عن الحرب و السياسة ،،، محمد سالم

الخميس 16 يوليو 2020 10:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عن الحرب و السياسة ،،، محمد سالم



قيل ان "الخطأ السياسي أكثر من جريمة" وفىها تكون أسوأ الأمور  هى تلك التى لا لزوم لها ، والسياسة ليست فرعاً من فروع الاحتيال  والنفاق او لندالة كما هو شائع، السياسة هي أعلى درجات نبل الإنسان ،بمعنى كن صادقاً مع شعبك وامام العالم أو تجمل بالسكوت ، النفاق غير مطلوب لا فى السياسة ولا فى قضية شعب ، المجاملة ممكن أن تكون مقبولة لكن النفاق في السياسة أمر  خطير للغاية.

و أسوأ الأمور  التى لا لزوم لها ، الكلمات.. لقاءات .. ومؤتمرات ، وبرغم من ذلك لم يغادر قطار المصالحة
محطة الضياع النهائية ، اين المصالحة؟  فقد طال شوقنا اليها فلتبرز من ذلك الخدر إنا  لها منتظرون ، على رصيف محطة الكلام بلا افعال ، فكل  الكلمات واللقاءات التى لا تشارك أو تدفع إلى صنع الاتفاق و الفعل تنتمى إلى عالم الاحتيال والتضليل ، فيختفى بذلك دورها فى حماية القضية والشعب ، بل تصبح عبئاً عليه ، كما هو الحال الأن ، ولسوء الطالع او الحظ الهباب والمشكلة الكبرى ، ان الموكل اليهم حل مشكلة الوطن  هم انفسهم المشكلة !! واصبحوا  طرف  في المشكلة وليسوا جزء من الحل !!!

و كما ان حسن الطالع يسعى لبعض الناس ، أما النحس فهم يجلبونه إلى شعوبهم ، عندما يقومون بفعل أشياء لا لزوم لها. تؤدى  إلى تلال من تراب الفقر والجوع والقبح والخراب ،  وكما هو الحال مع ضعاف العقول فقراء النفوس ، الذين  يعتقدون أن الحيل دلالة على التفوق وحدة الذكاء. هم يحتالون على المجتمع وعلى وحدة شعبهم ، وعلى استعداد أن يلجأوا إلى الحيل إلى الأبد ؛ ومن الحكمة ألا نطمئن الاطمئنان التام، لمن خدعونا سابقًا حتى وإن كان خداعهم مرةً واحدة.

فهذه ألافعال لا تجلب لنا احترام العالم. إذا كنت في حاجة إلى احترام العالم يجب ان تحترم قضية شعبك ، ووحدة شعبك ، امام العالم ، وايضا نفسك وتحترم عقول الناس ، وتقدم حل وابداع اذا وجد. العقل المبدع ،  فالحل  يتطلب اعلان الدولة ، ووجود حكومة واحدة موحدة تتولى امور القضية والشعب ، فلا يمكن لنا العبور نحو الحرية والاستقلال إلا بالوحدة الوطنية، واقامة الدولة ، وبرنامج سياسي واضح يعيد للقضية الشريفة عدالتها و أولوياتها أمام المجتمع العربي والدولي. وسرعة التوصل  الي اتفاق ، واعلان الدولة  يبعدنا عن التجاذبات فى المنطقة والتى يدفع ثمنها بالتأكيد من دماء شعبنا.

وبعد كل هذه السنوات الطويلة من الانقسام ، هل ينضج بداخل عقولهم ما نسميه لحظات التفكير الايجابي؟ وبالتالي يصبح على الطاولة حل سياسيا  مبدعا  ، بعد الاستنارة والمراجعة ، و يعيدون تصحيح مساراتهم، ويعملون بجد على  ما وافقوا عليه بحماسة من قبل، وان يقدموا للقضية الوحدة ، وللوطن والمواطن العدل والحق والاهتمام. ام أنهم عجزوا عن تغيير ما بأنفسهم وظلوا يواجهون التحديات الحالية ،  بنفس الحيل والبطء والكسل القديم ، فلا يوجد حل مبدعا وتفكير صحيح بمعزل عن نفوس صحيحة، التفكير الصحيح هو من صفات السياسيين بحق ، هكذا ينجح البشر في حياتهم عندما يتبنى القادة المخلصين أمرهم .

فالسياسة الناجحة وعبقرية الافكار ، مع الثقافة والمعرفة ودرجة التعليم العالية والخبرة كلها أمور هامة ولكن قبل ذلك كله.. درجة اعتبار قضية الشعب قبل الحزب ، واحترام الناس قبل  النفس ، فهل يصبح هذا ،واجبا عند هؤلاء المرشحين لإدارة حياة الناس؟ ومع ذلك فأنا " اسرائيل" تعترف  لهم بالعبقرية السياسية، لقد تمكنوا من صرف أنظار العالم كله عن قضية العرب الاولي.

وعن  ذكرى الحرب والعدوان الهمجي ، فالمتغيرات التى أحدثها الصمود الاسطوري لشعبنا وتلاحم مقاومته الباسلة باتت تمثل رافعة للمشروع الوطني والحرية والاستقلال وقيام دول فلسطينية معترف بها ، ولها الحق فى الدفاع عن شعبها ضد العدوان الصهيوني ، فنحن لم نسع لحرب مع أحد، ولم نعلن الحرب على أحد، ولكن يبدو أن الحرب هي قدر بعض الشعوب.. أقصد الحرب دفاعا عن النفس ؛ يري كلاوزفيتز أبو الاستراتجية ، ان الشعوب تبدع فى حالة الدفاع أكثر من الهجوم ، ثم يقول ان الحرب الحقيقية هى الدفاعية.

هذا هو قدرنا بل قدر المنطقة العربية كلها ، بوجود خنجر بقلب العرب ، وعلى الناس أن تتحمل أقدارها بنبل وصبر  فلا يوجد احد  يرحب بأن يكون جارا لكيان من القتلة.. لا أعتقد أن دولة ما  ترحب بذلك،
هل تتصور أنه يمكن العيش في سلام عندما يكون جيرانك من قطاع الطرق ومن القتلة؟ حتى الآن، لا توجد طريقة تمنع العقارب من لدغ الآخرين، كما لا توجد طريقة لإرغام فيروس كورونا، على عدم ممارسة قتل الناس ،و لا أحد يستطيع منع «اسرائيل» من ممارسة الشيء الوحيد الذي يتقنونه وهو حرق الناس ونهب ارضهم و أموالهم وقتلهم .. كل من يحترم نفسه على وجه هذه الأرض، عليه أن يحارب الاحتلال والظلم والقهر  والفساد ؛ نحن فرضت علينا حالة الحرب بسب احتلال عنصري قاتل ، واغتصاب وسرقة وطن بأكمله ، وبالتالي فالقضية في حاجة للعقلاء الموحدين  الناضجين في كل مكان.