أثارت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأخيرة، بشأن وجود حوار جيد وموضوعي مع الإدارة الأمريكية حول خطة فرض السيادة بالضفة الغربية، التكهنات حول إمكانية تأجيل الخطوة الإسرائيلية بسبب الضغط الدولي، والخشية من التداعيات الأمنية.
وقال نتنياهو أمام كتلته البرلمانية الاثنين، إن "هذه الخطة عملية معقدة، لا يمكن الإفصاح عنها لأسباب سياسية وأمنية"، دون التطرق لإمكانية تأجيل التنفيذ المقرر يوم الأربعاء في الأول من يوليو المقبل.
وفي حين نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر أمريكية، أن "بسط السيادة على الضفة الغربية، لن يطبق الأربعاء كما أعلن نتنياهو"، إلا أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رجحت تنفيذ خطوة الضم دون تأجيل أو تأخير.
وقالت يديعوت، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصمم على تنفيذ تعهده ببدء ضم أجزاء من الضفة الغربية ربما يوم الأربعاء.
ورجحت الصحيفة، تنفيذ خطوة الضم دون تأجيل أو تأخير، مشيرة إلى أن اليمين الإسرائيلي والقومي اليميني رحب برؤيته بإعادة رسم الخرائط، بما تتماشى مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورأت الصحيفة أنه "لا يوجد الكثير لمنع نتنياهو من الشروع في خطة، يمكن أن تغير بشكل دائم المشهد بالشرق الأوسط"، منوهة إلى أن "اليمين يعتقد أن ضم أجزاء أو كل الضفة الغربية، يعد حيويا لأمن إسرائيل، وجزء لا ينفصل من أرض إسرائيل التوراتية".
واستدركت الصحيفة: "لكن معظم دول العالم تعتبر الضفة الغربية، أرضا محتلة، وتصنف عشرات المستوطنات الإسرائيلية بأنها غير شرعية"، موضحة أن "ترامب قلب سياسة الولايات المتحدة، واعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بالضم الإسرائيلي للجولان، وبشرعية المستوطنات".
ولفتت إلى أن نتنياهو بدأ العام الماضي بالحديث عن الضم خلال حملته الانتخابية، متخيلا سيطرة إسرائيلية دائمة على 30 بالمئة من الضفة الغربية، بما في ذلك جميع المستوطنات ومنطقة وادي الأردن الاستراتيجية، مبينة أن الولايات المتحدة وتل أبيب شكلتا لجنة مشتركة، لتحديد المناطق التي يمكن لإسرائيل الاحتفاظ بها.
وشددت الصحيفة على أن خطوة الضم بالضفة لن تغير الواقع بشكل فوري، إنما سيبقى الفلسطينيون بمدنهم وقراهم، بينما سيعيش الإسرائيليون في مستوطناتهم، معتقدة أن احتجاج السلطة الفلسطينية على الخطوة، لن يتطور إلى "شكل عنيف".
واستدركت: "لكن مع مرور الوقت، هناك خطر أكبر من الصراع"، موضحة أنه "قد يصبح التنقل بين المناطق الفلسطينية أمرا صعبا، لحاجتهم للعبور من الأراضي التي جرى ضمها للسيادة الإسرائيلية"، متوقعة أن "يجبر انهيار السلطة إلى إمساك تل أبيب بزمام الأمور لحكم الفلسطينيين".
وتابعت: "قد يؤدي ذلك إلى دعوات فلسطينية ودولية لإقامة دولة واحدة ثنائية القومية، تتمتع بحقوق التصويت للجميع، وهو سيناريو يمكن أن يوضح نهاية إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه رغم التحذيرات الدولية والعربية من الضم الإسرائيلي، إلا أن تل أبيب وواشنطن تعتمدان على السجل الضعيف للمجتمع الدولي، في ترجمة الخطاب إلى عمل ملموس، موضحة أنه "بعد أيام من تحذير الإمارات من الضم، توصلت شركتان إماراتيتان لاتفاقيات تعاون مع شركاء إسرائيليين لمكافحة كورونا".
وأكدت أنه "بفضل الفيتو الأمريكي على قرارات مجلس الأمن الدولي، فيبدو أن العقوبات الدولية غير واردة"، إضافة إلى أن الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، تجعل رد الفعل الأوربي المنسق غير مرجح أيضا.
وحول العقبات التي تقف أمام خطة الضم الإسرائيلية، قالت "يديعوت" إن العقبة الوحيدة أمام نتنياهو هي من الداخل، مبينة أن "المسؤولين الأمريكيين يقولون إنه من غير المحتمل السماح لإسرائيل، بالمضي قدما، ما لم يتفق نتنياهو مع شريكه بالائتلاف الحكومي بيني غانتس".
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات غانتس الأخيرة، والتي شدد فيها على ضرورة التحرك الإسرائيلي المنسق مع الشركاء الإقليميين، مؤكدا أن "أولويته القصوى الحالية هي إنقاذ إسرائيل من أزمة فيروس كورونا، وأي شيء لا علاقة له بالفيروس سينتظر".