بروكينغز: إيران ورطت السعودية في حرب مكلفة.. واليمن تمزق ومن الصعب إصلاحه

الثلاثاء 07 يوليو 2020 04:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
بروكينغز: إيران ورطت السعودية في حرب مكلفة.. واليمن تمزق ومن الصعب إصلاحه



سما / وكالات/

تحت عنوان “المصيبة اليمنية أصبحت كارثية”، قال المحلل السابق في سي آي إيه بروس ريدل بمقال نشره موقع “بروكينغنز” إن الحرب التي مضى عليها خمسة أعوام تزداد حدة ويتمزق فيها البلد في وقت يجلب فيروس كورونا الويل على أفقر دولة في الشرق الأوسط.

وأصبحت الحرب عبأ على الاقتصاد السعودي وقللت الآمال في إنجاز مشاريع تنويع الاقتصاد. وبرزت إيران كرابح أكبر في هذا المستنقع. ويضيف أن الطيران الحربي السعودي شن غارات على العاصمة صنعاء ومدن أخرى في شمال البلاد تقع تحت سيطرة المتمردين الحوثيين. وبلغ عدد الغارات التي ضربت العاصمة 40 فيما شن التحالف هجوما آخر على مدينة صعدة، مركز ولادة الحركة الحوثية. وفق ما ارودته صحيفة القدس العربي.

وقال السعوديون إن الهدف من الغارات هو ملاحقة وقتل مسؤولين حوثيين. وجاءت الهجمات بعد استهداف الحوثيين مدينة الرياض ومدنا وبلدات سعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة. وزعم السعوديون أنهم أسقطوا الصواريخ، فيما زعم الحوثيون أنها ضربت وزارة الدفاع السعودية. ويعلم التصعيد فشل جهود أشهر لترتيب وقف إطلاق النار، بما فيها دعوة سعودية لوقف النار من طرف واحد. ويعرف السعوديون أن الحرب كلفتهم مبالغ طائلة في وقت هبط فيه الطلب العالمي على النفط، ونقصت بالتالي موارده. وتبيع السعودية برميل النفط بـ 40 دولارا، أي بنصف ما تريده لميزانيتها.

ويضيف ريدل أن التفاصيل عن جهود وقف إطلاق النار غير معروفة، وبالتأكيد لا يريد الحوثيون التخلي عن ساحة معركة ينتصرون فيها على الأرض. فالحرب تعبئ اليمنيين ضد السعوديين المكروهين. وبسبب فيروس كورونا أغلقت السعودية الحج السنوي إلى مكة أمام القادمين من الخارج. ويعد هذا نكسة خاصة أن الحج يعتبر موردا اقتصاديا مهما. وزادت حالات الإصابة بالفيروس في السعودية ودول الجوار أيضا، مثل البحرين وقطر وعمان. وتجاوز عدد الحالات في السعودية 200.000 حالة بما فيها حالات بين أفراد العائلة الحاكمة. وأعلن ولي العهد محمد بن سلمان، مهندس الحرب المتهورة في اليمن، عن خطط تنويع اقتصاد وبناء مدينة جديدة على ساحل البحر الأحمر، ولكن هذه الخطط ستتوقف بسبب الاقتصاد الضعيف.

وفي جنوب اليمن سيطر الانفصاليون على عدن والجزيرة الإستراتيجية سقطرى وأخرجوا الموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وتخضع مناطق أخرى من الجنوب لسيطرة المتشددين، مما يصعب إعادة توحيد البلاد من جديد. وأدت الحرب لمقتل حوالي 100.000 شخص، ويحتاج 80% من اليمنيين للمساعدة، والآن بدأ فيروس كورونا يعيث فسادا وسط السكان الفقراء.

وقال مدير صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة في اليمن: “الأزمة وصلت إلى مستويات كارثية” وتزداد سوءا بسبب قلة الأموال نظرا للركود العالمي. ويعيش الحوثيون حالة إنكار من الوباء، وعادة ما يقدمون أرقاما متدنية وغريبة عن الإصابات والوفيات. ولكنهم يسيطرون بشكل كامل تقريبا على كل شمال اليمن. وتقدم لهم إيران الدعم خاصة في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار. والمساعدة هذه رخيصة حيث يحصل الإيرانيون على خبرة جيدة في مجال القدرات لصواريخهم وطائراتهم المسيرة. وهذه التجربة مساعدة لحزب الله وغيره من الجماعات الموالية لإيران على تحسين قدراتها.

وورطت إيران منافستها الإقليمية في كارثة باهظة الثمن باليمن، وبدون طريق للخروج منها. وستظل سمعة السعوديين مشوهة بسبب الكارثة الإنسانية التي خلقوها ولسنوات قادمة، أما سمعة ولي العهد فقد أصبحت مسممة. ورغم المشاكل التي تعاني منها إيران مثل الفيروس والتفجيرات الغامضة والاقتصاد إلا أنها تظل منتصرة في اليمن.