معاريف - بقلم: د. حاييم مسغاف "لا أدري كيف أقول هذا برقّة: لم يعد لوجود الحكومة بتركيبتها الحالية أي معنى. فكل هذه الآلية (رئيس وزراء قائم وإلى جانبه رئيس وزراء مستقبلي، وكل منهما يعين “وزراءه”) يخلق فوضى قيادية لا تسمح بقدرة حكم مناسبة. إذا أخذنا رغبة بنيامين نتنياهو مثلاً في فرض القانون الإسرائيلي على أجزاء في يهودا والسامرة، حالياً، لم يتمكن من عمله؛ لأن وزراء كباراً من “الطرف الآخر” عرقلوا الخطوة، كما أفشلوا إمكانية تشكيل لجنة تحقيق برلمانية تفحص سلوك القضاة عند بحثهم في شؤون من يردون عندهم في قائمة من يحظر النظر في شؤونهم".
تصدى معسكر اليمين في الانتخابات لموضوع المطالبة بإصلاح جهاز القضاء، وإذا لم يكن بوسعه أن يحقق ذلك فلماذا عليه الاستمرار في هذه الصيغة الشوهاء؟
وهاتان بالطبع مجرد نموذجين من أصل نماذج كثيرة أخرى تثير السؤال في قلبي: لماذا أجريت الانتخابات الأخيرة، وتلك التي سبقتها، إذ حصل أن من أردت أن يتحكم في جدول الأعمال لا يمكنه أن يفعل ذلك؟ لم أكن أريد حكومة حلول وسط أليمة، كما لم أكن أريد أن يقف على رأس وزارة العدل شخص يتصرف، برأيي، كما يتصرف رئيس لجنة عمال. ولكن في ضوء توزيع كريه للقوى كهذا داخل الحكومة، ليس هناك سبيل بتوجيهه نحو باب الخروج. فالاتفاق الائتلافي الشاذ في سخافته يحميه.
أستمع كل مساء لمقدمي الأخبار وضيوفهم، مثلما أستمع للسياسيين المختلفين، ولا أجد الكثير من الأقوال الفهيمة في ما يقولون. الكل يقترح، بأطياف مختلفة، كيفية الاختباء من الفيروس. وأقول، الفيروس ينتظرنا حيثما كنا. لقد جربنا الاختباء منه. أغلقنا على أنفسنا على مدى بضعة أسابيع، وعندها بدأ الانخفاض في عدد المصابين، ولكن ما إن خرجنا حتى وجدنا الفيروس بانتظارنا.. في المدارس، وقاعات الأفراح، ونوادي اللياقة البدينة، والمطاعم والمستشفيات…
ما من سبيل للهرب منه. يجب أن نتعلم كيف نتعايش معه إلى أن يمر الغضب. وإذا كان هكذا هو الحال، فلماذا تشكلت هذه الحكومة شوهاء الوجه؟ فالفيروس على أي حال لم يفزع منها، وسيبقى حياً يتنفس ويركل ويجتهد ليخلق أشكالاً له جديدة، أكثر فتكاً بكثير.
ما يقودني إلى التفكير في الأمور التي تهمني حقاً: كبسط السيادة على كل بلاد إسرائيل الغربية، من البحر وحتى النهر، أو عن إعادة جهاز القضاء إلى القمقم الذي أخرجه منه إيهود باراك في حينه. وإلى جانب ذلك، ينبغي إبقاء الاقتصاد مفتوحاً. من أراد وضع الكمامة فليفعل؛ وكل الباقين فليحملوا مصيرهم بأيديهم. إذاً، لتبق النوادي الرياضية مفتوحة، ومثلها المطاعم، وقاعات الترفيه، وشواطئ البحر والحدائق. ومن أراد الاختباء في بيته فليفعل. أما الآخرون فليرقصوا مع الفيروس.
مهما يكن من أمر، فإن هذه المهزلة الحالية يجب أن تنتهي، ولكن ليس عن طريق انتخابات إضافية. القانون الأساس للحكومة يقترح عدة إمكانيات لتغيير تركيبة الائتلاف الحكومي دون حل الكنيست. الانتخابات الجديدة ليست سوى خيار واحد منها.61 نائباً، مثلاً، يمكنهم أن ينتخبوا حكومة أخرى ورئيس وزراء آخر في ظل تصويت بحجب الثقة عن الحكومة القائمة. كما توجد إمكانيات أخرى لإعادة توزيع علاقات القوى في الكنيست. وأنا واثق أن هناك غير قليل من النواب ممن سيفضلون إمكانيات لا تتضمن انتخابات جديدة خشية اختفائهم من الخريطة السياسية.
لاعبو الورق يسمون هذا بلغتهم “فريش”: إعادة ترتيب الأوراق كي تبدأ اللعبة من جديد.