عقد الوزيران الايراني محمد جواد ظريف والاماراتي عبد الله بن زايد اجتماعا عبر الفيديو كنفراس وهو حدث بلا شك يستحق التوقف عنده، نظرا لطبيعة العلاقة المتوترة بين البلدين التي كانت عنوان المشهد السياسي على ضفتي الخليج خلال الاعوام الماضية، فابوظبي حليفة السعودية التي اعلن ولي عهدها في وقت سابق ان لا مجال للحوار مع ايران وانه سينقل المعركة الى داخل الاراضي الإيرانية، وهي اي ابو ظبي من هاجمها ظريف نفسه بتصريحات حادة اللهجة قبل اشهر قليلة متهما اياها بالتعاون مع اسرائيل لمواجهة طهران.
وكانت الإمارات قد خفّضت مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران في كانون الثاني/يناير 2016 في خطوة لحقت بها بالسعودية التي اغلقت سفارتها على اثر مهاجمة محتجين ايرانيين السفارة السعودية على خليفة اعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر.
لا شك ان ثمة تغييرات طرأت على هذه العلاقة وفتحت خطوط حوار بين البلدين بعد التصعيد الكبير الذي شهدته مياه الخليج العام الماضي بدات بارسال ابو ظبي وفدا الى طهران قالت انه لمناقشة القضايا الملاحية، وانتهت بارسال ابو ظبي مساعدات لطهران في اطار مكافحة جائحة كورونا وهو ما لاقى تقديرا من الجانب الإيراني، لكن ما بين خطوط التواصل العلنية والسرية اقاويل كثيرة، منها زيارة مسؤول اماراتي رفيع المستوى طهران خلال العام الماضي.
اللافت ان اغلب وكالات الانباء تناولت الاجتماع الذي جرى امس بين وزيري الخارجية من زاوية التعاون لمواجهة خطر وباء كورونا، الا ان وكالات الانباء الايرانية تحدثت عن موضوعات اخرى تناولها الاجتماع تبدو اكثر أهمية، وقالت وسائل الاعلام الايرانية ان ظريف وبن زايد بحثا عبر الفيديو كونفرانس مسيرة التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ونقلت عن ظريف اشارته إلى الظروف الحساسة التي تعيشها المنطقة وتاكيده ضرورة اجراء الحوار واقامة التعاون بين البلدين وقال ظريف في اللقاء “من الممكن ان يستغل الآخرون الظروف الراهنة لزعزعة استقرار المنطقة، لكننا كجيران يجب أن نفكر في استقرار المنطقة”.
كما نقلت عن وزير الخارجية الاماراتي قوله ان التعاون الايراني- الاماراتي ضروري مؤكدا على استمرار المشاورات الثنائية وتحويل التحديات الى فرص. ولم تاتي وكالة انباء تسنيم الايرانية على سبيل المثال على ذكر اي اشارة لموضوع وباء كورونا بينما تحدث عن قضايا سياسية.
اللافت ايضا ان هذا التواصل الرفيع المستوى بين البلدين جاء بعد ايام من تهديد وزير الدفاع التركي خلوصي اكار لابوظبي وتوعدها بالمحاسبة، وهو ما يمكن ربطه بفتح الامارات حوارا مع ايران على مستو عال . فابوظبي يبدو انها تتجنب معادة قوتين اقليميتين كبيرتين في ان واحد، وقبل ذلك لابد من ملاحظة مؤشرات مراجعة ابو ظبي لسياسياتها الخارجية بشكل هادئ سواء في مقاربتها لحرب اليمن وسحب قواتها من هناك او على صعيد اعادة العلاقات مع سورية بالاضافة الى لجم بعض الاصوات الفتنوية ذات الطابع الطائفي التي تنطلق من ارض الامارات واخيرا مقاربتها للخصومة مع ايران.