وهل صحيح ان ألقصف الاسرائيلي على سوريا أمس ادى إلى تدمير منظومتي باور وخردات؟!

لماذا جاءت الضربة اسرائيلية وليست ايرانية؟ محمد النوباني

الثلاثاء 21 يوليو 2020 03:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا جاءت الضربة اسرائيلية وليست ايرانية؟ محمد النوباني



محمد النوباني

 ليس  غريباً او مفاجئاً أن تقوم اسرائيل بشن غارات جوية وصاروخية على سوريا، فهي تستبيح سوريا متى ارادت ومتى توفرت لها معلومات استخبارية من الارض او بواسطة الاقمار الصناعية،حول تموضع ما معين للمستشارين الإيرانيين او عن نقل اسلحة كاسرة التوازن الى حزب الله اللبناني،حسب ألمزاعم الاسرائيلية، منذ اندلاع الحرب في سوريا وعلى سوريا عام 2011.
ولكن ألغريب وألمفاجئ أن تأتي هذه الغارات بعد سلسلة من  التطورات ألتي كانت توحي بأن  اسرائيل سوف تتردد كثيراً  قبل ان تقوم بقصف أهداف ايرانية او غير ايرانية في العمق السوري. ليس لانها تترقب رداً عسكرياً او هكذا يفترض من ايران  لا سيما بعد ان إعترفت بعض الأوساط الاسرائيلية تلميحاً وبصورة غير رسمية تصريحاً بان الكيان الاسرائيلي يقف وراء التفجيرات التي شهدتها ايران مؤخراً. بل وايضاً لان انتشار وباء كورونا في إسرائيل ووجود الآف العسكريين الإسرائيليين في الحجر الصحي ليست مواتية لخوض مواجهات عسكرية كبيرة او حروب.
لقد كانت التفجيرات التي شهدتها ايران وتحديداً التي استهدفت منشأة نطنز النووية ومنشأة إنتاج الصواريخ الباليستية في برتشين ومصنع لإنتاج السفن في بندر عباس ومنشآت للغاز وأخرى تابعة للحرس الثوري مؤلمة جداً لأيران وساد إنطباع لدى بعض الأوساط الإيرانية وأخرى مؤيدة المحور المقاومة بأن عدم الرد على الاعتداءات الجويةو الصاروخية الاسرائيلية في سوريا وبالتالي ردعها اسوة بردعها في قطاع غزة من قبل المقاومة الفلسطينية قد شجعها على نقل إعتداءاتها إلى العمق الايراني الامر الذي يتطلب ردوداً من ايران والمحور حتى لا تستباح ايران كما استبيحت سوريا..
 على هذا الضوء فقد سافر رئيس الأركان الايراني محمد باقري ألى دمشق ووقع مع وزير الدفاع السوري على اتفاقية تعون عسكري بين البلدين تضمنت بنداً صربحاً ينص على إلتزام ايران بتحديث وتطوير الدفاعات الجوية السورية الامر الذي أثار قلقاً في أوساط المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين الذين اعتبروه اتفاق إعلان نوايا بين البلدين يحمل نوايا عدوانية تجاه اسرائيل.
وعلى الرغم من انه لم يصدر عن ايران وسوريا  اي تصريح رسمي يقول بأن اتفاق تطوير الدفاعات الجوية السورية نص على تزويد الجيش السوري بمنظومتي دفاع جوي أيرانيتين من طراز خردات تبلور المتطورتين والتي أسقط الحرس الثوري الايراني بواسطة إحداها طائرة الاستطلاع الامريكية من طراز “جلوبال هوك” العام الماضي إلا أن صحيفة “يديعوت احرونوت” أكدت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء ان الغارات الاسرائيلية التي استهدفت دمشق امس ادت الى تدمير المنظومات دفاع جوي ايرانية.
ولكن سواء أكان هذا الخبر صحيحاً ام لا؟فإن الامر المؤكد ان اسرائيل لم تكن لتجرؤ على القيام بتلك الغارات الويةالتي قال عنها زياد حلبي مراسل فضائيتي العربية و الحدث  السعوديين بانها استهدفت إحباط هجوماً انتقامية كانت تحضر له ايران انتقاماً لتفجير نطنز واجتماعاً لقيادات ايرانية وأخرى من حزب الله مما أدى إلى مقتل جنرال ايراني لو انها لم تكن متأكدة وبنسبة مرتفعة جداً بأن الامور لن تؤدي إلى إلى رد عسكري ايراني او على الاقل بان الرد في حال حصوله لن يؤدي الى نزول الاسرائيلين الى الملاجئ.
ناهيك ايضاً بأن نتنياهو تلاحقه مظاهرات غير مسبوقة مطالبة باستقالته على خلفية سوء إدارته لملف كورونا وتم تحديد موعد جديد لمحاكمته وبالتالي فإنه لو كان يخشى من تؤدي الغارات التي يأمر بشنها على سوريا من اجل زيادة شعبيته الى إندلاع مواجهة عسكرية كبيرة  او حرب شاملة مع محور المقاومة لما اقدم على ما اقدم عليه بالأمس لانه سيقال عنه بانه ضحى بأمن اسرائيل من اجل مصالحه الشخصية.
ومع ذلك فإن التحليل السياسي يبقى تحليلاً سياسياً وقد تتغير المعطيات بين لحظة وأخرى كما قد ينقلب السحر على الساحر لان توالي الاستفزازات والاهانات الاسرائيلية للمحور قد تؤدي إلى رد انتقامي كبير لا تستطيع اسرائيل تحمل نتائجه.
كاتب فلسطيني