فاكرين ولا نسيتوا ؟ محمد يوسف الوحيدي

الأحد 09 أغسطس 2020 07:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
فاكرين ولا نسيتوا ؟  محمد يوسف الوحيدي




تثير دهشتي امكانية التحكم بالمزاج و الرأي العام بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي خاصة و الاعلام بالعموم . و تذكرت عملية احتلال عاصمة لبنان / بيروت  من قبل اسرائيل بعد ان زحفت محتلة و كاسحة لكل حياة من الجنوب الى الشمال وسط صمت عربي اسلامي مذهل لسنوات ثلاث .. ذبح خلالها آلاف و ضربت لبنان بالف الف طن من المتفجرات و القنابل و الصواريخ .. و داستها جنازير دباباتها و بساطير جنودها شبرا شبرا من شبعا الى مرفأ بيروت وشرد خلالها شعوبا و قبائل ..ولم يتصدى لهم الا القوات المشتركة .. قوات منظمة التحرير الفلسطينية و قوات الحركات الوطنية والقومية اللبنانية . 
الا ان عام ١٩٨٢ لم يكن هناك فيس بوك ولا تويتر ولا كانت قنوات التلفزيون مشفرة وغير مشفرة ولا كانت الجزيرة ولا غيرها من ابواق الفتنة و الوسوسة الذكية .. و الأهم ان الهجوم الاسرائيلي المخدوم من قبل الكتائب الصليبية قد تزامن  مع انطلاق  كأس العالم لكرة القدم 1982 في إسبانيا. والذي شهد دخول دولتين عربيتيين هما منتخب الكويت لكرة القدم والجزائر. وبدأ حصار وقصف الميليشيات وإسرائيل لبيروت يوم 13 يونيو 1982 وهو نفس اليوم الذي لُعبت به أول مبارة في المونديال بين الأرجنتين وبلجيكا. يعتقد الكثير بأن اختيار توقيت الاجتياح بالتزامن مع مونديال 1982 كان ضمن ترتيبات الاجتياح.انشغل العالم العربي وقتها بالإحداث المتسارعة في المونديال، فالجزائر فازت على منتخب ألمانيا لكرة القدم 2-1 في 16 يونيو، وعلى تشيلي في 24 يونيو. وفهد الأحمد الصباح رئيس الإتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك، قام بتعطيل مبارة الكويت ومنتخب فرنسا لكرة القدم في 21 يونيو محتجا على هدف رابع سجلته فرنسا في شباك الكويت بعد أن نزل إلى أرض الملعب لمدة سبع دقائق، واضطر الحكم الروسي ميروسلاف ستوبار لإلغاء الهدف. قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغريم الأمير فهد مبلغ 8000 جنيه إسترليني بسبب تدخله. وايقاف الحكم وعدم إسناد باقي مبارياته له.
يذكر جورج حاوي الصدمة برد الفعل العربي الشعبي فيقول:
   عدما يزداد القصف يزداد التحدي، ويخيل الآن أن العالم سيهتز إن بيروت تحترق، إن قذيفة قد دخلت ملجأ في برج البراجنة فقتلت 75 أو أكثر بريئاً، الآن العالم سيهتز، شوارع الجزائر ستنزل بها المظاهرات، فإذا بنا نفاجأ أن المظاهرة كانت تعمل لفريق الجزائر الذي انتصر على ألمانيا في كرة القدم.
بينما خرجت مظاهرات بسبب ما فسره العرب بالمؤامرة لإخراج الجزائر من الدور الأول في المباراة بين ألمانيا الغربية والنمسا في 25 يونيو. كانت المظاهرات الوحيدة في الشرق الأوسط التي خرجت تستنكر الاجتياح، كما  هي المظاهرات الضخمة التي نظمتها حركة السلام الآن في إسرائيل للمطالبة بالانسحاب من لبنان. كما قام الفريق الإيطالي بإهداء لبنان كأس العالم (رمزيا) تعاطفا معه.
وصدحت حناجر الثكالى و المقطعين و المصابين و المشردين المستضعفين فلسطينيين و لبنانيين ايامها باغنية وين الملايين ! فاكرين ولا نسيتوا ؟