فلسطين للدراسات: الاهمال الطبي أداة القتل البطيء للأسرى في سجون الاحتلال

الأحد 16 أغسطس 2020 10:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال وادارة سجونها تستخدم سياسة الاهمال الطبي المتعمد كسلاح فتاك وأداة من أدوات القتل البطيء للأسرى جسدياً ونفسياً بترك  الأمراض تنتشر وتزداد خطورتها داخل أجسادهم.

وأوضح الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز أن سياسة الاهمال الطبي سبب رئيس في استشهاد (69) اسيراً  في السجون منذ عام1967، كان آخرهم الشهيد "سعدى الغرابلى" الذى تعرض لإهمال طبى واضح بعد تردى وضعه الصحي نتيجة الأمراض التي عانى منها، وقد امضى 26 عاماً في سجون الاحتلال وسبقه الاسير "سامى ابودياك" والذى تعرض لعملية قتل ممنهجة خلال سنوات معاناته من مرض السرطان .

وبين "الأشقر"  أن الاحتلال يهدف من سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج زيادة وتفاقم معاناة الأسرى و قتلهم ببطء وانعدام الامل في شفائهم، أو تحويلهم لأجساد هزيلة ومريضة وعالة على أسرهم وشعبهم بعد التحرر، بعد أن فشل الاحتلال من إفراغهم من محتواهم الوطني والثوري من خلال الاعتقال.

وعزا "الاشقر" وجود مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال  للأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى، والتي تفتقد للحد الأدنى من المقومات المعيشية والصحية السليمة، اضافة الى ظروف التحقيق القاسة التي يتعرضون لها في بداية الاعتقال، ثم سياسة الاهمال الطبي التي تتركهم فريسه للأمراض تنهش اجسادهم دون رحمه    .

واضاف ان الاحتلال كذلك يعرض حياة الاسرى للخطر الشديد نتيجة استهتاره بتوفير شروط الحماية والسلامة لهم في ظل انتشار جائحه كورونا ، الامر الذى يهدد بانتشار هذا الفيروس الخطير داخل السجون مما سيحدث كارثة حقيقة، ومما يدلل على ذلك اصابه عدد من الأسرى بين الحين والاخر، حيث وصل عددهم حتى الان 9 اسرى ومحررين .

وأشار الأشقر الى اصابة اكثر من (700 ) أسير بأمراض مختلفة، بينهم حوالى (150) اسير يعانون من أمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلى والسكري والضغط، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم ، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة .

وقال "الأشقر" أن المشاكل الصحية لدى الأسرى تكون بسيطة في بدايتها، ويمكن علاجها و السيطرة عليها  لو توفرت الرعاية الطبية الحقيقية بشكل عاجل،  ولكن الاحتلال يتعمد اهمال علاجها لفترات طويله تصل لسنوات مما يؤدى الى تفاقم أوضاعهم الصحية ووصولها الى اوضاع صعبة، ب تتحول مع طول الوقت لأمراض مزمنة و خطيرة يصعب علاجها .

واعتبر "الاشقر" سياسة الاحتلال بحق الأسرى تنتهك كل الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على أنه ( تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهريًّا، لمراقبة الحالة الصحية واكتشاف الأمراض في بدايتها، وتوفير العلاج اللازم لها .

وطالب " الأشقر" كافة المؤسسات الدولية الطبية بضرورة القيام بمسئولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على الاوضاع القاسية التي تؤدى الى اصابة الاسرى بالأمراض واستشهاد بعضهم فيما بعد، والوقوف على حقيقة  ادعاءات الاحتلال بتقديم خدمات طبية كافية للأسرى.