صعدت إسرائيل سياساتها لمنع أي نفوذ للسلطة الفلسطينية في شرق القدس عبر اعتقال كبار مسؤوليها ومنع أي أنشطة رسمية لها فضلا عن إغلاق مؤسسات فلسطينية في مجالات متعددة.
وعبر مسؤولون فلسطينيون عن قلقهم من هذه الاجراءات التي تزايدت مؤخرا معتبرين أنها تهدف بشكل متعمد لإنهاء الوجود الفلسطيني في المدينة.
ومددت محكمة إسرائيلية اليوم (الجمعة)، اعتقال محافظ القدس في السلطة الفلسطينية عدنان غيث لمدة سبعة أيام، علما أنه محتجز قيد التحقيق منذ السبت الماضي.
وقال عبدالله صيام نائب محافظ القدس، إنه تم اعتقال غيث بدعوى وجود ملف سري ضده، معتبرا أن احتجازه "لدواع سياسية تندرج ضمن منع أي نشاط فلسطيني في القدس".
واعتبر صيام أن "القضاء الإسرائيلي جزء من أدوات الاحتلال لتنفيذ مخطط طمس الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة في ممارسة الاعتقال السياسي".
وتعد هذه أطول فترة احتجاز لغيث بعد تكرار اعتقاله خلال العامين الماضيين.
ورفض الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد التعقيب على تمديد اعتقال غيث.
وقال روزنفيلد للصحفيين إن غيث ما زال موقوفا ويخضع للتحقيق من قبل جهاز الأمن.
ويواجه غيث تهمة مخالفة قانون تطبيق السيادة الإسرائيلية في القدس والعمل لصالح السلطة الفلسطينية في المدينة وربط ذلك بـ"الإرهاب".
وقبل يومين، داهمت الشرطة الإسرائيلية "مركز يبوس الثقافي" و"معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" في شرق القدس وصادرت سجلات ووثائق تخص المؤسستين.
وبحسب مصادر فلسطينية رسمية، أغلقت إسرائيل نحو 90 مؤسسة فلسطينية في شرق القدس خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، ضمن منعها السلطة الفلسطينية من القيام بأي مظاهر سيادية في المدينة التي تحتلها منذ عام 1967.
وذكر مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه، أن احتجاز غيث هذه المرة وإغلاق المؤسسات ومنع أي مظاهر للسلطة الفلسطينية في القدس "أمر خطير وصراع وجود تخوضه السلطة الفلسطينية في القدس".
وتم اعتقال غيث من قبل الشرطة الإسرائيلية منذ توليه مهام منصبه في أغسطس عام 2018 في 17 مناسبة متفرقة.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية قدري أبو بكر، إن تكرار اعتقال غيث الذي عينه الرئيس محمود عباس بمنصبه عام 2018 "يأتي في سياق استهداف القيادة الفلسطينية ومكونات السلطة".
وأصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانا استنكرت فيه "الإجراءات الإسرائيلية بحق عاصمتنا ومناضلينا"، مشيرة الى أنها "لن تثنينا عن التمسك بثوابتنا والدفاع عن مقدساتنا وعاصمتنا الأبدية".
ودشن نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تضامن مع المحافظ غيث، فيما قام آخرون بنشر صوره وسط دعوات للإفراج عنه وتمكينه من أداء مهامه.
واتهمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل بمحاولة "تهويد مدينة القدس وتفريغ سكانها من خلال الاعتقالات اليومية لرموز العمل الوطني كما جرى مع غيث".
فيما طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف، بضرورة التحرك السريع للضغط على إسرائيل لإطلاق سراح غيث.
وذكر بيان للوزارة، أنها عممت على السفارات الفلسطينية في العالم بضرورة التحرك العاجل مع مراكز صنع القرار في الدول المضيفة لتشكيل رأي عام وموقف دولي ضاغط للإفراج عن محافظ القدس.
أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ، فاعتبرت أن اعتقال غيث هو استمرار "للمخطط التصفوي للقضية الفلسطينية وتطبيق صفقة القرن الأمريكية والضم على الأرض".
واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية عام 2017 بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل الأمر الذي رفضه الفلسطينيون بشدة في ظل تمسكهم بالجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم العتيدة.