أصدرت المحكمة المركزية في تل أبيب يوم أمس الأربعاء أمرًا احترازيًا يقضي بوقف أعمال البناء لملجأ للمشردين في يافا، وسط استمرار الاحتجاجات بعد أنْ تبين أنّ الأرض هي موقع لمقبرة إسلامية. وجاء قرار المحكمة بعد أنْ قدم المجلس الإسلامي في يافا التماسًا ضد بلدية تل أبيب-يافا ادعى فيه إنّ البلدية لا تملك تصريحًا ساري المفعول للبناء في الموقع. ولم تحكم القاضية ليمور بيبي في المسألة، لكنها حددت جلسة في 22 تموز (يوليو) وأمرت بوقف أعمال البناء في المكان حتى يتم توضيح المسألة. وقالت البلدية إنها تحترم أمر المحكمة وأوقفت أعمالها في الموقع.
وقد أثارت أعمال البناء فوق المقبرة أيامًا من الاحتجاجات الغاضبة في يافا، وهي مدينة ذات غالبية عربية تابعة لبلدية تل أبيب، وعلى الرغم من قرار المحكمة، تجددت الاحتجاجات صباح أمس الأربعاء عندما احتشد متظاهرون حول الموقع وطالبوا بإخراج مركبات وأدوات البناء من المكان والسماح لهم بالدخول. واعتقلت الشرطة عددًا من المتظاهرين بعد أنْ حاولوا اقتحام المكان وقاموا بإلقاء حجارة وغاز مسيل للدموع على القوات، بحسب السلطات. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية عن إغلاق طريق متاخم للمكان مؤقتًا بسبب الاحتجاجات.
إلى ذلك، دانت لجنة المتابعة العدوان البوليسي والاعتقالات التي طالت العديد من أبناء شعبنا في يافا ومن قياداتهم الدينية والاجتماعية بعد صدور قرار المحكمة بوقف أعمال التجريف والتخريب في مقبرة الإسعاف في يافا.
كما أعلنت لجنة المتابعة عن دعمها الكامل للتصدي الشجاع، الذي يقوم به شبابنا للدفاع عن مقبرة الإسعاف وعن مقدساتنا عموما وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين فورا. وحيّت لجنة المتابعة طاقم المحامين الذي قدم الالتماس بوقف أعمال التجريف الإجرامية وأشادت بالمهنية العالية التي تمتعوا بها.
وكان أبناء يافا ولجنتهم الشعبية قد حاولوا الدخول الى مقبرة الإسعاف بعد صدور قرار المحكمة بوقف أعمال التجريف، إلّا أنهم جوبهوا باعتداء بوليسي وبإلقاء سيل من قنابل الغاز عليهم، وباعتقالات طالت أئمة مساجد وناشطين وقياديين. يذكر أنّ قوة كبيرة من الشرطة كانت تضرب حصارًا خلال الأيام الماضية على المقبرة وتمنع المواطنين العرب من دخولها.
من جهة أخرى قام مساء أمس، وفد موسع من قيادة لجنة المتابعة بزيارة إلى الخيمة المقامة مقابل مقبرة الإسعاف واجتمع مع الأهالي ومع اللجنة الشعبية في يافا، حيث دار حوار تحدث فيه عن لجنة المتابعة النائب امطانس شحادة، ورئيس لجنة المتابعة محمد بركة، الذي حيا في بدء كلمته شباب يافا الأشاوس الذين استنفروا للدفاع عن المقبرة، التي هي شاهد على الحياة في يافا، ويافا أحد أجمل أسماء فلسطين.
وقال إنّ العدوانية الحاصلة في يافا، لها ارتباط وثيق بما يجري من نهج عدواني في مناطق وجودنا، في النقب حيث قرى بأكملها مهددة بالاقتلاع، لتنفيذ مخططات استيطانية، تارة لإقامة مستوطنات، وتارة لإقامة مناطق صناعية، والآن حوالي عشر قرى مهددة من أجل زراعة حرش، كذلك جرائم هدم البيوت والتهديد بهدم آلاف البيوت في المثلث والجليل وغيرها من قضايا كثيرة. وحيا ككل جماهيرنا التي تتصدى ببطولة ضد كل هذه المخططات.
وتابع بركة قائلا، إن يافا عروس فلسطين، وهم يريدون طيلة الوقت، تجريدها من هويتها ومن جمالها ومن آثارها ومن قبورها. وقال، إن هذه المعارك التي تشنها علينا المؤسسة الحاكمة، تريد أن تستنزف مجتمعنا العربي وأن تشغله يوميا في قضايا هناك وهناك، في محاولة لتوزيع قوتنا وتجعلنا أضعف، ولكن واجبنا أن نكون أكثر وحدة، وأن نرص صفوفنا في كل واحدة من هذه المعارك.
وحذر بركة من محاولات بث أجواء تيئيس من إمكانية تحصيل شيء، وقال إن واجبنا ألّا نسكت وأنْ نكثف كفاحنا ونضالنا، من أجل وجودتا ومستقبل أجيالنا. مشددًا على أنّ ما نحن علينا من مأثرة صمود وبقاء وتمسك بالهوية، هو بفضل نضالات من سبقنا، الذين حققوا بنضالاتهم الكثير، وعلينا مواصلة المسيرة، وأنْ نعمل على تشابك اتجاهات عملنا وأولها الكفاح الميداني. وأعلن بركة عن أن لجنة المتابعة ستحث جماهيرنا من كافة المناطق للتدفق على يافا من أجل دعم كفاح أهالي المدينة. والمشاركة في المظاهرة القطرية التي ستجري في يافا يوم بعد غدٍ السبت، بدعوة من اللجنة الشعبية.