يعارض رئيس مجلس المستوطنات، دافيد إلحياني، بشدة مخطط الضم أو ما يوصف إسرائيليا بـ"فرض السيادة" على مناطق واسعة تعادل 30% من مساحة الضفة الغربية. وقال في مقابلة لصحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء، إن معارضته سببها أن خطة "صفقة القرن" التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية في المنطقة التي لن يشملها مخطط الضم.
وقال إلحياني مبررا رفضه لإقامة دولة فلسطينية، إنه "عندما أرى ما يحدث في غزة، وأن 365 كيلومترا مربعا يقبضون على خصيتي دولة كاملة، ويضغطون ويحررون متى يشاؤون، فإنني لا اريد عشرة أضعاف هذا الوضع في قلب الدولة. ولأني لست مجرد مزارع وإنما رئيس مجلس المستوطنات فإن الجميع يريد سماع أقوالي، وموقفي هو: لا، شكرا".
وأضاف إلحياني - وهو ناشط في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو - أن "رئيس الحكومة حاول الاحتيال علينا. وقال لنا إن ’هذه (الدولة الفلسطينية) ليست دولة. إنها أقل من دولة. وهذه دولة من دون جيش’. وقلت له إن الدولة هي دولة. الآن بدون جيش، وإذا قامت فإني أفضل أن تكون دولة مع جيش. والجيش الإسرائيلي يعرف مواجهة جيش ولا يعرف مواجهة الإرهاب. أنظروا إلى غزة". وبحسبه، فإن نتنياهو استعرض، في أيلول سبتمبر الماضي، أمام قادة المستوطنين خريطة لغور الأردن، "وهذه لم يكن لها علاقة بخطة ترامب. فنتنياهو يعرف خطة ترامب، وهو لم يخدعنا وإنما احتال علينا".
واعتبر إلحياني أن "الأميركيين هم الذين أوقفوا الضم، الذين قالوا ’قف’ بعد 48 ساعة. ويقف رئيس أميركي ويكرر القول بصوته ’دولة فلسطينية، دولة فلسطينية، دولة فلسطينية’، ويتحدث رئيس الحكومة بعده ولا يذكر ’دولة فلسطينية’ ولو مرة واحدة. وأدركت أن الأميركيين فهموا أن الإسرائيليين يخدعون. إنهم يريدون الحصول على السيادة، ورئيس الحكومة لا يقول كلمة واحدة عن دولة فلسطينية أمام الرئيس الأميركي الأكثر ودا لإسرائيل. وقد قلت لنتنياهو إنني أفضل الإصغاء للأميركيين. والسفير الأميركي، ديفيد فريدمان، وهو الأكثر يمينية بينهم يقول ’إسرائيل رسمت حدود الدولة الفلسطينية".
وتابع أن صهر ترامب، "جاريد كوشنر طعن نتنياهو في الظهر، وفريدمان يحتال لأنه باعنا قصة السيادة ولم يكشف للإسرائيليين أن هذه الخطة تقضي بقيام دولة فلسطينية في نهاية الأمر. وحان الوقت للقول لترامب إنه يشكل خطرا على أمن إسرائيل".
وحول "صفقة القرن"، قال إلحياني إن "السكان الفلسطينيين لا يهمونهم، وما يهمهم هو تحقيق إنجاز. كوشنر يريد أن يجلب إلى حماه ترامب الإنجاز بأن يكون الزعيم الأكبر في العالم. لم ينجح أي زعيم منذ العام 1948 بحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وها هو ترامب العظيم قد جاء وفعل ذلك. وسيقول: ’أنا رجل أعمال وأعرف إبرام صفقات، وها هي الصفقة التي أبرمتها. خذوا سيادة، وهاتوا دولة فلسطينية’". وأضاف أن "الضم، أي ضم، يبدو أبعد بكثير الآن".