يشتكي بائع المواشي من غزة محمد القرعان من ركود كبير يخيم على مبيعاته رغم تبقي أيام محدودة على حلول عيد الأضحى المناسبة المعظمة لدى المسلمين.
ويقول القرعان من سكان وسط قطاع غزة إنه يتنقل لليوم الرابع على التوالي بين الأسواق على أمل بيع الأغنام لكنه لم يتمكن سوى من بيع ثلاثة رؤوس.
ويشتكى القرعان وهو أب لعشرة أبناء من تكبد خسائر فادحة لعدم تمكنه من بيع أغنامه، مشيرا إلى أنه في الأيام العادية يبيع أكثر من 20 رأس ماشية بمناسبة حلول عيد الفطر.
وألقت أزمة مرض فيروس كورونا الجديد بظلالها السلبية على تحضيرات سكان غزة لاستقبال عيد الأضحى نتيجة للأزمة المالية الحادة التي يعانون منها بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
ويشتكي تجار ومربو المواشي من ركود حركة البيع في أسواق غزة التي قد تتسبب بتكبدهم خسائر فادحة نتيجة عزوف الزبائن عن شراء الأضاحي بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة.
ويوضح القرعان أنه اضطر إلى عرض ماشيته للبيع بنظام التقسيط، لكن مستويات البيع ظلت محدودة "لأن الأوضاع الاقتصادية تقيد مستويات الإقبال على الأضحية لهذا العام".
وتتراوح أسعار كيلو الأغنام والخراف ما بين خمس إلى ست دولارات أمريكية، بينما تتراوح أسعار لحوم الأبقار ما بين 3.8 دولار إلى 4.8 دولار أمريكي، على حسب أنواع العجول المستوردة.
وبسبب ضعف الإقبال اضطر تجار إلى تقليل حوالي اثنين في المائة من أسعار المواشي الأصلية.
وتجمع العشرات من مربي المواشي "المحلية" في سوق "الحلال" وهو السوق المخصص لبيع الأغنام، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لبيع ما بحوزتهم من مواشي.
لكن على الرغم من انتظار التجار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس في نهار الصيف، لم يتمكنوا إلا من بيع بضع "رؤوس من الأغنام"، من أصل عشرات يمتلكونها.
ويشتكي الخمسيني مازن شحيبر صاحب مزرعة محلية لبيع المواشي جنوب مدينة غزة، من تكدس العجول في مزرعته وعدم بيعه سوى 15 واحدا فقط من أصل 250 آخرين.
ويقول شحيبر لـ (شينخوا) إن "هذا الموسم سيء جدا، وبسبب الوضع الصعب اضطررنا إلى خفض الأسعار ومع ذلك لم نتمكن من تحقيق الحد الأدنى من الأرباح المنشودة".
ويضيف بينما كان يشرف على إطعام العجول أن "الغالبية ظروفهم صعبة وحتى نبيع نقبل الاعتماد على آلية الدفع بالأقساط، على الأقل لتجنب الخسائر الكبيرة".
وانتشرت ظاهرة البيع بالتقسيط عند شراء الأضاحي في الأعوام الأخيرة التي اشتدت فيها ظروف غزة تدهورا بفعل امتداد حصار إسرائيلي مشدد منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع.
ويقول نصر المصدر في الستينيات من عمره إنه اشترى خروفا واحدا، على عكس ما اعتاد عليه خلال الأعوام الماضية بشراء اثنين وثلاثة لمناسبة عيد الأضحى، بسبب سوء أحواله المالية.
ويضيف نصر لـ (شينخوا) أن "أزمة كورونا بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي، أثرت سلبا علينا كزبائن، فهناك أعداد كبيرة امتنعت عن شراء الأضاحي هذا العام".
ويتم ذبح الأضاحي بعد سماع التكبيرات من المساجد في ساعات الصباح الأولى من اليوم الأول من العيد لتوزيع اللحوم على الأهل والجيران، والاحتفاظ بكمية غالباً ما تكون الثلث من أجل الأكل والاستهلاك الشخصي.
وأعلنت وزارة الزراعة التي تديرها حركة حماس في غزة أن مزارع القطاع يتوفر فيها حاليا 12 ألف عجل وحوالي من 25 إلى 30 ألف رأس من الأغنام، بما يفي بحاجة القطاع.
وضاعفت أزمة كورونا بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في غزة، وفق ما تظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني التي أظهرت في يوم العمال العالمي مطلع مايو الماضي، أن معدل البطالة في القطاع وصل حوالي 56 في المائة.
كما أن حوالي 83 في المائة من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر فيما يبلغ معدل الدخل اليومي للفرد 2 دولار أمريكي، وذلك بحسب اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة، وهو ما يعد الأسوأ عالميا.
ويقول مسئولون في غرفة تجارة وصناعة غزة إن "العوز والفقر ينتشران بشكل قياسي في صفوف السكان ما يجعل الركود يضرب أسواق قطاع غزة خصوصا مع حلول مواسم ومناسبات تتضاعف فيها المصاريف.