اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن الاحتجاجات ضده "محاولة لسحق الديمقراطية"، وأنها تشهد "انتهاكا لجميع القواعد"، فيما أضاف أنه يدين أعمال العنف، وذلك في تصريحات له في جلسة الحكومة الأسبوعية، اليوم الأحد.
وتأتي تصريحات نتنياهو غداة مظاهرة حاشدة ضده أمام مقر إقامته في شارع بلفور بالقدس، قُدرت أعداد المشاركين فيها بأكثر من عشرة آلاف، ضمن موجة مستمرة من الاحتجاجات التي تطالب برحيله، وتتهمه بالفشل في التعامل مع أزمة كورونا الراهنة وتداعياتها الاقتصادية.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية خلال تفريق المظاهرة في القدس، 12 شخصا، فيما اعتقلت 5 أشخاص من أنصار نتنياهو للاشتباه باعتدائهم على متظاهرين؛ فيما تجنب نتنياهو التطرق إلى اعتقال عشرات الناشطين اليمينيين للاشتباه باعتدائهم على المتظاهرين ضده.
وهاجم نتنياهو وسائل الإعلام واعتبر أنها "تحرض على العنف"، وأدان ما أعتبره "الجانب الأحادي" الذي تعرضه وسائل الإعلام، وقال إنها "لا تعمل على تغطية المظاهرات، بل تشارك فيها".
وتابع إنهم "يصبون الوقود. هذه ليست وسائل إعلام مجندة فقط، بل إنها تعمل على التجييش كذلك. إنهم يصبون الوقوع على مظاهرات عنيفة بالأساس".
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، خلال جلسة الحكومة إن " "الحق في الاحتجاج هو شريان الديمقراطية والعنف يهدم أساس الديمقراطية". ودعا الشرطة لحماية المتظاهرين من العنف. وقال "أكرر دعوتي للجميع إلى الامتناع عن العنف، ولتتصرف الشرطة الإسرائيلية بالحد الأدنى من القوة المطلوبة والحفاظ على القانون وسلامة المتظاهرين".
وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنيّاع، اليوم، أنّ المظاهرة السبت، هي الأكبر أمام مقرّ إقامة رئيس حكومة "في موجة الاحتجاجات الحاليّة، والمظاهرة الأكثر تسييسًا والمظاهرة الأكثر تركيزًا. كل الأسهم وجّهت نحو شخص واحد، جزء منها بلباقة (’كن سالمًا واستقل’) وجزء منها بصلافة (’إلى السجن’)".
وأضاف برنيّاع أنّ على نتنياهو أن يكون قلقًا "أولا بسبب الاستمرارية، فهذه الموجة (من الاحتجاجات) ترفض أن تتراجع؛ ثانيًا بسبب الشّباب الذين يأتون إلى التظاهرات جماعاتٍ؛ ثالثًا، وهذه الأخطر من ناحيته، بسبب اليمينيين المعارضين. وأنا لا أتحدث عن مجموعات خارجة عن القانون أو عنيفة تتجمّع حول الألتراسات.. هؤلاء سيورّطونه.. أنا أتحدّث عن أكثر من مليون مصوّت يمين".
وادّعى برنياع أن نتنياهو لا يعرف كيف يتعامل مع موجة التظاهرات هذه، عبر احتوائها كما حدث في احتجاجات العام 2011 أو محاربتها في الشوارع. وتساءل "هل الطريق للتعامل مع الموجة الثانية هي الذهاب إلى انتخابات في تشرين ثان/نوفمبر؟ إن كان الحكم بناءً على الحماسة أمس في ساحة باريس بالقدس؟ بناءً على الغضب والفرح والتعطّش إلى التغيّير.. لست متأكدًا أن هذا هو الرّهان الصحيح".
واحتج عشرات الآلاف على حوالي 270 تقاطعا وجسرًا، في أنحاء البلاد، للأسبوع السادس على التوالي كجزء من احتجاج "الأعلام السوداء"، أمس، السبت، على "الأوضاع الاقتصادية" وسوء إدارة حكومة، بنيامين نتنياهو، للأزمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.