست، في الأيام الماضية، عليه بالقراءتين التمهيدية والأولى. وفي حال عدم المصادقة على مشروع القانون حتى منتصف ليلة الإثنين – الثلاثاء المقبلة، فإن الحكومة ستسقط وسيتم التوجه لانتخابات جديدة.
وبرزت خلال اجتماع اللجنة خلافات بين حزبي الليكود و"كاحول لافان"، بعدما طرح رئيس الائتلاف، عضو الكنيست ميكي زوهار، أربعة شروط من أجل تأييد الليكود مشروع القانون. والشروط هي السماح بـ"ليونة الميزانية" بنسبة 5% من حجمها، وميزانية لتفعيل مشروع "هيلا" التربوي، ورصد ميزانيات لمؤسسات الصهيونية الدينية ورصد ميزانيات للمعاهد الدينية اليهودية الحريدية.
واعترض مندوب "كاحول لافان" في اللجنة، عضو الكنيست إيتان غينزبورغ، على شروط الليكود، وقال إن "ميكي زوهار قال أمورا لم يتفق عليها الائتلاف، وإنما هي تعبر عن رأيه وحده، كما أن هذه الشروط لم تُقدم خطيا. ولا نوافق على أن تُدخل الكتل المزيد من الميزانيات من خلال تحفظاتها".
في هذه الأثناء، يطالب رئيس لجنة المالية، عضو الكنيست موشيه غفني، من كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية، بتحويل 400 مليون شيكل إلى ميزانية المعاهد الدينية. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" عن مصادر في الكنيست قولها إن طلب غفني يؤخر المداولات في اللجنة على مشروع قانون تأجيل التصويت على الميزانية.
وحسب مشروع القانون، فإنه سيتم التصويت على الميزانية في 3 كانون الأول/ديسمبر المقبل، ويتم تحديد موعد لتقديم الميزانية للكنيست حتى ذلك الحين. واقترح زوهار تأجيل التصويت على الميزانية لـ150 يوما بعد هذا التاريخ، شريطة المصادقة على الشروط التي طرحها.