قال خبير عسكري إسرائيلي إنه "بعد مرور 15 سنة على الانسحاب من قطاع غزة، فقد بات الأمر ملحاً بالعودة إلى تفاصيل هذه الخطة، وحيثياتها، لأنه في مثل هذا الأسبوع من عام 2005 تم إرسال الجيش الإسرائيلي في واحدة من أكثر مهامه تعقيدًا، وهي إخلاء المستوطنين من القطاع.
وأضاف ألون بن دافيد في سلسلته التلفزيونية على القناة 13، ترجمتها "عربي21" أنه "بعد خمسة عشر عاما، ما زالت غزة تشغل بالنا، وصواريخ حماس تهدد تل أبيب، وما وراءها، مما يطرح السؤال: هل كان الانسحاب كارثة أمنية، أم أنه حسن وضعنا الأمني بعد ذلك".
ولفت إلى أنه تم الانتهاء من الخطة في غضون 8 أيام، ولكن مع بقاء ندوب وجروح في جسدنا، بسبب ما باتت تسمى "لعنة غزة".
وأشار إلى أن "حكومة الليكود بزعامة مناحيم بيغن أقامت أواخر سبعينات وأوائل ثمانينات القرن الماضي مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة، وبلغت ذروتها في 18 مستوطنة، معظمها زراعية، يقل عدد مستوطنيها قليلاً عن 8000 نسمة، أكبرها في نيفيه دكاليم، وقد اعتبر المستوطنون أنهم يعيشون في غزة أشبه ما يكون في "جنة عدن"، لكن هذه الجنة اعترضتها الكثير من المشاكل والتحديات الأمنية".
وأوضح أنه "خلال الانتفاضة الأولى 1987، بدأت الحجارة وزجاجات المولوتوف، وتوقف الإسرائيليون عن زيارة غزة، وفي اتفاقيات أوسلو 1993، نقلت إسرائيل السيطرة على المدن إلى ياسر عرفات، ثم بدأت هجمات الجحيم وإطلاق النار على الطرق، وبحلول وقت اندلاع الانتفاضة الثانية أواخر العام 2000، كانت الأمور قد تحولت بالفعل إلى حرب، من خلال تنفيذ عمليات دامية في غزة، وأثمانها دماء إسرائيلية فادحة".
وأكد أنه "في غضون يومين فقط قبل الانسحاب، تم تدمير ناقلتي جنود مدرعتين للجيش الإسرائيلي، وسقط فيهما 13 جندياً، وبعد مرور عام على إرسال الجيش الإسرائيلي إلى عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية عام 2002، أذهل أريئيل شارون، أبو الاستيطان في المناطق الفلسطينية، إسرائيل والعالم حين أعلن فك الارتباط عن غزة، وأرسل الجيش في واحدة من أصعب المهام وأكثرها إثارة للجدل، وهي إخلاء المستوطنين".
الجنرال دان حالوتس رئيس أركان جيش الاحتلال خلال مرحلة فك الارتباط، قال من جانبه إننا "عشنا مشاعر صعبة، حدث فك الارتباط لم يكن سهلا بالنسبة لي في الداخل، كان الأمر صعبًا جدًا، لأن هذه المرة الأولى التي طُلب منا فيها أن نأخذ حدثًا بهذا الحجم يتمثل في أخذ مواطني إسرائيل، وبالسيف إلى خارج مستوطناتهم".
وأوضح أن "تنفيذ مهمة إخلاء المستوطنين من قطاع غزة تم مباشرة أمام الكاميرات، في غضون ثمانية أيام، قام الجيش الإسرائيلي بإخلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين من غزة وشمال الضفة الغربية، وخلال 15 عامًا من التاريخ منذ ذلك الحين، تم تسجيل ثلاث حروب كبرى في القطاع، لكن صواريخ حماس ما زالت تهدد تل أبيب وما وراءها".
حالوتس يعتقد أن "إسرائيل لا زالت لم تكمل خطوة الانسحاب من غزة بعد، يجب عليها أن تمنح الفلسطينيين فتحة على البحر، تمنحهم مطارًا، لأنه لا يمكنها الاحتفاظ بهم في هذه البقعة المحاصرة، سكان القطاع يريدون الخروج إلى العالم، يسعون للزيارة والتعلم، يجب أن تعطيهم ما يطلبونه، لأن الشعوب المحرومة تكون أكثر عدوانية، وعندما لا يكون لديك ما تخسره، فأنت على استعداد لخسارة كل شيء".